“"كانت بناتي جزءاً مهماً من رحلتي الكروية، وحان الوقت كي يرين المنتخب الأسترالي للسيدات وما يقدمه للعبة السيدات".

يشهد العالم حقبة تسودها الصراعات والنزاعات، وانقساماً كبيراً على مستويات عدة. لكن من خلال قوة كرة القدم، يمكن لبطولة كأس العالم للسيدات FIFA™ أن تقرِّب بين الشعوب، وتوحدِّها في رحلة استكشاف ثقافات جديدة، وأن تكون جزءاً من مجتمع عالمي يحتفل بالمستديرة الساحرة.

تُعتبر حملة "Football Unites The World" من أبرز مبادرات FIFA، وتهدف لإلهام العالَم وتوحيده ودفع عجلة التنمية من خلال المستديرة الساحرة، إذ يتشارك أساطير FIFA، ولاعبون ولاعبات من كافة المستويات بما تعنيه كرة القدم بالنسبة لهم وقدرتها على توحيد الشعوب.

يُعتبر كابتن السوكيروز مارك ميليغان أحد دعامات كرة القدم الأسترالية ومن أبرز النجوم الذين مرّوا على تاريخ الدوري الأسترالي للرجال، لكنه كن يراقب عن قرب كرة القدم للسيدات، وبشكل أكبر حتى في هذه الأيام، بالنظر إلى بطولة كأس العالم للسيدات حطّت لتوّها في مدينته أديلايد حيث استقر الآن بعد مسيرة مهنية طويلة مليئة بالسفر والقصص. شارك ميليغان في أربع نسخ من بطولة كأس العالم FIFA على مرّ مسيرة كروية حافلة، لكن الإثارة التي شعر بها كانت مختلفة تماماً عندما اصطحب اثنتين من بناته لحضور مباريات منتخب أستراليا في نسخة فرنسا 2019، إذ تواجد جزء من عائلة ميليغان في المدرجات التي شهدت ما أصبحت تُعرف باسم "معجزة مونبلييه" عندما تمكن فريق ماتيلداس من قلب تأخره بهدفين دون ردّ إلى فوز بنتيجة 3-2.

“وعن تلك التجربة الاستثنائية، قال ميليغان، الذي يشغل حالياً منصب مساعد مدرب نادي أديلايد يونايتد: "صبَّت الأقدار في صالحنا، فقد كنتُ متواجداً في أوروبا (للعب مع نادي هيبرنيان في اسكتلندا) وتنظيم كأس العالم للسيدات في موقع قريب. وكانت أكبر ابنتين لديّ متحمستان للغاية، مثلي تماماً، للقدوم.كانت المرة الأولى التي نشاهد فيها منتخب السيدات الأسترالي يشارك في بطولة هامة. كان مهماً بالنسبةلي أن أجعل ابنتي تكتشفا الشعبية الكبيرة التي تحققها كرة قدم السيدات".

اعتزل ميليغان لعب كرة القدم، واستهلّ مسيرة تدريبية بُعيد انتهاء بطولة السيدات في فرنسا، لكن عقب تلك التجربة التي عاشها في ملعب مونبلييه، شعر بالحماس الشديد عندما تأكد أن بطولة كأس العالم للسيدات ستحلّ على مدينته، وبالتحديد على ملعب هندمارش. ستكون مباراة يوم الاثنين بين البرازيل وبنما الأولى من أصل خمس مباريات تجري في ولاية أستراليا الجنوبية، بما فيها إحدى مواجهات دور الستة عشر.

وقال ميليغان عن ذلك: "أعتقد أن ذلك بغاية الأهمية بالنسبة لكرة القدم، لا في أديلايد فحسب، بل في عموم أستراليا. تحوّلت لاعبات المنتخب الأسترالي إلى نموذج يُحتذى به لابنتي".

ستمثل المباراة ضد هندمارش بداية كأس العالم الجديدة التي سيتطلع إليها ميليجانز بحماس، تمامًا كما فعلوا في روسيا 2018. بعد ظهور كابتن فريق ملبورن فيكتوري السابق في نهائيات كأس العالم FIFA في استاد فيشت الأوليمبي في سوتشي، التقطت مصورة فوتوغرافية لحظة "حلوة ومر" لميليجان مع بناتها. وقال عن تلك التجربة التي حملت في طياتها مشاعر حزينة مسلطاً الضوء على أهمية بطولة كأس العالم له ولعائلته: "انتابني أنا وزوجتي وأطفال شعور بأن تلك لم تكن مباراتي الأخيرة في كأس العالم، بل كذلك آخر مرة ألعب فيها مع المنتخب الأسترالي. كانت لحظة مشحونة بالعواطف لأن كرة القدم كانت كل شيء بالنسبة لابنتي الكبيرة. شعر أطفالي، وأنا كذلك، أن هذه هي النهاية. أدركوا أن تلك كانت نهاية رحلتي في كأس العالم. وعند استعادة تلك الذكرى، أدركُ كم أني محظوظ".

“منذ تلك الصورة التذكارية في سوتشي عام 2018، رُزقت عائلة ميليغان بطفلة رابعة، وحظي نجم المنتخب السابق في هذا الأسبوع بلحظة استثنائية مع كأس العالم وبناته، بعد أن نفذت تذاكر المباراة بسرعة قياسية.

وقال عن ذلك: "لا بدّ وأنكم لمستم أن القاعدة الشعبية لنادي أديلايد يونايتد هائلة. وهم شغوفون جداً باللعبة، وأتطلع إلى أن أرى كيف ستختبر المنتخبات ما نعيشه كل أسبوع تقريباً".

وحضر حشد قياسي المباراة الافتتاحية لماتيلداس في سيدني ويعرف ميليجان عن كثب التأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه الحماسة على الفريق. في عام 2015، كان جزءًا لا يتجزأ من الفريق الذي قاد أستراليا إلى لقب كأس آسيا على أرضها. في بطولة كانت حُبلى بالكثير من الإثارة لجمهور المستديرة الساحرة، وتركت أثراً مستداماً في شعبية اللعبة الجميلة. وأشار ميليغان في هذا الصدد: "شهدنا كيف يمكن لتنظيم بطولة كبيرة أن يعود بالنفع على اللعبة. ولكن البطولة الحالية هي على مستوى أعلى حتى. ومن المهم جداً أن نستغل ذلك من الآن فصاعداً. يجب أن نستمتع بالبطولة حالياً، ومن ثم نحرص على الاستفادة منها بعد ذلك".