بطولة آسيان هي إحدى المنافسات الدولية الإقليمية الأكثر شعبية في العالم. وتحظى هذه البطولة التي تقام كل عامين بمتابعة واسعة النطاق في مختلف أنحاء جنوب شرق آسيا، حيث تجتذب جماهير غفيرة طوال فترة البطولة.

يقدم FIFA أنواعًا مختلفة من التمويل لجميع الدول الإحدى عشر المتنافسة من خلال برامج الاتحاد التنموية المتعددة. ولقد سعت اثنتان من الدول المشاركة في نسخة 2024 - كمبوديا وميانمار - إلى الحصول على تمويل مخصص لدعم مجالات محددة لصالح فرقهما الوطنية.

بالنسبة لكمبوديا، بدأ برنامج تنمية الشباب الذي مضى عليه الآن ثمانية أعوام يؤتي ثماره. حيث يُشكِّل جوهر البرنامج الرغبة في إعادة الأمة إلى مجدها السابق على المستوى الدولي.

ربما لا تلقى كمبوديا صدى لدى العديد من مشجعي كرة القدم حول العالم، لكن هذه الدولة الواقعة في شبه جزيرة الهند الصينية تفتخر بتاريخها الغني. فهي أحد أقدم أعضاء الاتحاد الآسيوي، حيث تأسس في عام 1933 وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في عام 1954. وصل المنتخب الوطني، المعروف باسم محاربي أنغكور، إلى نصف نهائي كأس آسيا عام 1972.

كما لعبت كمبوديا دورًا غريبًا مشاركة منتخب كوريا الشمالية لكرة القدم التاريخية في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 1966، حيث كان الملعب الأوليمبي في بنوم بنه هو الملعب المحايد حيث هزم المنتخب الآسيوي أستراليا ليتأهل إلى البطولة في إنجلترا.

وفي الآونة الأخيرة، حظيت كمبوديا باهتمام دولي مع تعيين أسطورة كأس العالم لكرة القدم اليابانية كيسوكي هوندا مدربًا للمنتخب الوطني لمدة خمس سنوات تنتهي في عام 2023.

كانت الأشهر الثمانية عشر الماضية مزدحمة بالنسبة لكمبوديا التي بدأت الجدول الزمني باستضافة دورة ألعاب جنوب شرق آسيا لأول مرة في منتصف عام 2023 قبل افتتاح عام 2024 بالمنافسة في النسخة الافتتاحية من سلسلة FIFA.

أطلق الاتحاد الكمبودي لكرة القدم خطة استراتيجية بعنوان "الطريق إلى دورة ألعاب جنوب شرق آسيا 2023 وما بعدها" في عام 2016 بدعم من برنامج FIFA Forward، وتركز الخطة على مجموعة واسعة من برامج تنمية الشباب بهدف إنشاء جيل جديد من لاعبي كرة القدم الدوليين.

وقد جاء الدعم خلال تلك الفترة من الهيئة المنظمة لكرة القدم العالمية على هيئة تمويل من برنامج FIFA Forward داخل وخارج الملعب، بما في ذلك إنشاء دوري تحت 18 سنة، وأكاديميات الشباب فضلا عن إنشاء العديد من الملاعب.

وبفضل مجموعة من اللاعبين الذين جاءوا من خلال مسار التطوير الجديد، تم مكافأة كمبوديا بجماهير بلغت حوالي 30 ألف متفرج لكل من مبارياتها الأربع في بطولة كرة القدم للرجال تحت 22 عامًا في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا 2023 التي استضافتها البلاد.

حقق الاتحاد الكمبودي لكرة القدم هدفه طويل الأمد من خلال تأهل خمسة لاعبين إلى المنتخب الأول لبطولة آسيان 2024، والمعروفة رسميًا باسم "كأس اتحاد آسيان - ميتسوبيشي إلكتريك".

وأخفقت كمبوديا في التقدم إلى الدور نصف النهائي لكنها تعادلت مع ماليزيا المصنفة أعلى منها وتغلبت على تيمور الشرقية أمام حضور جماهيري أقوى في الملعب الأوليمبي الوطني.

لعب برنامج FIFA Forward دوراً مختلفاً في مساعدة ميانمار على الاستعداد للبطولة الإقليمية الكبرى من خلال تعزيز البنية التحتية للملعب الرئيسي للمنتخب الوطني.

تم تجهيز استاد ثوونا، الذي استضاف مباراتين خلال بطولة آسيان 2024، بمصابيح لِد مطورة ذات إضاءة غامرة تتناسب مع معايير الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

ومن جانبه قال سانجيفان بالاسينغام، مدير دائرة الاتحاد الدولي لكرة القدم لآسيا وأوقيانوسيا: "لقد شهدنا في السنوات الأخيرة نمواً مذهلاً للمنتخبات الوطنية في منطقة الآسيان، حيث تألقت بشكلٍ واضح على أكبر مراحل آسيا - سواء على مستوى الفرق الأولى أو مستوى الشباب، ولقد دعم برنامج FIFA Forward التنموي بشكل مستمر اتحاداتنا الأعضاء في جنوب شرق آسيا، مما مكنها من التنافس على أعلى مستوى. ومن خلال مشاريع مختلفة، سعينا جاهدين لخلق بيئة لعب أكثر مساواة، وتزويدهم بالأدوات والموارد اللازمة لتحقيق النجاح على أرض الملعب".

"يجسد نهائي البطولة هذا التزامنا ودعمنا. إن التأثير الملموس لمشاريعنا الموجهة نحو المستقبل يظهر جليًا في الأداء الرائع للفرق الوطنية المتنافسة في هذه البطولة. وباعتبارها قمة كرة القدم الإقليمية، توفر هذه البطولة منصة لازدهار كرة القدم في جنوب شرق آسيا. ونحن فخورون بدورنا في رفع مستوى اللعبة إلى مستويات جديدة في هذه المنطقة."

للنسخة الثانية على التوالي، وصلت تايلاند وفيتنام إلى نهائي البطولة من مباراتي الذهاب والإياب، حيث فازت فيتنام بنتيجة 5-3 في مجموع المباراتين - 2-1 على أرضها في مباراة الذهاب ثم 3-2 خارج أرضها في 5 يناير - لتفوز بالكأس. للمرة الثالثة. كما استفادت كل من الدولتين مؤخرًا من مشاريع برنامج FIFA Forward.

وللمساعدة في رفع المستوى التنافسي للفرق الوطنية للسيدات والرجال، استخدم اتحاد كرة القدم الفيتنامي أموال برنامج FIFA Forward للحصول على نظام تتبع الأداء الإلكتروني المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (EPTS).

وتتمثل الفكرة في تزويد الطاقم التدريبي، وخاصة مدربي اللياقة البدنية، بأداة متطورة يمكنها مراقبة الأداء البدني للاعبين في الوقت الفعلي، مما يساعدهم على تصميم جلسات التدريب التي تحقق أفضل النتائج. ولقد سمح التمويل لاتحاد كرة القدم الفيتنامي بالحصول على 52 مجموعة من أجهزة تتبع الأداء الإلكترونية القابلة للارتداء، مقسمة بالتساوي بين فريقي السيدات والرجال.

يتضمن النظام الذي اختاره الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم قدرات تتبع متقدمة، ورصد دقيق لأداء اللاعبين في الوقت الفعلي، والوقاية من الإصابات من خلال إدارة عبء العمل وتحسين التدريب الشخصي. ولقد تم اعتماد هذه التقنية على نطاق واسع من قبل الفرق المحترفة في جميع أنحاء العالم.ويتماشى المشروع مع رؤية الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم القائمة على استخدام الابتكارات والتقنيات الجديدة لتحسين أداء فرقها الوطنية بشكل مستمر.

بعد استضافة الكونغرس الرابع والسبعين لـFIFA في مايو 2024، افتتح جياني إنفانتينو المقر الرئيسي الجديد لاتحاد كرة القدم التايلاندي، إيذانا بانتهاء رسمي لمشروع إنشائي طموح تم تمويله بالكامل من خلال برنامج FIFA Forward.

يقع المقرّ الجديد في شارع هوا مارك في العاصمة التايلاندية بانكوك، ويمتدّ على مساحة 2500 مترٍ مربّع، ويعود الفضل في بنائه إلى تمويل بقيمة 2.44 مليون دولارٍ أمريكي ضمن الدورة الثانية من برنامج FIFA Forward، وهو الآن المركز الرئيسي لأكثر من 200 موظف في اتحاد تايلاند لكرة القدم والدوري التايلاندي.

كما يعرف هذا المبنى أيضًا باسم "بيت كرة القدم التايلاندية"، وهو بمثابة قاعدة عمليات للفرق الوطنية حيث يقوم المدربون وفريق التحليل بتنظيم اجتماعات الفريق وتحليل أداء المباريات.