يغيب بطل أوروبا للمرة الثانية على التوالي بعد هدف قاتل لمقدونيا الشمالية في الوقت بدل الضائع
جاريث بيل يقود ويلز إلى نهائي الملحق، والبرتغال تشق طريقها على حساب تركيا
بعد وقت إضافي مشوق، كان التأهل من نصيب السويد
دخلت المنتخبات الثمانية نصف نهائي الملحق الأوروبي بشعار "نكون أو لا نكون"، حيث كانت مواجهات الخميس مصيرية بالنسبة لكل من البرتغال وإيطاليا بطلة أوروبا، اللتين أضاعتا إمكانية التأهل المباشر في تصفيات القارة العجوز. وفي المقابل، كانت هذه المباريات الفاصلة بمثابة فرصة ثانية لمنتخبات مثل النمسا وجمهورية التشيك، بعد تصدر مجموعتيهما في دوري الأمم الأوروبية خلال موسم 2020-2021، مما منحهما مقعداً في الملحق الفاصل. وكما كان متوقعاً، حملت مباريات الخميس في طياتها الكثير من الإثارة والتشويق والحماس، كما شهدت مفاجآت أسالت الكثير من المداد.
النتائج الخميس 24 مارس/آذار ويلز 2-1 النمسا إيطاليا 0-1 مقدونيا الشمالية السويد 1-0 جمهورية التشيك (بعد الوقت الإضافي) البرتغال 3-1 تركيا
بيل يعزز الأحلام الويلزية
قرر روبرت بيج إشراك جاريث بيل من البداية، رغم قلة ظهوره مع ريال مدريد. ولعل ذلك كان أفضل قرار اتخذه مدرب ويلز في أمسية الخميس، حيث نجح النجم البالغ من العمر 32 عاماً في إحراز هدفين ليقود منتخب بلاده إلى نهائي الملحق ضد اسكتلندا أو أوكرانيا. وبينما حققت النمسا بداية جيدة، قلب بيل الأمور رأساً على عقب في الدقيقة 25 بركلة حرة مميزة. ودخل الزوار الشوط الثاني باندفاع أكبر، حيث رموا بكل ثقلهم بحثاً عن التعديل، لكن بيل خلط أوراقهم مرة أخرى بمضاعفة تقدم ويلز في الدقيقة 51. ومع ذلك، رفض النمساويون الاستسلام وواصلوا بحثهم عن مرمى الفريق المضيف، حيث تمكن مارسيل سابيتسر من تقليص الفارق بتسديدة من مسافة بعيدة. لكن رغم الضغط المكثف على عرين واين هينيسي، بقيت النتيجة على حالها لتنتهي المعركة 2-1 لصالح أصحاب الأرض، الذين باتوا يقفون على بُعد مباراة واحدة فقط من التأهل إلى كأس العالم لأول مرة منذ 1958.
الأشباح تطارد إيطاليا من جديد
كانت كل الترشيحات تصب في مصلحة إيطاليا خلال مباراة نصف النهائي أمام ضيفتها مقدونيا الشمالية. وبالفعل، سيطر أبطال أوروبا على مجريات اللقاء لكنهم لم يتمكنوا من ترجمة استحواذهم إلى أهداف، حيث تمكن أصحاب المركز 67 في التصنيف العالمي FIFA/COCA-COLA من كبح جماح نجوم الأزوري، الذين غابت عنهم الفعالية في الثلث الأخير من الملعب. ومع مرور الوقت، أصبح شبح الفشل في التأهل إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي يخيم على سماء باليرمو، لتستفيد مقدونيا الشمالية من الخوف المسيطر على أصحاب الأرض، حيث اكتمل الكابوس الإيطالي بهدف في الوقت بدل الضائع من ألكسندر ترايكوفسكي، الذي أصبح بطلاً قومياً في بلاده. وقد حاولت إيطاليا جاهدة إعادة الأمور إلى نصابها في الثواني الأخيرة، لكن دون جدوى. وبعد الاكتفاء بمشاهدة نهائيات روسيا 2018 عن بُعد، سيتكرر نفس المشهد مرة أخرى عندما تبدأ عجلة قطر ٢٠٢٢ في الدوران. من جهتها، انتشت مقدونيا الشمالية بما يُمكن اعتباره أفضل إنجاز لها على الإطلاق، حيث تسعى لاستغلال هذا الزخم والبحث عن تحقيق ملحمة أخرى في نهائي الملحق.
كوايسون يقود السويد لتخطي التشيك
سادت الرتابة لفترات طويلة من المباراة التي دارت رحاها بين السويد والتشيك في سولنا، حيث غابت الأهداف في ملعب فريندز أرينا طيلة 90 دقيقة، ليحتكم الفريقان إلى الوقت الإضافي.
وبعد 110 دقائق من اللعب، افتتح روبن كوايسون التسجيل أخيراً بعد تبادل الكرة بشكل ممتاز مع ألكسندر إيزاك، لتشتعل المدرجات بالأهازيج والفرحة، حيث تملك السويد الآن فرصة لحجز تذكرتها للمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، بينما عاد التشيكيون إلى بلادهم خاليي الوفاض، رغم خوضهم معركة شجاعة في مباراة كانت مثيرة بكل المقاييس.
أوتافيو يتألق في فوز البرتغال على تركيا
يتواصل حلم البرتغال بالتأهل إلى كأس العالم، حيث حافظ فريق المدرب فرناندو سانتوس على تركيزه طوال المباراة ضد فريق تركي شجاع، قاتل بقوة وكافح بحماس لكنه افتقر إلى الفعالية اللازمة في خط الهجوم. وكان أوتافيو رجل المباراة بلا منازع في قلعة دو دراجاو، حيث سجل الهدف الأول بعد أن سدد برناردو سيلفا في القائم، ثم صنع هدف ديوجو جوتا الذي ضاعف تقدم أصحاب الأرض، وسط فرحة عارمة لجماهير بورتو، التي تهتف باسم أوتافيو كل أسبوع. وبينما قلص بوراك يلماز الفارق، أضاع المهاجم التركي فرصة إدراك التعادل عندما سدد ركلة جزاء في الجزء العلوي من العارضة، قبل أن يحسم ماتيوس نونيس النتيجة للبرتغال في الوقت بدل الضائع (3-1).
حقائق وأرقام
6 – كانت هذه هي المباراة الرسمية السادسة بين البرتغال وتركيا، علماً أن الفوز كان من نصيب الأيبيريين في جميع المواجهات الست.
7 – هدف جاريث بيل الأول في مباراة الخميس هو السابع له من ركلة حرة مع منتخب بلاده.
2 – هذه هي المرة الأولى التي تفشل فيها إيطاليا في التأهل لكأس العالم مرتين على التوالي.
ماذا قالوا
"نشعر بخيبة أمل كبيرة. لعبنا بشكل جيد لكننا لم نتمكن من التسجيل. أنا فخور بزملائي. نحن محطمون نفسياً".
جورجيو كيليني (تويتر /@Azzurri)
"البطولة الأوروبية كانت أفضل شيء عشته على المستوى الاحترافي، وما حدث الليلة هو أكبر خيبة أمل على الإطلاق".
روبرتو مانشيني (تويتر /@Azzurri)
ماذا بعد؟ ستُفتتح مباريات نهائي الملحق الأوروبي يوم الثلاثاء بموقعة البرتغال-مقدونيا الشمالية وبولندا-السويد. أما منتخب ويلز، فلن يخوض مباراته الأسبوع المقبل، حيث سيتعين عليه مواجهة الفائز في اللقاء المرتقب بين اسكتلندا وأوكرانيا، والذي سيُقام في تاريخ لاحق.