يتمثّل الهدف الرئيسي لمخطط تطوير المواهب FIFA في المساعدة على رفع مستوى منتخبات الرجال والسيدات حول العالم على المدى الطويل، ومع دخوله مرحلة التنفيذ، فقد حان دور تبادل المعارف الذي يُعتبر أحد الأركان الأربعة للمخطط، وتم اختيار مدينة أوساكا اليابانية لاستضافة أول ورشة عمل لتبادل المعرفة بقارة آسيا، وذلك بدعم من الاتحادين الآسيوي والياباني لكرة القدم.

حضرت ورشة العمل بين 7 و12 يونيو/حزيران ثمانية اتحادات وطنية لكرة القدم هي: اليابان، وكوريا الجنوبية، والأردن، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وأوزبكستان، وهونغ كونغ وأستراليا. وتمثّل الهدف منها بتمكين أبرز موظفي الاتحادات الوطنية من تبادل المعرفة ومناقشة التحديات الإقليمية واستكشاف القدرات القيادية اللازمة لتسريع تنفيذ مخطط تطوير المواهب. تُعقد مثل هذه الورشات التدريبية مرة واحدة كل سنة وتدوم ستة أيام في كل اتحاد قاري، وصُمّمت لتجمع بين أبرز ثلاثة أعضاء مسؤولين عن تطوير المواهب الشابة من كل اتحاد وطني، وهم: الأمين العام، والمدير الفني، ومدير الأداء العالي، أو الشخص المسؤول عن منتخبات الشباب، وتم اختيار الاتحادات الوطنية الثمانية لكرة القدم بعناية ووفقأً لعدة معايير محددة مسبقأً.

شارك المندوبون خلال الورشة أفكارهم وناقشوا ما يلزمهم في بلدانهم لدعم الشباب الموهوب، وذلك بنية تعزيز قدرات منتخباتهم الوطنية على المنافسة، ومناقشة كيفية مساهمة مخطط تطوير المواهب في النجاح المستقبلي على المدى الطويل، خاصة إذا كان جيد التنظيم.

ما هي أهم العناصر التي يجب أن تتوفر في البيئة المثالية لتطوير المواهب؟ ما هي العوامل المُساهِمة في نجاح برنامج المنتخب الوطني للشباب؟ كيف يمكن للاتحادات الوطنية لكرة القدم أن تدعم تطور لعبة السيدات؟ كيف يمكن للاتحادات الوطنية تحقيق أقصى استفادة من مخطط تطوير المواهب وبرامجه ودعم هياكل المواهب الشابة؟

تطرقّت الورشة لخمسة مواضيع رئيسية هي: استكشاف المواهب، ومبادئ البرنامج الفعّال لمنتخبات للشباب، وكيفية التعامل بشكل أفضل مع الأكاديميات، إضافة لتنفيذ مسار تعليمي ناجح وتطوير كرة القدم للسيدات. وتمكّن كل اتحاد وطني من مشاركة خبراته حول هذه المواضيع الخمسة، إذ قدمت أستراليا نهجها في تحديد المواهب، وعرَضت الأردن كيفية استفادتها من تحليل بيئتها، وذكرت كوريا الجنوبية ما قامت به من جهود في سبيل خلق هوية وطنية، في حين وضّحت المملكة العربية السعودية كيفية تعاملها مع أكاديميات الأندية المحلية.

وعلّق رئيس القسم الفنّي بالاتحاد الياباني لكرة القدم، السيد جون أراتاني على ورشة عمل تبادل المعارف هذه قائلأً: "مكّنتنا هذه الأيام الستة من رؤية وضعنا الحالي، وتحديد ما يجب علينا أن نُحسّنه مستقبلأً، وقد خلقت لنا المعارف التي اكتسبناها من خلال المشاركة في مجموعات العمل ’جسراً‘ يصل بنا إلى ما نصبو إليه في المستقبل."

غالباً ما يتوقف النجاح الرياضي في أرضية الملعب والاستدامة طويلة المدى للبرامج على التوافق والتعاون بين الفريق الفني للاتحاد الوطني لكرة القدم وباقي الأعمال الأوسع نطاقاً، ولهذا جمع FIFA بين أهم ثلاثة أعضاء من كل اتحاد وطني في ورشة العمل هذه حتى يضمن التأييد المستمر للاستثمار في تطوير المواهب الشابة. وبهذا الصدد، قال رئيس القسم الفني لدى FIFA، السيد جيمي هوتشين "إدراج 'قدرات القيادة' في ورشات تبادل المعرفة يُمكّننا من تثمين أهمية القادة الفنيين، ويؤكد في نفس الوقت على أهمية التعاون الوثيق مع المسؤولين التنفيذيين داخل الاتحادات الوطنية لتنفيذ مخططات تطوير المواهب بنجاح."

وأضاف "التعاون والتنسيق بين الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية أمر مهم للغاية، إذ لا يُمكننا تحقيق الأثر المرجو من مخطط تطوير المواهب ودعم الاتحادات الوطنية في إنشاء خطة عمل ذات أهداف استراتيجية قوية وواضحة إلا بتبنّي نهج قوي وتعاوني." وختم هوتشين "بطبيعة الحال، فإن فريق القيادة الفنية بـ FIFA حاضر اليوم لتوجيه كل اتحاد وطني والتنسيق معه من أجل مساعدته في وضع خطة تُمكّنه من العمل بكفاءة وفاعلية كفريق واحد طيلة السنوات الأربع القادمة، مع الأخذ بعين الاعتبار الآثار المالية التي يستدعيها تنفيذ القادم من الخطوات."

يندرج الهدف الأوسع لــFIFA تحت شعار "منح فرصة لكل موهبة"، إذ يصبو FIFA إلى أن يضع 150 اتحاداً وطنياً من أصل 211 خطة طويلة المدى بحلول نهاية عام 2023، وأن يكون لكل اتحاد أكاديمية واحدة على الأقل بحلول عام 2026.