كانت جزر كوك هي الموقع الذي شهد صناعة جزء من تاريخ التحكيم الأسبوع الماضي. تقع الدولة البولينيزية في مكان بعيد في منتصف الطريق بين أستراليا والبر الرئيسي لأمريكا الجنوبية. وعلى الرغم من صغر عدد سكانها - فهي من بين أصغر الاتحادات الأعضاء لدى FIFA البالغ عددها 211 اتحاداً حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 15000 نسمة - إلا أن الدولة الجزيرة منتشرة على مساحة هائلة من المحيط. تشتهر جزر كوك بالسياحة في الغالب، ولديها الآن مكان في سجلات اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم (OFC) كموقع لحدث تاريخي - أول بطولة أوقيانوسيا للرجال تشهد مشاركة فريق تحكيم نسائي بالكامل. قادت إحدى عشرة حكمةً من حكمات FIFA الدوليين والذين يمثّلن فيجي ونيوزيلندا وساموا وجزر سليمان وتونغا البطولة التأهيلية لدوري أبطال أوقيانوسيا للرجال 2025 والتي أقيمت في أكاديمية اتحاد جزر كوك لكرة القدم المليئة بأشجار النخيل في العاصمة أفاروا. وقد كان هناك سبب مزدوج للاحتفال المحلي حيث أصبح توبابا ماراينجا أول فريق من جزر كوك يفوز ببطولة التصفيات منذ ست سنوات. وسيتم تحديد الفائز في المباراة النهائية القارية في أبريل/نيسان مع مشاركة ثمانية فرق بقيادة حامل اللقب والمشارك في كأس العالم للأندية 2025 FIFA™ نادي أوكلاند سيتي.

وقد تم تخصيص أموال كوفيد-19 من FIFA لحكام المباريات فور انتهاء أزمة كوفيد (2020-2021). ويتم تمويل الاستثمار في تطوير الحكام في كل دولة من خلال الأموال التشغيلية للاتحادات الأعضاء المعنية من برنامج FIFA Forward. وقالت بيبيانا شتاينهاوس ويب، رئيسة قسم التحكيم للسيدات لدى FIFA "هذه التعيينات هي شهادة على العمل الدؤوب الذي تستثمره الحكمات في نموهن الشخصي. كما أنها تمثّل إنجازاً كبيراً للاتحادات الأعضاء واتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم حيث قدّموا الدعم وفرص التطوير للحكمات للسعي إلى تحقيق أهدافهن. هؤلاء النساء نماذج يحتذى بها، وستلهم قصصهن الأجيال القادمة. تهانينا لعائلة كرة القدم في أوقيانوسيا بأكملها." وأشاد رئيس لجنة التحكيم في اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم كيفن ستولتنكامب بهذا الإنجاز التاريخي، حيث تشكّل التعيينات فرصة للبناء على إرث أول بطولة لكأس العالم للكبار تقام في المنطقة. وقال ستولتنكامب "لقد عملت الحكمات بلا كلل وأثبتن أنفسهن على أعلى مستوى، حيث أدارت العديد منهن بطولات FIFA." وأضاف "هذا دليل على الجودة المتزايدة للحكام القادمين من أوقيانوسيا والتزامنا بإنشاء مجتمع لكرة القدم أكثر شمولاً." وختم "إنها لحظة تاريخية للحكمات واتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم."

وكان من بين فريق التحكيم الحكمة آنا ماري كيغلي (نيوزيلندا)، والحكمتان المساعدتان سارة جونز (نيوزيلندا) وماريا سالاماسينا (ساموا)، وجميعهن شاركن في كأس العالم للسيدات أستراليا ونيوزيلندا 2023 FIFA™. وقد تم تمثيل خمسة من الدول الـ11 في أوقيانوسيا في جزر كوك مع منح كل حكمة فرصة إضافية للتطوير الشخصي وسط درجات الاختلاف التي تقدمّها كرة القدم للرجال. وقالت سالاماسينا "الكثير منهم [اللاعبون الذكور]، إذا لم يكونوا سعداء بقرار الحكام، بصراحة، يستمعون إلينا. هذا جيد حقاً، ونحن نقدر ذلك حقاً." وشرحت سالاماسينا "إذا لم يفعلوا ذلك، فوفقاً لقوانين وقواعد اللعبة، فإن البطاقات تخرج. إنها مسألة احترام وفهم لكرة القدم."

وأضافت الحكمة المساعدة ذات الخبرة "بالنسبة لي، هذا أمر خاص للغاية. إنها المرة الأولى على الإطلاق التي يقوم فيها فريق نسائي بالكامل بالتحكيم في بطولة للرجال. ليس هذا فحسب، بل إننا جميعاً حكمات FIFA. إنها لحظة تاريخية، ليس فقط بالنسبة لنا، بل لجميع الحكمات في المحيط الهادئ." والآن بعد أن اتسع الطريق إلى أعلى مستوى، أصبحت الفرص المتاحة للحكمات الشابات الطموحات واضحة. وقالت الحكمة توريكا ديلاي من فيجي "لقد دعمت أوقيانوسيا حقاً فيما يتعلّق بالمساواة العامة. إنه أمر مثير حقاً ونحن نتعلّم من بعضنا البعض." وختمت بنصيحة للحكمات الطموحات "اقبلوا التحدي واستلهموا."

آنا ماري كيلي، وسارة جونز، وبيث راتراي (نيوزيلندا)، وشاما مايماي (جزر سليمان)، وتوريكا ديلاي (فيجي)

أليز كليبشام، وهيلويز سيمونز (نيوزيلندا)، لاتا كوماتولي، وفايهينا تيورا (تونغا)، وماريا سالاماسينا (ساموا)، وناتاليا لوموكانا (جزر سليمان).