وعقدت الورشة في فندق حياة ريجنسي المطار بمشاركة 8 اتحادات أفريقية وهي الجزائر والمغرب والسنغال وكوت ديفوار والكاميرون وزامبيا وغانا وجنوب إفريقيا تم اختيارها بعناية من خلال مجموعة معايير محددة، لتكون أول ورشة لتبادل المعرفة في القارة الأفريقية، وتم تقديمها من قبل فريق مخطط تطوير المواهب (TDS) وفريق الريادة التقنية الفنية.

وخلال اليوم الإعلامي الذي برمج مع نهاية الورشو، قال رئيس برنامج الأداء العالي بـ FIFA، السيد أولف شوت "هذه الورشة تتمثل في أن كل اتحاد عضو يقوم بتطوير خطة طويلة المدى بناءً على احتياجاتهم ومتطلباتهم، وتعني إلى أين تريد الوصول وما هي العوائق التي تعيق الاتحاد على تحقيق أهدافه، وبناءً على ذلك لتحديد ما تحتاجه لتحقيق النتائج على مستوى المنتخب الوطني، ولقد استهدفنا ست نقاط: المنتخبات الوطنية، الأكاديميات، تحديد المواهب، تكوين المدربين، الإدارة والموارد فضلاً عن المسابقات" وقال فيصل شيبساح اختصاصي الأداء العالي في FIFA "كان أسبوعاً رائعاً في الجزائر لتبادل المعرفة، وكان هدفنا من هذه الورشة هو الجمع بين الاتحادات الأعضاء، وهو من بين مزايا مخطط تطوير المواهب TDS، لمشاركة أفضل الممارسات والتحديات حتى نتمكن من التعلم من بعضنا البعض والنمو معاً في أفريقيا، لأنها الطريقة الوحيدة لاكتساب المعرفة ومنح كل فتى وفتاة موهوبين فرصة لتطوير مهاراتهم وتحقيق أحلامهم."

ومن بين المشاركين في هذه الورشة مدير التطوير على مستوى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم راوول تشيبندا، الذي تحدث عن أهمية ورشة الجزائر، قائلا "في السابق، كان الاتحادات الأعضاء تعمل بمفردها وتحتفظ بخبرتها لنفسها، لكن ما حدث في ورشة الجزائر كان أمراً غير مسبوق، لأنها المرة الأولى التي تلتقي فيها اتحادات أفريقية لتتبادل خبراتها، وهو أمر مهم للغاية، لأنه يتيح لكل اتحاد معرفة أسباب النجاح وأسباب الفشل، وما الذي يجب تحسينه أيضاً."

ومن بين البلدان التي تعرف نجاحاً باهراً في السنوات الأخيرة المغرب، الذي حقق إنجازا تاريخياً في قطر 2022 بوصوله لنصف النهائي وتأهل منتخب السيدات إلى أستراليا ونيوزيلندا 2023، فضلاً عن وصول منتخب تحت 17 سنة لنهائي كأس أفريقيا وبلوغه نهائيات كأس العالم FIFA.

وصرح المدير الفني المغربي فان بويفيلد الذي حضر الورشة "سعدت كثيراً بالمشاركة في برنامج مخطط تطوير المواهب الذي قمنا به هنا في الجزائر، فالبرنامج مهم جداً لمساعدة الاتحادات في أفريقيا، لأن أكبر المواهب موجودة في أفريقيا. ما يقوم به FIFA هو الصحيح، فكرة القدم هدفها مساعدة الجميع والوقوف مع الجميع، ليس فقط كرويا لكن من الناحية التنظيمية أيضاً، وهذا الجانب بحاجة إلى تطوير في القارة السمراء." أما صاحب الضيافة المدير الفني للجزائر مصطفى بسكري، فرح قائلاً "نشكر FIFA عن قلقه حول كرة القدم الأفريقية، والمساعدة التي يقدمها للأفارقة. هذه الورشة كانت لتبادل النقاط التي يمكن العمل عليها مع بعض بين الثمانية اتحادات كروية التي حضرت، وهذا من خلال تطوير المواهب الشابة، سواء تحديد المواهب من خلال برنامج تطوير المواهب TDS، فهم على دراية أن الموهبة موجودة في أفريقيا." وأشار حارس المرمى الدولي السابق لأفيال كوت ديفوار آلان غواميني، والمسؤول الحالي لتنمية الشباب في الاتحاد الإيفواري لكرة القدم، إلى أن "كرة القدم تسير بسرعة كبيرة لدرجة أن هذا النوع من الاجتماعات يسمح لنا بالبقاء على اطلاع ومواكبة الحديث وتوفير الوقت."

كان للسنغال شرف الفوز بخمسة بطولات خاصة بالمنتخبات في أفريقيا، بداية بكأس الأمم الأفريقية، وكأس أفريقيا للمحليين، وكأس أفريقيا للكرة الشاطئية وكأس أفريقيا تحت 20 سنة التي أقيمة في مصر، ومؤخرا كأس أفريقيا تحت 17 سنة على حساب المنتخب المغربي في النهائي. ومن بين الحاضرين في ورشة الجزائر، المدير الفني للسنغال ماياسين مار، الذي قال عن الورشة "كانت هناك نقاط مهمة تم تناولها في ورشة العمل بما في ذلك ما هي الموهبة، وكيفية تحديد المواهب وأين يتم وضعها، ومن المسؤول عن تتبعها وكذلك الوضع الحالي لبطولات الشباب، كما أن تبادل المعرفة والاستماع من مختلف البلدان حول ما يفعلونه في اتحاداتهم كان فرصة جيدة لتسخير المعرفة وتبادل الأفكار".

واستفاد المشاركون كثيراً من تدخلات المدير الفني السنغالي ماياسين مار خلال الورشة، من خلال تبادل الآراء بين المشاركين، وشرح ماياسين أسباب نجاح كرة القدم السنغالية مؤخرا بـ "اختيار الأشخاص المناسبين"، ووضعهم "في المكان المناسب"، ناهيك عن "الاستقرار على جميع المستويات" و"الانتقال الجيد"، مما يسمح بالاستمرارية في العمل الذي تم إنجاز. وختم الورشة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم جهيد زفيزف قائلاً "نتمنى ألا يكون هذا الحدث هو الأخير في الجزائر، ونؤكد توفير اتحادنا جميع الوسائل اللازمة لاحتضان هذا النوع من الورشات في المستقبل، كما أتمنى التوفيق لجميع الاتحادات الأعضاء على المجهودات التي بذلوها في تكوين المواهب وخاصة الذين ركزوا على الاستقرار وحصدوا نتائجه الآن."