يوظِّف FIFA كرة القدم لمساعدة المجتمعات المحلية حول العالم بطرق مختلفة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك برنامج مؤسسة FIFA للتعليم الرقمي الذي يهدف إلى إدخال الحوسبة والروبوتات إلى منهاج المدارس الابتدائية في عدة مناطق حول العالم. وسينطلق البرنامج في بليز بحيث يشمل 40 مدرسة ابتدائية في أرجاء البلاد، ويستفيد منه حوالي 10 آلاف طالب، ويجري حالياً لهذه الغاية تدريب أكثر من 200 مدرس على المنهاج الجديد. وخلال ورشة عُقدت في أبريل/نيسان 2024، تحدّث بعض الحضور عن المزايا التي ستجلبها هذه المبادرة. وقال أميلكار فاسكويز، وهو مدرِّس وأحد المدربين المنخرطين في الورشة "أعتقد أن هذه هي عملية التطوير الأكثر أهمية التي يشهدها نظام التعليم الوطني منذ مدة طويلة. وأنا على قناعة بأنه غالباً ما كانت هناك تغييرات على المنهاج الوطني تركت أثراً إيجابياً على بلادنا، ولكن ليس بالقدر الذي سيتركه إدخال عِلْم الحوسبة. أعتقد أننا نسير بأطفالنا إلى حقبة جديدة يصبحون فيها أكثر تنافسية في مجال عِلم الحوسبة الواسع."

إلى ذلك، أعرب الأساتذة المشاركون في الورشة التدريبية عن قناعتهم بأن البرنامج سيخلق فرصاً جديدة للأطفال في بليز. وقال عن ذلك ريكاردو كوريا من مدرسة El Shaddai SDA الابتدائية "نعيش في عصر تكنولوجي جديد يمتلك فيه الأطفال معلومات كثيرة عن الحواسيب. وأنا متأكد من أن هذا البرنامج سيجعلهم ينخرطون في العملية التعليمية وسيساعد على فهم وإدماج الحاسوب في دروسنا الأساسية، أي في المقررات الأساسية التي ندرّسها بشكل يومي."

أما المدرِّسة شانيل هيرنانديز فقالت "عِلْم الحاسوب هو أمر يتوجب علينا التعامل معه يومياً، فهو يهيمن على العالم بأسره، وإدماجه في صفوفنا هو أمرٌ مفيد لكافة التلاميذ." من جهتها، قالت تيرسيتا سوسا، مديرة مدرسة Our Lady of Guadalupe في العاصمة بلموبان إن تدريس عِلْم الحاسوب سيكون له فوائد أخرى "مع تقدِّم (التلاميذ) في الصفوف الدراسية، يساعدهم ذلك على تعزيز ثقتهم بنفسهم وفهم البيئة المدرسية. فالتلاميذ كوّنوا روابط بين بعضهم البعض، وأصبحوا قادرين على العمل سوياً، وهذا ما ينعكس على البرنامج الرياضي الذي نطبّقه في مدرستنا."

ويأتي تطبيق هذا البرنامج في بليز إثر توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة FIFA ووزارة التعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا في بليز واتحاد بليز لكرة القدم في هذه الدولة الواقعة بأمريكا الوسطى في يوليو/تموز 2023. ومن أهم أهدافه تطوير وصقل المواهب المحلية، ولهذا فقد كان كافة الأساتذة المشاركين في الورشة من بليز، أي أن المستفيدين من البرنامج سيتعلّمون على يد أبناء بلدهم. وعن هذه المبادرة، قال رئيس اتحاد بليز لكرة القدم سيرجيو تشوك "يشمل البرنامج بشكل رئيسي تلاميذ المدارس الابتدائية، ويدرّبهم على أساسيات التعليم الرقمي والربوتات. وسيعمل مدربو بليز على نقل هذه المعارف إلى الأساتذة. يعمل شركاؤنا مع المدربين على مدى العام الماضي، وها هم الآن يدرّبون أساتذة بليز."

وقالت كبيرة مدراء المشاريع لدى وزارة التعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا في بليز إنغريد أكوستا "برنامج كهذا مهم لحكومتنا نظراً لكونه يُسلّط الضوء على الشراكات التي يمكن أن نقيمها مع مختلف الجهات الفعالة في حقل التعليم. فمثل هذه البرامج تسمح لنا بتوفير المناهج المناسبة لتلاميذنا."

أما دانيل سانز من مؤسسة FIFA، فقد أشار إلى أن علم الترميز والحوسبة الفيزيائية لا ينحصران بتعليم المهارات التقنية،"بل يعززان كذلك الجانب الإبداعي و(مهارات) حل المشكلات والتفكير النقدي لدى التلاميذ. نؤمن في مؤسسة FIFA بأن القوة التي تتمتع بها كرة القدم في المجالين التعليمي والرياضي قادرة على إلهام وتمكين المجتمعات المحلية، ويوفّر هذا البرنامج أفضل ما في هذين المجالين."

وختم حديثه قائلاً "كرة القدم هي قوة تربط بين الشعوب. ومن خلال التفاعل عبر مشاريع تكنولوجية متعلّقة بكرة القدم، تكون الفرصة متاحة أمام الأطفال لتطوير مهارات تقنية، ولكنهم يتفاعلون في الوقت نفسه مع الآخرين، ويبتكرون ويستفيدون من منصة للتعبير عن أنفسهم."