أُسدل الستار أخيرًا عن الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، حيث اكتمل عقد المنتخبات الآسيوية الـ12 التي ستتنافس على بطاقات العبور في المرحلة التأهيلية الأخيرة. ففي ختام منافسات يوم الثلاثاء، انضمت ثمانية منتخبات - السعودية والإمارات وإيران والعراق وعمان ولبنان والصين وفيتنام - إلى كل من اليابان وأستراليا وسوريا وكوريا الجنوبية التي كانت قد ضمنت بالفعل موطئ قدم لها في الدور الثالث.

سيتم تقسيم هذه الفرق إلى مجموعتين من ستة منتخبات، على أن تجرى القرعة في 1 يوليو/تموز، حيث ستتنافس فرق كل مجموعة ضد بعضها البعض على مدى سبعة أشهر في الفترة من 2 سبتمبر/أيلول 2021 إلى 29 مارس/آذار 2022. وسيتأهل المتصدران ووصيفاهما إلى قطر ٢٠٢٢، بينما سيحتكم الفريقان المحتلان للمركز الثالث إلى الدور الفاصل.

وحققت فيتنام أكبر مفاجأة من خلال تأهلها إلى الدور الثالث للمرة الأولى في تاريخ التصفيات الآسيوية. وفي المقابل، تم إقصاء أوزبكستان بطريقة غير متوقّعة بعد خسارتها أمام السعودية في مباراة الجولة الأخيرة. وفي غضون ذلك، نجحت إيران والصين والإمارات في تصحيح مسارها بعد بداية متذبذبة في منافسات هذا الدور، لتتمكّن من التقدم إلى الدور الحاسم في نهاية المطاف.

فيما يلي، يستحضر FIFA.com أبرز ما جادت به منافسات المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية.

متصدرو المجموعات: سوريا، اليابان، أستراليا، كوريا الجنوبية، السعودية، إيران، الإمارات أصحاب المركز الثاني: عُمان، الصين، لبنان، العراق، فيتنام

تأهل مبكر كان اليابانيون أول من حجزوا مقعدهم في الدور الثالث، بعد اكتساح ميانمار 10-0 على بُعد مباراتين من نهاية المنافسات. ثم انضم إليهم منتخب سوريا الذي خلب الألباب خلال هذه التصفيات، حيث ضمن نسور قاسيون بطاقة العبور بفوزهم على جوام 3-0 في المباراة قبل الأخيرة. من جهتها، حسمت أستراليا تقدمها بإحراز سبعة انتصارات متتالية، بما في ذلك الفوز 3-0 على نيبال في الجولة قبل الأخيرة، بينما انقضت كوريا الجنوبية على صدارة مجموعتها بالفوز 2-1 على لبنان في المباراة الختامية.

عودة قوية بينما جاء تأهل ثمانية فرق متأخرًا، أبهرت ثلاثة من تلك المنتخبات كل المتابعين بإحرازها أربعة انتصارات متتالية. فبعد تعثرهما في بداية الطريق، حقق منتخبا إيران والإمارات عودة قوية ليتصدر كل منهما مجموعته. أما الصين، فقد تمكّنت من قلب الموازين لصالحها تحت قيادة المدرب الجديد لي تاي، لتفوز على المتصدرة سوريا بنتيجة 3-1 في المباراة الختامية وتتقدم إلى الدور الثالث كواحدة من أفضل أصحاب المركز الثاني.

العودة إلى النخبة ضمن كل من عمان ولبنان عودتهما إلى الدور الثالث بعد تخلفهما عن المرحلة الحاسمة في تصفيات روسيا 2018. ورغم الخسارة في مباراة الإياب أمام منتخب قطر، متصدرّ المجموعة، حقّق العمانيون ثلاثة انتصارات متتالية ليضمنوا مكانهم بين أفضل أصحاب المركز الثاني. أما المنتخب اللبناني، الذي احتل المركز الثاني في مجموعته بفارق نقطة واحدة فقط عن تركمانستان، فلم يحسم تقدمه رسمياً إلا بعد خسارة كل من الأردن وأوزبكستان في الجولة الختامية.

فيتنام تضرب بقوة شهدت هذه التصفيات تألقاً لافتاً من فيتنام، التي صنعت التاريخ من خلال التأهل إلى الدور الثالث للمرة الأولى. فبعد بلوغها دور الثمانية في كأس آسيا 2019، واصلت تقدمها على الصعيد القاري، حيث دخل أبناء المدرب بارك هانج سيو المنعطف الأخير من منافسات هذا الدور وهم على رأس المجموعة. وقد تغلّب المنتخب الفيتنامي على كل من إندونيسيا وماليزيا، ليتقدم كأحد أفضل أصحاب المركز الثاني، رغم خسارته 2-3 على يد المنتخب الإماراتي المضيف في الجولة الختامية.

حسرة كبيرة عاشت أوزبكستان ليلة مؤلمة بعد خسارتها 0-3 أمام السعودية في الجولة الختامية، حيث تبخّرت آمالها في بلوغ كأس العالم FIFA لأول مرة في تاريخها، علماً أن هذه هي المرة الأولى التي يودع فيها أبناء آسيا الوسطى التصفيات من هذه المرحلة منذ انضمامهم إلى الاتحاد الآسيوي في 1994، وهم الذين وصلوا إلى الدور النهائي في جميع تصفيات كأس العالم FIFA الست الماضية.

شهدت هذه التصفيات بزوغ نجم العديد من اللاعبين، الذين ساهموا في تقدم منتخباتهم الوطنية إلى المرحلة النهائية. ومن أبرز هذه الأسماء المهاجم نجوين تيان لينه، البالغ من العمر 23 عامًا، والذي سجّل أربعة أهداف، منها هدف الفوز على الإمارات في لقاء الذهاب.

ولم يظهر على المهاجم الشاب الكوري الجنوبي سونج مين كيو أي توتر في أول ظهور له على الساحة الدولية، حيث ساهم في الفوز 5-0 على تركمانستان قبل أن يفتتح التسجيل في الفوز الحاسم على لبنان. من جهته، أكد المهاجم المخضرم وو لي دوره الفعال في المنتخب الصيني، حيث سجل سبعة أهداف ساهم بها في قيادة فريقه إلى الدور الثالث.

حقّق منتخبا أستراليا واليابان العلامة الكاملة في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية، بعد الفوز بثماني مباريات من أصل ثمانية، علماً أن شباكهما لم تستقبل سوى هدفين فقط.