عندما انطلقت صافرة نهاية المباراة النهائية بين كولومبيا وإسبانيا، وعرف العالم كله هوية المنتخب المتوج بكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة الهند المتطوعون يغتنمون فرصة التألق في كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة الهند ٢٠٢٢™، أسدل بذلك الستار على البطولة التي انطلقت في 11 أكتوبر/تشرين الأول.

لكن بعيدًا عن الكاميرات، كان المتطوعون في استاد دي واي باتيل في نافي مومباي يستعدون للتأكد من أن ترتيبات حفل الختام تسير على أكمل وجه. هذا هو مجرد مثال على أن عمل المتطوعين الذي بدأ قبل إطلاق صافرة البداية بفترة طويلة مستمر حتى بعد اختتام مباريات البطولة. وقع الاختيار على ما يقرب من 650 متطوعًا من بين أكثر من سبعة آلاف شخص تقدموا للتطوع في البطولة. تلقى المتطوعون في المدن الثلاثة تدريبات مكثفة وعملوا بشكل وثيق مع اللجنة المحلية المنظمة لضمان القيام بكافة الترتيبات في موعدها. وكان العمل تحت إشراف فريق إدارة المتطوعين التابع للجنة المنظمة المحلية بدعم من قسم إدارة المتطوعين في FIFA، وكانت فرصة الاقتراب من الحدث الرياضي الكبير، إلى جانب الشغف بالساحرة المستديرة هو ما دفع أغلبهم ليكونوا جزءاً من البطولة التي استمرت 20 يومًا.

وفي هذا الصدد قال سولومون أوجبا البالغ من العمر 23 عامًا حين سئل عن أسباب تطوعه في البطولة في استاد دي واي باتيل في نافي مومباي: "أنا أعشق كرة القدم لدرجة أنه إذا سألتني عن آخر أمنياتي قبل أن أموت، سأقول بأنني أريد أن ألعب مباراة كرة قدم. لذلك، لم يكن من الممكن أبداً أن أفوت فرصة كهذه". يذكر أن سولومون ولد نيجيريا المهووسة بكرة القدم، وترعرع عاشقاً للعبة قبل أن ينتقل إلى الهند وهو في التاسعة عشر من عمره ليبدأ مرحلة التعليم العالي. تخرج أوجبا للتو من الجامعة حيث درس التمريض وكان يخطط للانتقال إلى أمريكا الشمالية أو أوروبا لمواصلة دراسته، لكن الوقت الذي قضاه متطوعاً في البطولة جعله يفكر في مستقبله قائلاً: "بعد أن عملت هنا أشعر أنني مهتم تماماً بالعمل في مجال كرة القدم إذا سنحت لي الفرصة". يملك أوجبا أسباباً وجيهة لينجذب لعالم الساحرة المستديرة، إذ يقول: "أرى أن التطوع في بطولة كهذه يساعدك على تطوير مهارات التعاون والتواصل. لقد رأيت متطوعين أصغر سنا يبذلون جهودًا لتطوير هذه المهارات، ولذا فهي فرصة لا تتكرر كثيراً". تتفق مع أوجبا سواتي جادا البالغة من العمر 50 عامًا، والتي تتطوع في جوا، إحدى المدن الثلاث المستضيفة لكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة الهند 2022™. بالنسبة لجادا، التي كانت تعيش بعيدًا عن عائلتها في مومباي لتشارك في البطولة، فإن حبها للرياضة بدأ منذ عقود حين كانت طالبة في المدرسة. وجدت جادا، المهووسة بالكريكيت، فرص ممارسة اللعبة محدودة جداً حين كانت صغيرة. ومع ذلك، لم يخمد ذلك شغفها بالرياضة حتى أنها بعد الزواج أخذت على عاتقها مسؤولية تدريب الفتيات الصغيرات من حولها في ألعاب متعددة، كما أنها على مدار العقد الماضي، لم تدرب وتشجع الفتيات الصغيرات على ممارسة الرياضة فحسب، بل نظمت بطولات محلية لهن.

وتدرس جادا في الوقت الحالي للحصول على شهادة في الإدارة الرياضية حيث تعرفت على فرصة التطوع في كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة الهند 2022™. وهي تقول في هذا الصدد: "كنت مستعدة للذهاب إلى بوبانسوار إذا طلب مني ذلك، مشددة على حرصها على العمل مع البطولة، مضيفة في حديثها عن تجربتها في البطولة "التجربة بشكل عام رائعة. هناك أشياء كثيرة تحدث خلف الكواليس تساعد على إنجاح البطولة ولم أكن على علم بها، والآن من الرائع أن أكون جزءًا منها. كان التعلم من المتطوعين الأصغر سنًا رائعًا". يوفر برنامج FIFA للمتطوعين فرصة للأشخاص من جميع مناحي الحياة ليكونوا جزءًا من بطولاته والتعلم من خلال العمل مع مسؤولي FIFA. ولا يخرج بالمشاركين في البطولات بذكريات تدوم مدى الحياة فحسب، بل يمكنهم أيضًا مشاهدة الأحداث الرياضية عن قرب. أما كيمبرلي فرنانديز، لاعبة كرة القدم المحترفة، فإن فرصة مشاركتها في أول بطولة كأس العالم تحت 17 سنة للسيدات FIFA في الهند لا تفوت، لا سيما أنها تطوعت قبل خمس سنوات في بطولة الرجال، لكن انشغالها بدراسة الماجستير في الإدارة الرياضية لم يمكنها من التطوع بدوام كامل في البطولة هذا العام.

وفي هذا الصدد قالت فرنانديز، التي شاركت في تأسيس منظمة تشجع الفتيات على ممارسة الرياضة: "كنت أرغب في المشاركة بأس طريقة هذه البطولة التاريخية، ولهذا السبب تطوعت في نافي مومباي مع فريق المسابقات". وفي حديثها عن تجربتها مع المتطوعين في البطولة، قالت منسقة متطوعي FIFA أمرا كوبات: "نحن ممتنون لوجود مثل هذا الفريق المتفاني من المتطوعين لدعم كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة الهند 2022™. لقد أضفوا الطاقة والشغف بابتساماتهم وسلوكهم الإيجابي، وضحوا بساعات لا تحصى لمساعدتنا في تنظيم البطولة". واختتمت كوبات حديثها قائلة: "المتطوعون هم القلب النابض لجميع بطولات FIFA ونود أن نشكرهم على حماسهم ومساهماتهم".