تحصد اليابان ثمار برنامج FIFA Forward الذي أحدث نهضة كروية في البلاد وساهم في صقل مهارات جيل شاب، يتقدّمه تاكيفوسا كوبو الذي اضطلع بدور محوري في جعل محاربي الساموراي أول فريق يضمن التأهل إلى منافسات بطولة كأس العالم FIFA 2026.

فتسجيل كوبو الهدف الثاني للمنتخب الياباني في شباك البحرين، حسم الموقف وجعل بلاده تنضمّ إلى الدول الثلاث المستضيفة، كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، في البطولة التي تنطلق صيف العام المقبل بمشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى. وأتى ذلك ليكون بمثابة الإنجاز الأحدث في مسيرة واعدة استهلها في نظام دوريات الشباب شديد التنافسية في اليابان.

وقال كوبو، المهاجم الحالي في صفوف نادي ريال سوسيداد، الذي مثّل نادي طوكيو في الدوري الممتاز تحت 18 سنة (كأس الأمير تاكامادو) بعد أربع سنوات أمضاها في أكاديمية نادي برشلونة (لا ماسيا): "أتذكر الدوري الممتاز تحت 18 سنة جيداً، لأنه كان من أولى منافسات الدوري التي أخوضها إثر عودتي من إسبانيا.

مواجهة أفضل اللاعبين في نفس الفئة العمرية كانت تجربة جيدة بالنسبة لي، وأشعر أنها عادت بالفائدة على كافة اللاعبين المشاركين. وأنا على قناعة بأن ذلك لا يقتصر عليّ، بل هناك الكثير من اللاعبين الذين تحسّن مستواهم خلال المنافسات، وانضموا إلى صفوف المنتخب، فالمستوى في هذا الدوري وهذه الفئة العمرية هو الأعلى".

وكان الاتحاد الياباني لكرة القدم قد أطلق الدوري الممتاز تحت 18 سنة (كأس الأمير تاكامادو) ودوري تحت 15 سنة في إطار رفع مستوى التنافسية في بطولات فئات الشباب. وأتى استحداث هذين الدوريين، بالإضافة إلى مبادرات أخرى خاصة باللاعبين الواعدين في البلاد، بفضل تمويل برنامج FIFA Forward منذ إطلاقه عام 2016.

وكانت ثمرة تلك الجهود تخريج دفعات متتالية من المواهب الكروية التي استلمت راية المنتخب وأكملت مسيرة التأهل إلى كل نسخة من كأس العالم FIFA™ بدءاً من عام 1998. وما من دليل أفضل على ذلك سوى الإشارة إلى أن 10 من لاعبي كتيبة المدرب هاجيمي مورياسو التي شاركت في نافذة المباريات الدولية في مارس/آذار 2025 سبق وخاضوا منافسات هذين الدوريين، ومنهم ماو هوسويا وكوتا تاكاي.

وعن ذلك قال تاكاي، ابن العشرين ربيعاً ولاعب قلب الدفاع في صفوف نادي كاواساكي فرونتالي: "كنتُ ضمن الكتيبة التي حصدت المركز الأول في القسم الشرقي من الدوري الممتاز عام 2022، وللأسف، خسرنا المباراة النهائية، وكانت تلك لحظة مريرة بالنسبة لي. إلا أن اختبار خوض دوري على أعلى مستوى طوال السنة حسّن بكل تأكيد مستوى لعبي، وأنا متأكد من أنه شكل دافعاً لضمي إلى التشكيلة الأساسية لنادي كاواساكي".

تُشكّل دوريات الشباب ركيزة استراتيجية الاتحاد الياباني لكرة القدم للمستقبل "خطة 2050"، والتي وضعت هدفاً متمثلاً بالفوز بلقب بطولة كأس العالم بحلول ذلك العام. ولا بد من الإشارة إلى عامل إضافي يُثبت أن كرة القدم اليابانية تسير في الاتجاه الصحيح، وهو نجاح منتخبي الرجال والسيدات في فئة تحت 23 سنة في بلوغ ربع نهائي منافسات كرة القدم الأولمبية باريس 2024.

يُذكر أنه تم تخصيص ثلاثة ملايين دولار أمريكي من برنامج FIFA Forward 3.0 لدعم الجوانب اللوجستية المتعلقة بالمنتخب الأول في إطار تصفيات بطولة كأس العالم FIFA 2026™.

وقال رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم، تسونياسو مياموتو، عن الاستفادة من الدورة الثالثة من برنامج FIFA لدعم محاربي الساموراي في مشوار التأهل للنسخة المقبلة من المونديال: "إننا ممتنون للغاية للدعم المالي الذي حظي به الدوري الممتاز تحت 18 سنة (كأس الأمير تاكامادو) وبطولة كرة القدم تحت 15 سنة (كأس الأمير تاكامادو) خلال دورتي برنامج FIFA Forward الماضيتين.

نجحنا، بفضل إسهامات FIFA، برفع مستوى هذين الدوريين الخاصين بفئة الشباب، واللذين يستمرّان بتخريج لاعبين على أعلى مستوى لخوض غمار دوري الدرجة الأولى الياباني، و(الانضمام) إلى المنتخبات الوطنية، بل وحتى الدوريات الأوروبية. ومن المهم الإشارة إلى أن الكثير من لاعبي المنتخب الأول الذين شاركوا في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم FIFA 2026 سبق وخاضوا هذين الدوريين، وهو ما يُسلّط الضوء على أثر دعم FIFA في برنامجنا لإعداد فئة الشباب".