تحلّ في 1 سبتمبر/أيلول ذكرى 6 سنوات على أول استخدام لهذه التقنية في مباراة دولية
تم استخدام تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو في كأس العالم FIFA 2018™
سيتم استخدام التقنية إلى جانب تقنية تحكيم التسلل شبه الآلية في قطر ٢٠٢٢™
أتذكر ذلك اليوم جيداً، إذ كان يوماً تاريخياً. لم أكن أعمل لدى FIFA بشكل رسمي بعد، إلا أني كنتُ في باري مع بعض الزملاء، لمشاهدة مباراة إيطاليا وفرنسا، ومتابعة استخدام تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو للمرة الأولى في مباراة دولية.
كنا جميعاً متشككين بنتيجة ذلك الأمر، ولا بدّ لي من الاعتراف بأننا كنا متوترين قليلاً، فقد كانت المرة الأولى على الإطلاق. أتذكر أني كنتُ جالساً في حافلة صغيرة خارج الملعب في باري مع الرئيس الجديد لـ FIFA جياني إنفانتينو. كانت التقنية موجودة هناك، وكنتُ أشرح لـ جياني كيفية عملها. وها نحن قد قطعنا مشواراً طويلاً منذ تلك اللحظة!
كان ذلك في 1 سبتمبر/أيلول 2016، وخلال السنوات الست التالية، لم تشكّل تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو "نهاية كرة القدم" كما توقّع البعض في تلك الأيام، بل أصبحت الآن جزءاً من نسيج اللعبة، ومن الصعب تخيّل كرة القدم من دونها.
أتذكر المرة الأولى التي ناقشنا فيها مثل هذه التقنية التي تهدف إلى تجنّب اتخاذ قرارات غير صحيحة تغيّر مجرى المباراة. كنا في اجتماع لمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم في بلفاست عام 2014، وتمت دراسة الفكرة للمرة الأولى.
بدا الأمر آنذاك وكأنه حلم يقظة، لكن تطلّب الأمر سنتين فقط ليتحوّل من مجرّد فكرة إلى مشروع يتم تطبيقه على أعلى مستويات كرة القدم في تلك الليلة في باري.
مضت الأمور بشكل جيد في باري، وأتذكر أنه كان هناك قرار مبكر بأن يحصل الحكم بيورن كويبرس على الدعم من تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو، لكن تمثّل التحدي الكبير بأن نكون جاهزين خلال أقل من سنتين على موعد انطلاق كأس العالم FIFA 2018™، فقد كان يتم العمل بهذه التقنية في دول قليلة، وعدد قليل من الحكام يملك تجربة كبيرة فيها.
إلا أن قسم FIFA للتحكيم وقسم FIFA للتكنولوجيا والابتكار بذلا جهوداً جبارة، وحققت تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو نجاحاً هائلاً في روسيا 2018، وكان ذلك بمثابة الإجابة الأفضل لكل أولئك الذين كانوا يتوقعون فشلها، إذ أصيبوا بخيبة أمل. لطالما كان لدى جياني وأنا ثقة كبيرة بأن تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو ستنجح، وتجلب معها مستوى أعلى من العدالة لمباريات كرة القدم، وقد ثبت أننا كنا على صواب في هذا الشأن.
إلا أننا لم نستكين للنجاحات منذ عام 2018، فقد شكّلت تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو إحدى أكبر التغييرات في تاريخ كرة القدم، ولهذا من المفهوم أن يتطلّب الأمر بعض الوقت بالنسبة للناس كي يستوعبوا ماهيتها ويقدّروا قيمتها.
يتمثّل أحد الأهداف الأساسية التي وضعناها على مدى السنوات الماضية بتشجيع اللاعبين والمدربين والجماهير ووسائل الإعلام على تكوين فهم أفضل للتقنية واستخداماتها، ويسود حالياً فهم أكبر بكثير حول العالم بخصوص مراحل تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو، وأصبحت مقبولة على نطاق أكبر بكثير.
إلا أنه دائماً ما يكون هناك مجال لإدخال تحسينات، ونحن على دراية بذلك، إذ نعرف أنه يتطلب في بعض الأحيان وقت أطول من اللازم لاتخاذ قرار نهائي، ويجب أن نسرِّع هذه العملية. من أجل هذه الغاية، سنشهد استخدام تقنية تحكيم التسلل شبه الآلية إلى جانب تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو والحكام في قطر ٢٠٢٢™.
وبفضل التقنية الجديدة، سيتم اتخاذ القرارات بشكل أسرع، وهو ما يقلل الوقت المطلوب للتحقق مما إذا تم تسجيل الهدف بصورة صحيحة، وسيحصل حكام الفيديو بشكل تلقائي على اللقطات الخاصة بكل حالة تسلل. وسيتم بث شرح بصري على شاشة التلفزيون والشاشة في الملعب للجمهور لمنح الجماهير فهماً أكبر للقرارات المتخذة.
وستجعل هذه التقنية من تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو أكثر دقة، وذلك بفضل "الكرة المتصلة" التي تحدد لحظة التلامس ونظام التعقّب الذي يحدد الموقع الدقيق للاعبين.
إلى ذلك، يستمر FIFA، وتماشياً مع رؤية الرئيس 2020-2023، بتسخير التكنولوجيا لمساعدة الحكام وجعل اللعبة التي نحبها أكثر نزاهة وشفافية.
التحسين والتطوير هما مرحلتان أساسيتان بالنسبة لنا. ولهذا نعمل حالياً على مجالات جديدة. فعلى سبيل المثال: هناك التطبيق المستقبلي لـ"تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو المبسَّط" وهو عبارة عن نظام يستخدم عدداً أقل من الكاميرات ليلائم الدوريات والبطولات ذات الميزانيات المحدودة، والذي سيؤدي خلال الأشهر المقبلة إلى توسيع نطاق العمل بتقنية التحكيم بمساعدة الفيديو في أرجاء العالم.
وتجري حالياً بعض الاختبارات والتجارب. كما ندرس حالياً حلاً سيكون أكثر سهولة وأقل تكلفة حتى. نقوم بكل ما من شأنه السماح باستخدام التكنولوجيا لعدد أكبر من الاتحادات الوطنية. وبالنظر إلى أن حوالي 100 اتحاد وطني وجهة منظمة لبطولات تستخدم تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو أو على وشك استخدامها، أصبحت التقنية عالمية أكثر وأكثر. قطعنا شوطاً طويلاً خلال ست سنوات على تلك الحافلة الصغيرة في باري، ونحن فخورون للغاية بالعمل الذي يقوم به FIFA من أجل تطبيق تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو.