أتاحت جوائز The Best FIFA Football Awards™ 2023، التي أقيمت يوم الاثنين 15 يناير، منصة لمجتمع كرة القدم العالمي للتعبير عن رفض لا لبس فيه للعنصرية أو أي شكل من أشكال التمييز، داخل الملعب وخارجه. تم تسليم جائزة FIFA للعب النظيف نيابة عن المنتخب البرازيلي لأسطورة FIFA كافو، بعد لفتة ستبقى في الذاكرة إلى الأبد. في 17 يونيو 2023، لعبت البرازيل مع غينيا في مباراة ودية دولية، مرتدية طقمًا أسودا بالكامل - وهو الأول منذ أكثر من قرن من المنتخب البرازيلي للرجال - خلال أول 45 دقيقة. ومن خلال القيام بذلك، أراد الفريق إرسال رسالة واضحة، مع إظهار الوحدة أيضًا لدعم زميلهم فينيسيوس جونيور.

وشعر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وفريق كانارينا بالفزع من الإهانات العنصرية التي تلقاها لاعب ريال مدريد طوال موسم الدوري الإسباني من المشجعين داخل الملاعب، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في بداية المباراة، ركع جميع اللاعبين، ووجهوا رسالة مدوية مفادها "لا للعنصرية" قبل ركل الكرة. أصبح المهاجم، الذي ارتدى الرقم 10 الشهير للبرازيل في المباراة وسجل الهدف الأخير لفريقه في الفوز 4-1، عن غير قصد أحدث شخصية في هذه "المعركة". وفي حديثه على خشبة المسرح، خاطب كافو الجمهور والمتابعين عبر الإنترنت. "العنصرية هي قضية تعليم، ولدينا هذه الأداة، وهي كرة القدم، فلنستخدمها لدمج المجتمع، بحيث يتمتع الجميع بنفس الحقوق”.

هذا القرار التاريخي الآن بتغيير لون طقمهم كان مدعومًا بالكامل من قبل FIFA في ذلك الوقت، كما يتضح من زيارة رئيس FIFA جياني إنفانتينو إلى معسكر تدريب البرازيل قبل يومين من المباراة الودية. التقى رئيس FIFA مع فينيسيوس جونيور، المنتخب البرازيلي، ورئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، إدنالو رودريغيز، لتعزيز الرسالة التي مفادها أنه يجب إيقاف المباريات في حالة حدوث انتهاكات تمييزية مستمرة.

وفيما يتعلق بالعنصرية والتمييز، فمن المهم للغاية، بالإضافة إلى الحديث عنها، أن نتصرف بشكل حاسم ومقنع: عدم التسامح مطلقًا. ويقف FIFA إلى جانب الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وجميع اللاعبين في هذه المعركة. وقال جياني إنفانتينو بعد الاجتماع في برشلونة بإسبانيا: "من المهم فرض عقوبات رياضية، وأهنئ الاتحاد البرازيلي على قيامه بتلك المبادرة". كما أوضح رئيس FIFA لأعضاء المنتخب البرازيلي تقديم خدمة حماية وسائل التواصل الاجتماعي (SMPS) خلال كأس العالم FIFA 2022™ لحماية اللاعبين من خطاب الكراهية والتنمر عبر الإنترنت، وهي الخدمة التي تم تنفيذها أيضًا خلال كأس العالم للسيدات 2023™.

وكان من بين المرشحين الثلاثة النهائيين لجائزة FIFA للعب النظيف الحكم الهولندي بول فان بوكيل، وفريق الأولاد تحت 16 سنة الأوروغواياني مونتيفيديو سيتي توركي. ولم يُظهر فان بوكيل، وهو حكم FIFA منذ عام 2008، البطاقة الصفراء للاعب أياكس أمستردام محمد قدوس عندما سجل في مرمى سبارتا روتردام وخلع قميصه، مبديًا تحية لزميله الدولي في منتخب غانا كريستيان أتسو، الذي توفي في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير 2023.

تم الإشادة بالحكم الهولندي على تصرفه في "تجاهل" المادة 12.1 من قوانين اللعبة التي تنص على: "نذار اللاعب بسبب إزالة القميص أو تغطية الرأس بالقميص". "لقد قررت أن أفعل ذلك لأنه يعني الكثير بالنسبة لي. لقد تعلمت الكثير من مشاهدته." فيما قال اللاعب كودوس، حول أهمية لفتته بعد صافرة النهاية: "كان يقدم لي النصائح بانتظام. قال لي الحكم إن ذلك غير مسموح لكنه فهم الموقف، أنا ممتن له على ذلك وأحترمه كثيرًا".

تم ترشيح مدرب مونتيفيديو سيتي تورك ماتياس سيغريدو ولاعبيه لأفعالهم بعد تسجيلهم هدفًا خلال مباراة ضد بوسطن ريفر في إحدى مباريات دوري الشباب في أوروغواي. وفي التحرك الذي أدى إلى هدفهم، اصطدم اثنان من مدافعي الخصم بقوة مع بعضهما البعض، مما أدى إلى إصابة كلاهما بجروح في الرأس. "لقد أخبرت لاعبي فريقي أننا لن نشعر بالرضا إذا فزنا بمباراة كهذه. بالنسبة لي، الشيء الصحيح الذي يجب فعله هو السماح لهم [بوسطن ريفر] بتسجيل هدف بعد ذلك مباشرة. تم اتخاذ القرار من قبل الجميع". يقول المدرب ماتياس سيغريدو لموقع FIFA.com Inside.

"هذا الاعتراف [أي. الترشيح] يعزز الرسالة التي مفادها أنه إذا قمت بالأشياء بشكل صحيح، فسيكافئك شخص ما. وهي رسالة نحرص على نقلها. كرة القدم هي أيضًا أداة تعليمية. قيمة الحياة هي دائما أكثر أهمية من النتيجة الرياضية. يتم اختيار الفائز بجائزة FIFA للعب النظيف من قبل لجنة من الخبراء يمثلون كلاً من FIFA وأصحاب المصلحة الخارجيين في مجال كرة القدم. تُمنح الجائزة تقديراً للسلوك المشرف في اللعب النظيف مثل: - اللعب وفق القواعد وتعزيز قوانين اللعبة - و/أو احترام زملاء الفريق، والخصوم، ومسؤولي المباراة و/أو المؤيدين؛ - و/أو العمل ضد التمييز