عرّفت المنتخبات الأفريقية الـ40 المتنافسة على بطاقات التأهل إلى نهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، في 21 يناير/كانون الثاني، على العقبات التي ستقف في طريقها من اجل التأهل للمشاركة في البطولة الأغلى.

تم إجراء قرعة الدور الثاني من المنافسة التمهيدية على الساعة 19:00 مساءًا بالتوقيت المحلي في القاهرة. والنتيجة تعد بالكثير من الإثارة والتشويق! مباريات ديربي، ونزالات متباينة، وفرص للثأر، ومواجهات نارية تلوح في الأفق.

تبدو الجزائر، حاملة لقب كأس الأمم الأفريقية، مرشحة فوق العادة على الورق. وستكون كتيبة محاربو الصحراء أكثر حماسة بعد غيابها عن نسخة روسيا 2018. بيد أن الأمر ذاته ينطبق على المنتخبات الثلاث الأخرى في هذه المجموعة التي لم تذق قط حلاوة المشاركة في العرس العالمي. وكانت بوركينا فاسو، بالخصوص، على وشك تحقيق التأهل إلى نسخة البرازيل 2014. من حرم كتيبة الخيول من تحقيق هدفها؟ الجزائر!

ستجد تونس في طريقها منتخبا يتألق دائماً في كأس الأمم الأفريقية (حامل اللقب عام 2012) ونادراً في كأس العالم: زامبيا. ولا شك أن كتيبة شيبولوبولوس ستحاول قلب المعادلة. لذا، يجب على نسور قرطاج توخي كل الحيطة والحذر من زامبيا، ولكن أيضاً من غينيا الإستوائية وموريتانيا التي تعادلت معها في يوليو/تموز الماضي.

تُعتبر نيجيريا مرشحة قوية في هذه المجموعة. على عكس خصومها الثلاثة الذين لا يزالوا يبحثون عن تذكرة تأهل تاريخية إلى كأس العالم، تملك كتيبة النسور الممتازة خبرة كبيرة في التصفيات، علاوة على ست مشاركات في النهائيات. مع ذلك، يجب عليها توخي الحذر لتجنب تعثر آخر شبيه بما عانته في التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية 2017.

كان المنتخب الذي يخشاه الجميع في المستوى الثاني: كوت ديفوار، الذي سبق له المشاركة في النهائيات العالمية، سيواجه في نهاية المطاف المنتخب الأفريقي الأكثر مشاركة في كأس العالم (7 مرات): الكاميرون! ستكون المنافسة حامية الوطيس، خاصة وأن المنتخبين الآخرين في المجموعة لن يكونا لقمتين سائغتين.

على عكس المجموعة الرابعة، لا تضم المجموعة الخامسة أي منتخب سبق له المشاركة في كأس العالم! من بين المنتخبات الأربعة، تبقى مالي هي المرشحة للتأهل إلى الدور الثالث من التصفيات. بيد أن المفاجأة بإمكانها أن تأتي من شرق أفريقيا، وتحديداً من أوغندا التي تأهلت إلى كأس الأمم الأفريقية 2019.

هذه هي واحدة من المجموعات الأكثر إثارة! حيث سيواجه الفراعنة بقيادة محمد صلاح الفهود بزعامة إيمريك أوباميانج! وهذا دون إغفال الدور الذي قد تلعبه أنجولا، صاحبة المشاركة السابقة في كأس العالم، التي تضم مجموعة جيدة من المواهب الشابة، بالنظر إلى ما حققته في كأس العالم تحت 17 سنة FIFA. ويُكمل منتخب ليبيا، صاحب الأداء المتذبذب، عقد هذه المجموعة.

صراع بنكهة إنجليزية بين مشاركين سابقين في كأس العالم: غانا-جنوب أفريقيا. هذا بالإضافة إلى مواجهة الديربي بين البافانا البافانا ومحاربى زيمبابوي. الفرجة مضمونة. ناهيك عن منتخب إثيوبيا، الحاضر أيضاً، والقادر على صنع المفاجآت. وفي هذا الصدد، أكد مارسيل دوسايي، الذي ساعد في سحب القرعة، قائلاً: "هذه المجموعة متكافئة للغاية،" مضيفاً "لا يجب أن نفوت انطلاقتها. النجاح يدفع الزخم ويولد الثقة."

تبدو السنغال، أول منتخب أفريقي في تصنيف FIFA، مرشحة فوق العادة. ولا شك أن هجوم أسود تيرانجا بقيادة ساديو ماني، الذي اختير مؤخراً أفضل لاعب في القارة، مثير للإعجاب. مع ذلك، يجب توخي الحيطة والحذر. فقد تبدو منتخبات توجو، التي شاركت في نهائيات كأس العالم 2006، والكونجو وناميبيا أقل قوة على الورق، ولكنها ليست أقل طموحاً.

يجب أن يعود المركز الأول في هذه المجموعة، منطقياً، إلى منتخبي المغرب أو غينيا اللذين يحترف معظم لاعبيهم في أوروبا. وتبدو المعركة على الصدارة بين هذين المنتخبين حامية الوطيس. بيد أنه بإمكان غينيا بيساو، بدافع منافستها الشرسة مع كتيبة سيلي ناسيونال، والسودان صنع المفاجأة.

إنها بلا شك المجموعة الأكثر انفتاحاً على كل الإحتمالات: شاركت جميع منتخبات هذه المجموعة في النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأفريقية. ومن بين هذا الرباعي، حققت بنين ومدغشقر أفضل نتيجة (ربع النهائي)، على الرغم من أن كتيبة النمور تحتل مركزاً أفضل من خصومها في تصنيف FIFA. لا شك أن الإثارة ستكون حاضرة بقوة في هذه المجموعة!