فرّت اللاعبة الدنماركية الدولية من أفغانستان مع عائلتها أثناء طفولتها
تقول نديم أن كرة القدم يُمكن أن تفتح أبواباً كانت ستبقى مغلقة
من الممكن أن يكون للاعبي كرة القدم "تأثير هائل" إذا روّجوا للقضايا الاجتماعية
اعتبرت نادية نديم، اللاجئة السابقة التي فرّت من أفغانستان خلال طفولتها وأصبحت لاعبة دولية ناجحة مع منتخب الدنمارك، أن اللاعبين والمنظمات مثل FIFA لديهم فرصة كبيرة لتعزيز التغيير الاجتماعي الإيجابي بفضل الشعبية المذهلة لهذه الرياضة. وقالت نديم، التي شاركت في أكثر من 100 مباراة مع منتخب الدنمارك وسجلت 38 هدفاً "أعتقد أننا نتحمّل مسؤولية هائلة بسبب المركز الذي نمتلكه. بالنسبة لي، يتمتع FIFA - وكرة القدم بشكل عام - بصوت كبير جداً ومنصة مهمة. يمتلك قوة هائلة للقول ’هذا ما نريده‘، ويُمكنه القيام بذلك لأنه FIFA." وفي حديثها إلى موظفي FIFA في مقر FIFA، أوضحت نديم أن كرة القدم يُمكن أن تفتح أبواباً كانت ستبقى مغلقة تماماً حيث قالت "السبب الذي يجعل كرة القدم قادرة على تغيير وجهات النظر هي أنها شيء قريب جداً منا. الجميع يُحب الرياضة والجميع يحب كرة القدم لأنها أكبر رياضة على هذا الكوكب."
يعرف FIFA قدرة كرة القدم على نشر الرسائل الإيجابية، والهدف السادس من أهدافه الإستراتيجية لدورة 2023-2027 هو التركيز على المسؤوليات الاجتماعية. وقالت نديم حول هذا الأمر "أعلم أن FIFA يُحاول أن يفعل الكثير. أعلم أن هناك الكثير من المنظمات غير الحكومية التي تستخدم الرياضة في جميع أنحاء العالم. عندما يكون لدي الوقت، أحاول القيام بأشياء مماثلة لأنك تصل إلى أماكن يكون فيها الناس منغلقين للغاية." وأوضحت "لن يتحدثوا معك أبداً إذا جئت بالفكرة مباشرة. لذا، كيف يُمكنك إنشاء الرابط؟ من خلال الرياضة. تبدأ باللعب، وفجأة، شيء يؤدي إلى آخر. أحب القيام بذلك لأنني…أعرف التأثير الذي سيحدثه ذلك نظراً لأنني كنت على الجانب الآخر، وأعلم أن الأشياء الصغيرة يُمكن أن يكون لها تأثير كبير."
تُعتبر نديم مثال رائع لكيفية تمكين الرياضة والتعليم للمرأة. فقد نشأت في بلد لا يُسمح فيه للنساء بمغادرة المنزل دون وجود أحد الأقرباء الذكور، وفقدت حريتها في ظل حكم طالبان ثم عاشت فقيرة في مخيم للاجئين في الدنمارك، ومع ذلك أصبحت لاعبة محترفة، والآن، طبيبة مؤهلة. وقالت نديم "إذا كنت فتاة في أجزاء معينة من العالم، فإن صندوقك صغير جداً جداً. يقتصر الأمر على ما يُسمح لك بفعله. حياتك تكون جاهزة، وبحلول 18 أو 19 سنة، تٌصبحين زوجة، ونتمنى لك حظاً سعيداً." وأضافت متذكّرة كيف أن نفس الجيران الذين استاءوا من لعبها كرة القدم عندما كانت فتاة غيّروا رأيهم بعد ظهورها لأول مرة مع منتخب الدنمارك "نفس الأشخاص الذين أخبروني قبل ستة أشهر أنني يجب أن أعتزل، جاءوا إلي وقالوا ’أين يجب أن تبدأ ابنتي باللعب؟ أين يُمكنك أن تأخذيها؟ لأنها يُمكن أن تصبح لاعبة في المنتخب الوطني أيضاً‘."
كانت نديم سعيدةً بالطريقة التي تطوّرت بها كرة القدم للسيدات في السنوات القليلة الماضية، والتي بلغت ذروتها مع التحوّل الكبير لكأس العالم للسيدات FIFA في 2023 حيث قالت "أنا فخورة حقاً بكوني جزءاً من اللعبة وأعلم أن كرة القدم للسيدات ستصل إلى آفاق لم نتخيّلها من قبل. لن يحدث ذلك بين عشية وضحاها. سيتطلّب الأمر الكثير من العمل." في عام 2021، ساعد FIFA في إجلاء ما يقرب من 160 رياضية ومسؤول وناشط في مجال حقوق المرأة من الأفغانيين المعرّضين للخطر بالإضافة إلى أفراد أسرهن المقربين، وتم إجراء المقابلة مع نديم مع انتهاء عملية نقلهم إلى بيئات آمنة. ولا تزال نديم تتابع الأحداث في البلد الذي ولدت فيه حيث قالت "لقد كنت قريبةً جداً من كل ما يحدث. أختي الصغرى، ديانا، التي لعبت كرة القدم معي أيضاً وكانت حارسة المنتخب الوطني الأفغاني، كانت جيدة حقاً عندما كنا أصغر سناً، وكنا نلعب في نفس الفرق ثم اختارت الملاكمة وأصبحت بطلة الدنمارك سبع مرات."