محمد تقي الجعفري بن جهاري سيظهر في قطر ٢٠٢٢™ حكماً للفيديو
يجري إدخال تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو في سنغافورة بتمويل من FIFA Forward
لم تطبق التقنية بعد في الكثير من دول جنوب شرق آسيا
حين تمشي في ممرات الاتحاد السنغافوري لكرة القدم تدرك سريعاً أنهم فخورون بإنجازاتهم ولعل لهذا ما يبرره. إذ تجد على الجدران لوحات تخّلد اللحظات الفارقة في عالم كرة القدم المحلية وصانعي تاريخها، من لاعبين أو إداريين أو حكام. وهناك اسم جديد على وشك أن يضاف إلى هذا قائمة التكريم الملهمة؛ إذ يتجه محمد تقي الجعفري بن جهاري قريباً إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ حيث سيظهر بين نخبة كرة القدم العالمية كحكم فيديو مساعد.
ومما يثير الإعجاب، فإن تقي هو خامس سنغافوري يُحكّم في كأس العالم FIFA، كما سبق لسنغافورة أن توجت ببطولة اتحاد آسيان لكرة القدم أربعة مرات – وهو رقم لا يتفوق عليها فيه سوى العملاق التايلاندي – ما يعني أن سنغافورة تتمتع بباع طويل في كرة القدم. وبالنظر إلى أنها واحدة من أصغر دول العالم من حيث المساحة – فقد حققت كرة القدم السنغافورية الكثير من مواردها المحدودة.
وفيما يخص تقي فإن تعيينه حكم فيديو في نهائيات قطر ٢٠٢٢™ يمثل جزءاً من رحلته مع التحكيم التي تضمنت ظهروه كأس آسيا AFC وكأس العالم تحت 20 سنة إلى جانب بطولات أخرى. بالإضافة إلى كونه أحد أفضل حكام الفيديو، فإنه تقي اضطلع بدور رئيسي في التنفيذ المستمر لتقنية التحكيم بمساعدة الفيديو في الدوري السنغافوري الممتاز. وبفضل تمويل من برنامج FIFA Forward، ستصبح سنغافورة ثالث دولة تُدخل التقنية في منطقة جنوب شرق آسيا. ولن تستفيد المسابقة المحلية وحدها من تطبيق التقنية، بل ساعد التطبيق الوشيك تقي في أن يصل لمكانة تؤهله لتمثيل آسيا في هذا المجال المتخصص. ويمثل تعيين تقي دليلاً واضحاً على التغييرات العالمية التي دخلت في هذا المجال على مدى السنوات الأربع الماضية. فقد كان أغلب حكام الفيديو المساعدين في نهائيات روسيا 2018 من قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية وهذا يرجع إلى العدد المحدود من الاتحادات الأعضاء في FIFA التي كانت تطبق تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو في ذلك الوقت. من جهته قال تقي "إنه حلم تحقق، أن تشارك في كأس العالم التي هي في رأيي أكبر مسابقة أو أكبر بطولة أو أكبر حدث رياضي على الإطلاق وجمهور الكرة حول العالم بتابعها. كانت رحلة الحكم البالغ من العمر 36 عاماً إلى قطر ٢٠٢٢™ شاقة شأنه شأن زملائه، حيث تحتم عليه السفر في العديد من الرحلات الدولية والدخول عدة مرات في حجر صحي لمدة 14، وأحياناً 21 يوماً. ويقول تقي الذي يساعد نذير حسين رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السنغافوري في تطبيق مشروع تقنية التحكيم المساعد بالفيديو على المستويين التقني والعملي: "أؤمن أن برنامج تطبيق تقنية الفيديو في سنغافورة سيرفع من مكانة الدوري محلياً كما سيرفع من مستوى حكام المباريات".
إدخال تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو في سنغافورة
يملك نذير خبرات تمتد 11 عاماً كحكم مساعد دولي لدى FIFA، ما يؤهله للحكم على إنجازات تقي وأهمية إدخال تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو في سنغافورة. إذ يقول: "أنا سعيد وفخور للغاية بأن تقي سيمثل سنغافورة في كأس العالم ولا شك أن سنغافورة كلها ستفخر بهذا الإنجاز. "أعتقد أن هذا يمثل شهادة على جودة برامج التحكيم لدينا، فهي تؤتي ثمارها في الوقت الحالي وهذا أمر جلي. كذلك فإن هذا دليل على أداء تقي المتميز، لتفانيه والتزامه والوقت الذي ضحى به وخصصه على مر السنين حتى يحصل على هذه الفرصة. "إن تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو جديدة تماماً على منطقة الآسيان، ولذا فنحن نحتاج إلى مساعدة FIFA في هذا الأمر لأننا نحتاج إلى الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، نحتاج إليهم ليأتوا إلى هنا ليضعوا الأسس. بدون دعم FIFA، لا أعتقد أننا سنقطع شوطا طويلا في هذا الصدد، لأننا لا نمتلك خبرات عريضة في هذا المجال في منطقة الآسيان. "إذا نظرنا إلى منطقة الآسيان ككل، فإن سنغافورة تمثل نقطة انطلاق لأننا عندما ننجح وننفذ كل شيء بشكل صحيح، ستستفيد المنطقة بأكملها، لأن البلدان الأخرى في المنطقة يمكن أن تتطلع إلى تطبيق التقنية في بطولتها ومنظوماتها الكروية".
يأمل تقي أن يفخر السنغافوريون بوجود واحد منهم في أعظم بطولة كرة القدم في العالم، وأنه قد يلهم الجيل القادم. إذ يقول: "آمل ألا أكون آخر سنغافوري يشارك في كأس العالم، وآمل أن أرى المزيد، وأن أشارك خبراتي مع هؤلاء الحكام، لأنه بصراحة أشعر أن حكامنا الشباب يملكون ما يؤهلهم للمشاركة في البطولات الدولية. وأضاف تقي: "لكن الأهم بالنسبة لي أن يكون هذا التعيين بمثابة حافز للحكام الأصغر سناً لإيجاد حلول، ليروا أن هناك دائماً فرصة لبلد صغير مثل سنغافورة أن تملك حكماً لديه المؤهلات للمشاركة على المستوى الدولي أو العالمي".