تم تعيين ويلي سانيول مدرباً لمنتخب جورجيا
يقع منتخب جورجيا في نفس مجموعة السويد وأسبانيا
يتحدث الفرنسي عن تصفيات قطر ٢٠٢٢ وذكرياته
في 15 فبراير/شباط، تم تعيين ويلي سانيول رسمياً مدرباً لمنتخب جورجيا. ولم يكن القرار مفاجئاً. فالرجلان اللذان تحدثا مع كابتن بايرن ميونيخ السابق يعرفهما جيداً ويقدّرهما كثيراً لأنه لعب ضدهما في الملاعب الألمانية. والحديث هنا عن ليفان كوبياشفيلي، رئيس اتحاد جورجيا، ونائبه ألكسندر ياشفيلي.
والمهمة الموكلة إلى سانيول من قبل هذين اللاعبين الدوليين السابقين كانت هي إعادة الكتيبة الجورجية إلى سكة الانتصارات بعد خيبة الأمل من عدم تحقيق التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية 2020، وتقديم أداء جيد في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ التي تنطلق يوم الخميس برحلة إلى السويد قبل استضافة أسبانيا يوم الأحد ثم التوجه إلى اليونان يوم 31 مارس/آذار.
إنه تحدّ مثير بالنسبة للاعب الفرنسي الدولي السابق الذي خاض 58 مباراة دولية، وشارك مرّتين في كأس العالم (2002 و 2006)، كما يوضح في هذه المقابلة الحصرية مع موقع FIFA.com التي تحدث فيها أيضاً عن ذكرياته في العرس العالمي.
موقع FIFA.com: ويلي سانيول، كيف رأت النور هذه المغامرة على رأس الجهاز الفني لمنتخب جورجيا؟ ويلي سانيول: كان لدي هذه الرغبة في تولي مسؤولية تدريب منتخب بدلاً من نادٍ. واتحاد جورجيا يديره لاعبون سابقون لعبت ضدهم كثيراً في ألمانيا. وبالتالي، شعرت على الفور بالثقة، وقبلت العرض بفرح وطموح كبيرين.
بدأت مسيرتك التدريبية كمدرب لمنتخبي فرنسا تحت 20 سنة ثم تحت 21 سنة، وبعد ذلك أشرفت على تدريب فريق بوردو لمدة موسمين قبل أن تقضي فترة في بايرن ميونيخ. لماذا لم تواصل مسيرتك في كرة القدم للأندية؟ لقد استمتعت حقاً بعملي عندما كنت في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم. إنها طريقة عمل تُناسبني وكنت أرغب في ممارستها مرة أخرى. أنا الآن في بلد يريد مواصلة النمو، ويمكنني أن ألعب معه دوراً مفيداً. وبالنسبة لي، هذا مشروع على المدى المتوسط، حتى لو لم يكن هناك مدى طويل في كرة القدم اليوم... لكن عدم الاستقرار الحالي على رأس الجهاز الفني في الأندية يعقد أكثر مهمة التدريب. فالمشاريع الجيدة، والواقعية، لا تأتي دائماً في الوقت المناسب.
كيف كانت الحالة النفسية لدى المنتخب والبلاد عند وصولك؟ شعرت بخيبة أمل وحزن كبيرين لرؤية حلم كأس الأمم الأوروبية يتبخر في المباراة الأخيرة، ولكن ذلك يظهر أيضاً أن التأهل لم يكن بعيد المنال، وأن هناك إمكانات لهذا المنتخب. فهناك المزيد من الشباب الناشئين، والعمل معهم مفيد دائماً، لأنه يمكنك رؤية التقدم مع مرور الوقت. وبالنسبة لي، فإن هذا المشروع هنا يروق لي لأنه جاء في الوقت المناسب، ولأنه واقعي. نحن نعلم جيداً أننا لن نفوز بكأس العالم، لكن هناك رغبة جماعية في مواصلة التقدم.
مدرب جورجيا ويلي سانيول
هل وضعت هدفاً محدداً في هذه التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم؟ لا، لم يكن هناك هدف واضح لأننا نعلم أننا في مجموعة صعبة، إلى جانب منتخبات مثل أسبانيا أو السويد التي لديها خبرة أكبر منا بكثير. أما مهمتنا فهي تعقيد مهمة التأهل على الآخرين. لدينا الإمكانات لتحقيق ذلك، ولدينا لاعبون شباب طموحون...يجب ألا نضع حدوداً لأنفسنا! نريد أن يكون لدينا هوية خاصة داخل الملعب، بغض النظر عن الخصم.
كيف تحدّد هذه الهوية؟ هدفنا الآن هو التأقلم مع كرة القدم الحديثة، أي اللعب بين الخطوط مع التقدم بسرعة إلى الأمام. من الضروري أيضاً أن يثق اللاعبون بأنفسهم، وأن يؤمنوا بقدراتهم، التي أعتبرها أكثر من رائعة، للمخاطرة داخل الملعب. فمنتخب مثل جورجيا ليس لديه أي فرصة إذا لم يخاطر. لا يمكننا أن نكتفي بالدفاع بينما نأمل في حدوث خطأ من الخصم. يجب أن نجعل الخصم يرتكب الأخطاء بفعل جرأتنا داخل الميدان. ومنذ وصولي أشعر أن هذه الرغبة في مواصلة النمو تُراود الجميع. وبالطبع، فإن ذلك سيتحقق بفضل نتائج مقنعة، لأن ذلك هو ما يمنح الثقة. هناك الكثير من الفخر بين الجورجيين وهناك لاعبون بدأوا في الظهور على الساحة الأوروبية، ويجب أن يلعبوا دور القاطرة.
ما هي النتيجة الجيدة بالنسبة لك في هذه التصفيات؟ إذا نظرنا إلى الأداء وحده، فإن النتيجة الجيدة بالنسبة لنا هي تحقيق المركز الثالث. أما النتيجة الجيدة للغاية فهي السعي وراء تحقيق أهداف أعلى، ولكن لا يزال من السابق لأوانه التعليق على هذا الأمر، وخاصة في ظل السياق الحالي الذي يجعل السفر أكثر تعقيداُ وأكثر إرهاقاً، بالإضافة إلى غياب المشجعين...أكنّ الكثير من الاحترام للاعبين المحترفين الذين يخوضون حالياً جميع مبارياتهم بدون جمهور. الأمر ليس سهلاً، فهو يتطلب الكثير من ناحية العطاء، خصوصاً على المستوى النفسي...ولكن حتى في هذه الظروف الصعبة، يجب أن نكون قادرين على بذل قصارى جهدنا.
من هو قدوتك في كأس العالم؟ قدوتي هو روجيه ميلا. ما زالت صورته في ذاكرتي وهو يرقص بعد تسجيل هدفه للكاميرون، وهو في سنّ الأربعين! بالنسبة لي، هذه واحدة من أعظم اللحظات في تاريخ كأس العالم. لقد كان أسطورة حقيقية عرفناها جيداً في فرنسا.
ومباراتك المفضّلة في كأس العالم؟ فرنسا ضد البرازيل 1986: لأنها كانت من أولى المباريات التي أتذكرها. كنت في التاسعة من عمري في ذلك الوقت. وبما أن البطولة كانت تقام في المكسيك، كان الوقت متأخراً جداً عندنا، لكنني تمكّنت من مشاهدتها مع والدي. زيكو يضيع ركلة جزاء، ركلة سقراط الضائعة، فرحة لويس فرنانديز...إنها ذكريات لا تُنسى.
ومن هو أفضل لاعب في التاريخ؟ لا أحد غيره، إنه الملك. بما أننا نعيش في عالم تعتبر فيه الوسائط والصور مهمة للغاية، فلدينا انطباع بأن هناك الكثير من النجوم اليوم، لكنه من الصعب مقارنتها مع بيليه في ذلك الوقت. لقد كان سحره يصل إلى الجميع؛ الزملاء والخصوم والمشجعين. كان مذهلاً.
كيف تقيّم مسيرتك الدولية اليوم؟ كنت محظوظاً لأنني شاركت في نسختين من كأس العالم وأخريين من كأس أوروبا. لم أفز بأي لقب، لكن بالمقارنة مع أحلام طفولتي، فإنه يظل إنجازاً رائعاً. لقد كنت فخوراً بتمثيل بلدي وارتداء قميص المنتخب. عندما تُشارك في كأس العالم، من اليوم الأول إلى اليوم الأخير، تشعر وكأنك تطير في السماء؛ إنه شعور رائع للغاية. وفي عام 2006، كان الهبوط مفاجئاً. شعرت بخيبة أمل كبيرة لعدم الفوز بلقب لبلدي، لكن مع مرور السنوات، أتذكر بشكل خاص المغامرة الإنسانية العظيمة التي عشتها مع زملائي الرائعين في الفريق.
لقد كانت البداية صعبة بتعادلين... كيف تمكّنتم من إبعاد الشكوك ومواصلة المشوار بثقة؟ نحن نعلم أن الفرق التي تستهلّ المشوار بقوة ليست دائماً هي التي تصل إلى النهاية. كانت لدينا ثقة في أنفسنا وفي قدراتنا. وكنا نعلم أنه حتى لو لم يكن مستوى لعبنا استثنائياً، فنحن لسنا بعيدين عن الآخرين. وبعد أن تألقنا في المباراة الثالثة، شعرنا بالتحرّر. كان لدينا فريق ناضج. صحيح أنه لم نكن نفكر في بلوغ النهائي في تلك اللحظة، ولكن المباراة ضد أسبانيا منحتنا الكثير من الثقة.
عندنا تلقي نظرة إلى الوراء، هل ما زلت تلوم زين الدين زيدان على طرده في النهائي؟ ما أتذكره، بعد مرور 15 عاماً، هو أنني لعبت مع أحد أفضل اللاعبين في العالم، والذي لم يكن مجرد لاعب رائع، بل كان رجلاً عظيماً أيضاً. ربما فقد أعصابه في المباراة النهائية جعله يبدو إنساناً مثلنا، والإنسان يرتكب الأخطاء دائماً. ولسوء الحظ جاء الخطأ في الوقت الخطأ. على الرغم من أن خيبة الأمل كانت كبيرة بعد المباراة، لا يمكن أن ندعّي بأننا كنا سنفوز لو لم يحدث ذلك. كرة القدم هي رياضة جماعية، وهي رسالة يجب نقلها دائماً للشباب: نحن مسؤولون عن أدائنا، ولكننا مسؤولون أيضاً عن أداء الفريق. وعندما نفقد أعصابنا داخل الملعب، فإن ذلك يُعاقب المجموعة بالأساس.
هل هو أفضل لاعب لعبت معه على الإطلاق؟ نعم ، بكل تأكيد. وبفارق كبير. يُمكننا أن نتحدث عن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وهما لاعبان غير عاديين سيسجلان الكثير من الأهداف لأنهما يحبان فعل ذلك. أما هدف زيدان الأول فكان تحريك الفريق داخل الملعب. لهذا السبب وضعته في القمة. كان بإمكانه أن يحقق الكثير من الإنجازات الشخصية، وأن يتحلّى بنزعة فردية في أسلوب لعبه لأنه كان يتمتع بالمهارة للقيام بذلك، لكنه كان يرغب أكثر في تحريك الفريق وتحسين أداء زملائه. ولهذا وحده، يستحق أن ينصب له تمثال.