تعتبر هام أن كرة القدم قادرة على التقريب بين الشعوب وتوحيد العالم
فوز الولايات المتحدة بذهبية الألعاب الأولمبية 1996 شكّل محطة مفصلية في زيادة شعبية اللعبة بالبلاد
أشادت هام بالأسطورة البرازيلية "المُلهِمة" مارتا التي تتنافس على ذهبية باريس 2024 أمام المنتخب الأمريكي
تتطلَّع أسطورة FIFA ميا هام إلى جعل "اللعبة أكثر انتشاراً، بحيث تعمل على التقريب بين الشعوب" وإلى جعل كرة القدم توحِّد العالم عشية خوض نجمات منتخب الولايات المتحدة للمباراة الحاسمة لمعرفة هوية صاحب الميدالية الذهبية في مسابقة كرة القدم الأولمبية للسيدات في باريس 2024. وبعد مسيرة كروية حافلة شهدت خوضها 276 مباراة دولية، وتسجيلها 158 هدفاً، وحصدها عدداً كبيراً من الميداليات، تحوّلت هام إلى أيقونة في عالم المستديرة الساحرة وواحدة من الشخصيات الأكثر شهرة في كرة القدم للسيدات. وفي الثانية والخمسين من العمر، تتطلّع هام إلى أن تجعل الفرص التي حظيت بها في مطلع مسيرتها الكروية متاحة أمام كافة المواهب الكروية.
ولدى سؤالها عما يعنيه بالنسبة لها شعار Football Unites the World الخاص بـFIFA أجابت قائلة "أعتقد أنه يُجسِّد بجوهره ما نقوم به كل يوم. كُرة القدم هي نفسها بالنسبة للجميع، إنها كرة على أرضية الملعب. ولكن [الشعار] يُذكرني بأنه لا يزال هناك مجالٌ كبير للتطوير."
أسطورة FIFA ميا هام في اجتماع الأسرة الأولمبية في بيت FIFA
وأردفت قائلة "من مقولات مارتن لوثر كينغ جونيور ’لا يُمكن أن تطلب من شخص لا يملك شيئاً أن ينهض بنفسه‘. إذ تقع علينا مسؤولية توفير الفرص لأولئك الذين لا يملكوها، وأن نجعل اللعبة متاحة بشكل أكبر، وأن نتواصل مع عدد أكبر من الأشخاص، ونستقطبهم للعبتنا، لأنها ليست محصورة بالكؤوس فحسب. الكؤوس عظيمة، ولكن كرة القدم علّمتني قيمتي كإنسانة، وقدرتي على إحداث فارق، و(أهمية) التعليم، والقدرة على دعم وتطوير اللعبة بأفضل شكل متاح أمامي." كانت هام عنصراً محورياً في تشكيلة المنتخب الأمريكي الذي اقتنص لقب كأس العالم للسيدات FIFA™ مرتين، بما في ذلك النسخة الأولى التي جرت عام 1991، كما تُشير إلى أن الحماس الذي رافق المنتخب في نسخة 1999 من العرس الكروي العالمي للسيدات الذي جرى على أرض الولايات المتحدة وفازت بلقبه هام وزميلاتها، يعود بجزء كبير منه إلى الزخم الذي رافق نيلهن اللقب الأولمبي قبل ثلاث سنوات في أتلانتا والتي كانت المرة الأولى التي تُقام فيها منافسات كرة القدم للسيدات في الألعاب الأولمبية. وخلال فعالية جرت في بيت FIFA في العاصمة الفرنسية، قالت هام "غيّرت تلك البطولة حياتنا، لأننا كنا نحاول أن نستقطب اهتمام الجماهير في الولايات المتحدة الأمريكية إلى كأس العالم للسيدات. وكان من شأن دورة الألعاب الأولمبية أن جعلتنا نتواصل مع من هم خارج دائرة كرة القدم، وساعدتنا على بناء قاعدتنا الشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما شكّل قفزة بالنسبة لنا، ومهّد الطريق للنجاح الذي حققناه في كأس العالم للسيدات 2019. أصبح الناس يعرفوننا، وينادونا بأسمائنا، وكانوا متحمسين للحضور وتشجيع فريقنا ودعم اللعبة الجميلة."
وسيكون من شأن الفوز في نهائي يوم السبت أمام البرازيل - وهي المرة الأولى التي تُقام فيها مباراة الميدالية الذهبية للسيدات بعد مباراة الميدالية الذهبية للرجال التي تجري يوم الجمعة - نفس الأثر بالنسبة لنجمات السيليساو، إذ ستكون البرازيل أول مستضيف من المنطقة لمنافسات كأس العالم للسيدات FIFA في 2027. أما الظفر بالميدالية الذهبية في باريس، فسيكون مسك ختام مسيرة استثنائية لأسطورة أخرى في عالم المستديرة الساحرة، وهي البرازيلية مارتا، التي أعلنت أن 2024 ستكون سنتها الأخيرة في صفوف المنتخب البرازيلي. وكانت مارتا ضمن تشكيلة المنتخب البرازيلي الذي خسر نزال الميدالية الذهبية أمام المنتخب الأمريكي بوجود هام في تشكيلته في أثينا 2004، وهو سيناريو تكرّر بعد أربع سنوات في بكين. وبالنسبة إلى هام، التي اعتزلت لعب المستديرة الساحرة بعد نيل ميداليتها الأولمبية الذهبية الثانية، فإنها تكنّ تقديراً كبيراً لزميلتها البرازيلية، ولكن ذلك لا يمنعها من الإعراب عن مساندتها القوية لمنتخب بلادها في نزال يوم الأحد أمام البرازيل على ملعب الأمراء في باريس.
وقالت هام "إني متحمسة جداً لهذه المباراة، لأني أشعر أن منتخب البرازيل يستعد لخوض اللقاء بثقة كبيرة، وفي صفوفه قائدة مُلهمة هي مارتا، التي تعتبر من أفضل اللاعبات في تاريخ كرة القدم. إننا محظوظون جداً بتواجدها. في هذه الأثناء، أتأمل المنتخب الأمريكي، والتطوّر الذي حققته خلال الشهر الماضي، على المستويين الفردي وكفريق، ولا أعتقد أنه يمكننا أن نحظى بنهائي أفضل." وختمت حديثها قائلة "سيخوض الفريقان المباراة بحماسة ومتعة، وسيلعبان لتسعين أو 120 دقيقة، مهما تطلّب الأمر. ما من شكّ في أني سأشجّع المنتخب الأمريكي، فلطالما ارتديتُ قميصه، ولكني متحمسة، وعلى قناعة أننا محظوظون جداً بهذا النهائي."