هذا هو الحال بالنسبة لعائلة هايمبيك من هانتسفيل بولاية ألاباما التي تعتبر هذه الرياضة بالنسبة لها أسلوب حياة. يستمتع الابن المراهق، لوكاس، مع والديه آمبر ومارتن، بنمط حياة تتمحور فيه الأسرة حول كرة القدم. سواء كان لوكاس يلعب مع فريقه المحلي للناشئين أو يتوجهون كمجموعة لمشاهدة نادي هانتسفيل سيتي في دوري كرة القدم الأمريكية للمحترفين - الدرجة الثالثة في الولايات المتحدة - فإن كرة القدم هي محور التركيز في كل عطلة نهاية أسبوع في منزل عائلة هيمبيك.

وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك دائماً حالة واحدة غير منتهية: عدم القدرة على مشاهدة مباريات بايرن ميونيخ المحبوب على المباشر، رغم أن الوالد يشجع نورمبرغ الألماني وليس بايرن ميونيخ.

وبما أن مارتن ينحدر من ولاية بافاريا، كانت العائلة تسافر في كثير من الأحيان إلى ألمانيا لزيارة أقاربهم حيث كانوا يتعرفون على بايرن ميونيخ، الفريق الأكثر نجاحاً في البلاد.

وعلى الرغم من كثرة الزيارات، إلا أنه بسبب التوقيت وتخصيص التذاكر، لم يتمكن الابن لوكاس من مشاهدة مباريات ناديه المحبوب في الملعب.

وقالت آمبر "لقد حاولنا مشاهدة مباريات بايرن ميونيخ في ألمانيا، ولكن بين نظام حجز التذاكر على غرار القرعة والمباريات التي تباع تذاكرها باستمرار، لم تتح لنا الفرصة أبداً. اعتقد ابني حقاً أنه لن يتمكن أبداً من رؤيتهم يلعبون شخصياً."

كان هذا هو الحال إلى أن تم الإعلان عن إقامة كأس العالم للأندية FIFA في الولايات المتحدة، حيث تم اختيار بايرن ميونيخ للعب في شارلوت بولاية نورث كارولينا - على بعد 90 دقيقة فقط بالطائرة من هانتسفيل.

وقال الوالد مارتن"عندما علمنا أنهم سيأتون للعب هنا، شعرنا وكأن حلماً تحقق. كان ابني منتشياً للغاية لأنه سيتمكن أخيراً من رؤية فريقه المفضل على المباشر وخاصةً لاعبه المفضل على الإطلاق، توماس مولر، قبل اعتزاله. كنا نعلم أنه سيكون شيئاً لن ننساه أبداً. بالنسبة لعائلات كثيرة مثل عائلتنا، إنها أكثر من مجرد مباراة، إنها ذكرى تدوم مدى الحياة!"

ولسوء حظ آمبر، كانت التزامات العمل تعني أنها لم تتمكن من القيام بالرحلة بالنسبة لأول مواجهتين، لكن لوكاس ومارتن سارعا إلى اقتناص تذاكر لمشاهدة مباراة بايرن ميونيخ أمام بنفيكا في المباراة الأخيرة من المجموعة الثالثة.

أصبحت تجربة الأب والابن أكثر تميزاً مع ترقية التذاكر إلى مقاعد كبار الشخصيات ومنحهما فرصة الدخول إلى الملعب لمشاهدة أبطالهم من مسافة قريبة.

وأضاف مارتن"كان الأمر مذهلاً. أعلم أننا لم نفز في النهاية، لكن كل ما سبق ذلك ثم تمكننا من الدخول إلى الملعب ورؤية اللاعبين عن قرب، كان أمراً مميزاً حقاً. إنها ضمن أفضل خمس مباريات في حياتي."

الخسارة 1-0 أمام بنفيكا لم تكن ما أرادت عائلة هايمبيك رؤيته ولكن مع ضمان بايرن ميونيخ التأهل إلى دور الـ16، تمكنوا من التركيز على الإيجابيات - بما في ذلك حقيقة أن نجم لوكاس المفضل توماس مولر، لعب 90 دقيقة كاملة.

وقال الابن لوكاس: "كان شرفاً لي حضور هذه المباراة ومشاهدة بايرن ميونيخ على أرض الملعب. لقد كان وقتاً رائعاً، على الرغم من أن النتيجة لم تكن كما كنا نتمناها، فقد تأهلنا إلى الأدوار الإقصائية على أي حال، لذا فإن هذا اليوم سيبقى في الذاكرة بالتأكيد. إن إقامة كأس العالم للأندية FIFA في الولايات المتحدة يعني الكثير بالنسبة لنا. إنه يوم لا يُنسى."

في حين أن قصة عائلة هايمبيك هي قصة عائلية، إلا أنها تمثل الآلاف وتجسد تماماً ما تدور حوله كأس العالم للأندية FIFA الذي يتمثّل في تحقيق أحلام اللاعبين والمدربين والأندية - والأهم من ذلك - المشجعين.

إن جمع 32 من أفضل أندية العالم يعني أيضاً جمع 32 مجموعة من أكثر المشجعين شغفاً في العالم، حيث يشاهدون جميعاً فرقهم المحبوبة تتنافس على لقب أبطال العالم. وبالنسبة لبعض هؤلاء المشجعين، تماماً مثل عائلة هايمبيك، فهذا يعني رؤية أبطالهم على أرض الواقع لأول مرة.