الخميس 16 نوفمبر 2023, 08:00

كُرات تتحوّل إلى لوحات بريشة فنانة إيرانية تؤرخ كأس العالم

  • فاطمة زاري فنانة إيرانية شغوفة بكرة القدم

  • رسمتْ أكثر من 300 صورة على كُرات القدم لتأريخ عروس البطولات

  • لا تقتصر أعمالها على صور من نسخ البطولة، بل تشمل مقولات وأبرز الإحصاءات

يتردد دوماً سؤال واحد عما إذا كانت كرة القدم هي فنّ قائمٌ بحد ذاته، تختلف الإجابات على ذلك. ولكن حالما يشهد المستطيل الأخضر تسجيل هدف يوصف بأنه "تحفة" أهداف الموسم، وثمرة جهد جماعي استثنائي، يُطرح السؤال القديم/الجديد مرة أخرى. إلا أن هناك إجماعاً على أن كرة قدم تشكِّل مصدر إلهام للفنون.

تعود أقدم نماذج توثيق الفنانين لكرة القدم إلى القرن الخامس عشر، والتي رسم فيها الفنان الصيني دو جين ثلاث نساء يمارسن لعبة "كوجو"، التي حظيت بشعبية كبيرة كأحد ضروب التسلية خلال القرن الثاني قبل الميلاد، ويُنظر إليها باعتبارها أقدم شكل للعبة كرة القدم.

ومنذ حقبة هذا الفنان الصيني الرائد ووصولاً إلى يومنا هذا، شهدنا الكثير من الأعمال الفنية المستلهَمة من اللعبة الجميلة، وبشكل خاص من أم البطولات، كأس العالم FIFA. ففي روسيا 2018، برز النجم البارغوياني ليل كانتيرو كفنان يرسم على أحذية كرة القدم، بينما اشتهرت في قطر ٢٠٢٢ الفنانة الإيرانية فاطمة زاري التي تخصصت في الرسم على كُرات القدم.

وتشرح فنها قائلة: "رسمتُ أكثر من 300 صورة من مباريات كأس العالم وثّقتُ فيها أبرز الأحداث التي شهدتها كل نسخة. ضمّت أعمالي صوراً لأفضل حارس وأفضل لاعب والهدّاف والمنتخب الفائز في كل دورة. كما رسمتُ على بعض الكُرات نجوم اللعبة من بينهم روبرتو باجيو ورونالدو".

وإلى جانب الرسومات البديعة التي تزيِّن كل كُرة، أضافت الفنانة زاري بخط يدها الأنيق مقولات أو إحصائيات كأبرز الأرقام القياسية في كل نسخة وعدد الجماهير في المدرجات وتفاصيل الأهداف المسجَّلة والمدن والملاعب المستضيفة للبطولة. أبدعت الفنانة في رسم 23 كُرة تحوّلت إلى أعمال تؤرِّخ بالألوان والأحبار 92 سنة من عُمر البطولة، بدءاً من أوروغواي 1930 وحتى قطر ٢٠٢٢، بطريقة فنية فريدة.

وتشرح زاري عملها بالقول: "كفنانة، لدي حساسية خاصة تجاه المزج المختلف للألوان، فكل لون جميل بالنسبة لي. أما بالنسبة إلى كُرتي المفضلة، فهي كُرة كأس العالم ٢٠٢٢، [التي تحمل اسم] الرحلة، وذلك بسبب طريقة الرسم وتدرجات الألوان الظاهرة عليها. وقد رسمت عليها صوراً للمنتخب الفائز والشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أمير دولة قطر) ورئيس FIFA جياني إنفانتينو وكابتن المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي!"

وما من شكّ في أن "تيم ملي" يحظى بمكانة خاصة لدى الفنانة زاري، ولذلك تمني نفسها بأن تمنحه مكانة خاصة على كُرة النسخة المقبلة، وتقول عن ذلك: "أحتفظ بذكريات رائعة من نجاحات المنتخب الإيراني، تأتي في صدارتها ذكرى الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 1998، عندما واجه المنتخب الإيراني نظيره الأسترالي. شهد لقاء الإياب في أستراليا توتراً كبيراً، حتى أني شعرتُ وكأني في الملعب، وصرختُ عندما سجّل خوداداد عزيزي هدف التأهل. كان ذلك قبل 26 عاماً تقريباً".

يُذكر أن يوم الخميس المقبل يشهد انطلاق مشوار المنتخب الإيراني في رحلة التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم FIFA 2026™، وذلك بمواجهة منتخب هونغ كونغ. وتتطّلع زاري إلى أن يُثبت المنتخب الإيراني الأول مجدداً علوّ كعبه على أرض الملعب.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية