اجتمع في باريس ممثلون عن حوالي 20 اتحاداً وطنياً
تقاسم المتحدثون تجاربهم في مجالات الحوكمة والامتثال والقيادة
تأسس حَرَم FIFA لجمع كافة برامج التدريب تحت مظلة واحدة اجتمع ممثلون عن حوالي 20 اتحاداً كروياً وطنياً أوروبياً على مدى يومي 23 و24 يناير/كانون الثاني في العاصمة الفرنسية باريس لإتمام المرحلة الأخيرة من برنامج FIFA التنفيذي للحوكمة الرشيدة، والذي امتد لإجمالي 12 أسبوعاً وخمس دورات تعليمية عبر الإنترنت، ليكون بمثابة برنامج تعليمي مكثّف لكبار المدراء في أرجاء أوروبا. وقد تم وضع محتوى البرنامج بشكل يصقل المهارات القيادية للمشاركين ويُعرِّفهم على الحلول المتاحة لتلبية احتياجات اتحاداتهم الكروية الوطنية.
وشكَّلت هذه المرحلة السادسة آخر جزء من النسخة الأوروبية الأولى للبرنامج، وكان مسك الختام فعالية مقامة مع إطلالة على برج إيفل. وكان هذان اليومان المكثفان بمثابة فرصة للمشاركين والمشارِكات للالتقاء وجهاً لوجه، بدلاً من الجلسات المقامة عبر الإنترنت.
وقد شهدت الجلسة الأخيرة تلخيصاً للمواضيع المختلفة التي تم التطرّق إليها على مدى الأشهر الأخيرة، إلى جانب بعض الجوانب الجديدة التي طرحتها كوكبة من المتحدثين الضيوف الرفيعي المستوى على غرار بول باربر، الرئيس التنفيذي لنادي برايتون آند هوف ألبيون لكرة القدم، وهشام العمراني، المستشار الأول للاتحاد السعودي لكرة القدم الذين تقاسموا تجاربهم وتشاركوا بمعارفهم المتعلقة بالحوكمة والامتثال والقيادة.
الحوكمة وشؤونها
وقالت ريتا باجدونييني، الأمينة العامة للاتحاد الليتواني لكرة القدم، وهي تبتسم: "أود أن أشكر FIFA على هذه المبادرة. فبدون هذه المبادرات، لن نتمكن من تحسين أنفسنا. إنها إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها الوصول إلى مستوى أفضل مما نحن عليه الآن. إن جميع المحاضرين الذين دعوتهم إلى هنا لتعليمنا جيدون بشكل لا يصدق". ووجدت أن النهج العملي والمحدد جذاب بشكل خاص، مما يجعل من السهل تصور كيفية تطبيقه. أعرب أندرياس باومغارتنر، رئيس الحوكمة الرشيدة في الاتحاد النمساوي لكرة القدم، عن امتنانه لمغادرة باريس بأفكار جديدة لتحسين القيادة واتخاذ القرار. وقال: "من خلال الترابط مع جميع الخبراء والزملاء من الاتحادات الأخرى، يمكنك تبادل أفكارك وخبراتك. إنه مثالي، مثالي في وضعنا في النمسا".
من جهتها، نوّهت الأمينة العامة للاتحاد البرتغالي لكرة القدم، تيريزا روماو، إلى أن مفهوم "الحوكمة لا يجب اعتباره من المسلّمات، ويتعيّن علينا أن نستمرّ في التأقلم مع التحديات الجديدة".
خيارات متنوعة وسهلة عبر حَرَم FIFA
بينما يواجه كل اتحاد وطني مسائل مرتبطة بحاجاته الخاصة، فإن FIFA حاضر دوماً لتقديم الخبرات وتحديد المشاكل وعرض حلول شاملة تنطوي على التدريب والتطوير. وهذا ما أشار إليه نائب الرئيس التنفيذي لقسم الاتحادات الوطنية واللاعب السويسري الدولي السابق، جيلسون فيرنانديز: "نلمس بوضوح الاهتمام بمثل هذه المبادرة. يُمثِّل بناء القدرات أحد أبرز أهداف الرئيس جياني إنفانتينو، ولهذا نُركِّز كافة جهودنا في سبيل ذلك".
وما كان لهذا البرنامج أن ينجح من دون التفاعل المستمر الذي أظهره المشاركون في البرنامج، وهو ما نوّه به مدير خدمات الاتحادات الأعضاء، توم جوريسن قائلاً: "يسرّني أن ألتقي بكافة هؤلاء القادة، الذين يشغلون مناصب تتطلب منهم الكثير لدى الاتحادات الوطنية، وينخرطون في مختلف الجوانب، ويُكرّسون الكثير من الوقت لذلك".
يُذكر أن تأسيس حَرَم FIFA أتى استجابة لرغبة الهيئة الناظمة لشؤون كرة القدم العالمية لجمع كافة برامج التدريب تحت مظلة واحدة، وهو ما من شأنه بحسب جوريسن أن "يمكِّن الاتحادات الوطنية من الوصول بسهولة إلى المعلومات المتعلقة بدورات FIFA وفرص التطوير والتعلُّم عبر الإنترنت".
المزيد من الدورات قريباً
“كما أضاف جوريسن: "بدأنا بهذه المغامرة العام الماضي من خلال إطلاق أربع مبادرات هي عبارة عن مشاريع تجريبية لـ حَرَم FIFA". فبعد إقامة دورات في أفريقيا وآسيا-أوقيانوسيا والأمريكتين، ها هي أوروبا تختتم أول نسخة من هذا البرنامج، رغم أن هذه ليست النهاية الكلية للمشروع، نظراً لكون المشاركين سيكون عليهم التطبيق العملي لما اكتسبوه في اتحاداتهم الوطنية.
وقال عن ذلك: "نتطلّع للاستفادة من كافة الملاحظات التي قدمها المشاركون، إذ نبني مقاربتنا على إمكانية تعديل محتوى البرنامج بالكامل، بدءاً من المواد التعليمية، وصولاً إلى الجلسات الحضورية".
يُذكر أن الملاحظات التي وردت في الجلسات الأولى من هذه المرحلة التجريبية كانت إيجابية للغاية، وقد أكّدت هذه المحطة الأوروبية للبرنامج على النجاح الساحق الذي يحققه. وسيتم إطلاق سلسلة جديدة من الجلسات في مارس 2025 لمنح الاتحادات الوطنية حول العالم، التي لم تسنح لها فرصة المشاركة في هذه المرحلة التجريبية، إمكانية الانخراط في المشروع.