يساعد برنامج FIFA Forward الاتحادات الأعضاء في جميع أنحاء العالم بشكل فعال على تطوير كرة القدم، لا سيما من خلال تحسين وتجديد البنية التحتية الكروية. وشهد العام الماضي الانتهاء من أربعة مشاريع كبرى لتجديد أرضية الملاعب في منطقة الكاريبي (جزر الباهاما، وأنتيغوا وبربودا، ودومينيكا، وبربادوس) بهدف مشترك يتمثل في تمكين هذه البلدان الأربعة من العمل في أفضل الظروف، وتحقيق نتائج أفضل وتشجيع ظهور مواهب جديدة. وبعد بضعة أشهر من التدريب على هذه المنشآت الجديدة، يأخذكم موقع FIFA.com في جولة سريعة عليها. منذ عدة سنوات، كان اتحاد جزر الباهاما لكرة القدم يواجه مشاكل الصيانة في ملعبه الرئيسي، روسكو إيه. إل ديفيس (رالد)، فقد كان الاتحاد يسعى إلى توفير أفضل الظروف الممكنة لجميع منتخباته الوطنية، مما أدى إلى ارتفاع وتيرة استخدام هذا ملعب العشب الطبيعي هذا. وكانت الإصلاحات العديدة وفترات الراحة القسرية ناجمة عن الطلب الكبير على الملعب طوال العام، وكذلك بسبب محدودية إمدادات المياه التي لا تسمح بالري الملائم.

من خلال التحول إلى العشب الصناعي، تمكّن اتحاد جزر الباهاما لكرة القدم من تقليل تكاليف الصيانة، وزيادة وقت اللعب المتاح للمنتخبات الوطنية والمسابقات الوطنية، بالإضافة إلى الامتثال للوائح الحكومية فيما يتعلق باستخدام المياه. وعلاوة على ذلك، فإن هذا النوع من العشب يتحمل تقلبات الطقس بشكل أفضل من العشب الطبيعي. ويتم تصريف مياه الأمطار بسرعة، مما يُقلل مخاطر إلغاء المباريات أو تأجيلها بسبب الأمطار الغزيرة. وقالت أنيا جيمس، رئيسة الاتحاد المنتخبة في شهر مايو/أيار الماضي: "بفضل تمويل FIFA لهذا المشروع، أصبح لدينا الآن ملعب عالي الجودة، مما يسمح لنا بتنظيم المزيد من المباريات والأحداث". وأضافت جيمس، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب في بلادها: "سيكون لهذا الملعب الجديد تأثير كبير على كرة القدم في جزر الباهاما. فهو لا يوفر بيئة لعب أفضل للرياضيين فحسب، بل يوفر أيضا المزيد من الفرص لاستخدامه من عائلة كرة القدم. وهذا ما سيعزز ثقافة اللعبة في بلادنا". وفي مواجهة مشكلة الوصول إلى المياه، استجاب اتحاد أنتيغوا وبربودا لكرة القدم بالفعل لدعوة FIFA لتقديم عطاءات لبناء ملعب بعشب صناعي وقرر الاعتماد مرة أخرى على خبرة هذه الهيئة العالمية للشروع في إنشاء ملعب ثانٍ من العشب الصناعي داخل مركزه الفني من أجل تلبية احتياجات مختلف منتخبات الرجال والسيدات بشكل أفضل وتيسير الاستفادة من بنية التحتية عالية الجودة لمسابقاته الوطنية.

تلقى موظفو اتحاد أنتيغوا وبربودا لكرة القدم، وكذلك المستخدمون المنتظمون للعشب الصناعي، تدريباً على صيانة هذه الأرضية الجديدة لضمان المحافظة على عشب عالي الجودة على المدى الطويل. وقد تم أيضاً تجهيز هذا الملعب الجديد بأضواء كاشفة، مما يسمح بإطالة أمد اللعب بعد حلول الظلام. وقال روهان هيكتور، الأمين العام للاتحاد: "تضفي الأضواء جواً خاصاً على أمسياتنا، وتخلق فضاءً يجتمع فيه الناس. مع إضافة الإضاءة، لم يعد تدريب منتخباتنا الوطنية يقتصر على فترات ما بعد الظهيرة الحارة، بل يمكنها الآن التدريب في المساء البارد. وهذا يمثل ميزة كبيرة في سياق كرة القدم للهواة كما هو الوضع السائد في بلادنا. النتائج رائعة ونرى تحسّناً ملحوظاً في الأداء. العشب الآن هو المكان الذي تتوثق فيه الروابط وتصبح الأحلام ممكنة".

وفي حالة بربادوس، كان من الضروري استبدال العشب الصناعي في المركز الفني للاتحاد الكروي، بعد أكثر من 10 سنوات من الاستخدام، من أجل الاستمرار في تلبية المعايير المطلوبة للحصول على شهادة FIFA Field، التي تسمح بتنظيم المباريات الدولية الرسمية. وسيوفر العشب الجديد أرضية لعب متّسقة، حيث يكون ارتداد ودوران الكرة متطابقان في جميع أنحاء الملعب، مما يعزز الترويض واللعب السريع ويسمح للاعبين بإبراز كل إمكاناتهم. وقال راندولف هاريس، رئيس اتحاد بربادوس لكرة القدم: "تمكنّا بفضل دعم برنامج FIFA Forward من استبدال العشب، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لاتحادنا. أصبحنا الآن قادرين على استضافة المباريات الإقليمية والدولية مرة أخرى. لقد تمكنا من استئناف برامجنا التنموية للفتيان والفتيات، وهو ما يشكل إضافة كبيرة لتطوير كرة القدم في البلاد". ومن جانبها، نفذت دومينيكا مشروعاً واسعاً وطموحاً لتحديث وتحسين مرافق "ستوكفارم" في العاصمة روسو، من أجل توفير ظروف لعب وتدريب أفضل لمنتخباتها الوطنية. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فقد وضعت، بالتعاون الوثيق مع FIFA، خطة رئيسية لتطوير شامل لمركزها الفني. وقد تضمنت المرحلة الأولى من هذه الخطة استبدال العشب الطبيعي بآخر اصطناعي يتوافق مع المعايير الدولية. وسيسمح العشب الجديد، الذي تم الانتهاء من مدِّه في الملعب في يوليو/تموز 2023، للمنتخبات المختلفة باللعب في ظروف جيدة وزيادة ساعات التدريب مع الحفاظ على الملعب في حالة ممتازة. وستستفيد المنتخبات الوطنية من عشب يحقق معايير FIFA Quality Pro للتدريب واللعب، كما سيستفيد مجتمع كرة القدم في دومينيكا بأكمله من هذا الملعب الجديد للعب ومشاهدة المسابقات الوطنية.

"إنه أمر ملهم حقًا أن نرى إنجازات وتأثير برنامج FIFA Forward في جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي بفضل تنفيذه الناجح والفرص التي يوفرها للاتحادات الأعضاء في FIFA. لقد تم تحقيق أهم التطورات فيما يتعلق بمرافق البنية التحتية لكرة القدم، من بين وقال هيرفي بلانشارد، رئيس مكتب FIFA الإقليمي في بربادوس: "لقد ساهمت مشاريع تطوير أسطح لعب كرة القدم بشكل كبير في تحسين ظروف اللعب للمسابقات المحلية والمنتخبات الوطنية، ولكنها زادت أيضًا من فرص اللعب لجميع أصحاب المصلحة في كرة القدم".

"هذه الإنجازات المهمة في أنتيغوا وبربودا وبربادوس ودومينيكا والباهاما هي الخطوة الأولى نحو إنشاء مراكز فنية خاصة بكرة القدم تابعة للاتحادات الأعضاء؛ وفي كل حالة يتم تكييفها مع واقع الجزيرة وكرة القدم مع تصميم مخطط رئيسي مخصص لمراحل التطوير المستقبلية. ستستضيف هذه الملاعب الكثير من مباريات كرة القدم المحلية والدولية، وستشهد تطور العديد من المواهب المحلية ونموها من المستوى الشعبي إلى كرة القدم النخبة، وبالطبع ستجذب حشودًا من المجتمعات المتحمسة والمشجعين والمؤيدين للعبة الجميلة. لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، ولكن الكرة تتدحرج!".