باكستان تنضم إلى المملكة العربية السعودية وجزر القمر وموريشيوس في بطولة رباعية مطلع العام الجديد
الاتحاد الباكستاني لكرة القدم يعمل على إطلاق أول دوري وطني للسيدات على الإطلاق
مليكة نور: عروضنا الأخيرة ساعدت في تعزيز مكانة كرة قدم السيدات في قلوب الجماهير
"البداية الجيدة نصف المعركة". هذه مقولة قديمة تنطبق على الدول الأربع التي شاركت في البطولة النسائية الودية التي اختتمت أمس في المملكة العربية السعودية، والتي ضمت إلى جانب الدولة المضيفة كل من باكستان وجزر القمر وموريشيوس، حيث استعرضت هذه الدول تقدمها الكروي في هذه البطولة الدولية الأولى التي تقام في عام 2023. انتهت البطولة، التي أقيمت في الخبر بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 11 إلى 19 يناير/كانون الثاني، بفوز الدولة المضيفة باللقب، حيث حققت فوزين وتعادل واحد. وحلت باكستان في المركز الثاني بفوز وتعادل، بينما سجلت كل من جزر القمر وموريشيوس انتصاراً لكل منهما.
عودة مأمولة لباكستان
لكرة قدم السيدات تاريخ قصير نسبياً في باكستان، الدولة الواقعة في جنوب آسيا، حيث تم تشكيل المنتخب الوطني في عام 2010. وبعد سنوات من التطور السريع، حدثت فجوة استمرت ثماني سنوات توقف فيها هذا التطور. ولكن منذ يونيو/حزيران 2022، أعيد إطلاق كرة قدم السيدات في جميع أنحاء البلاد. لم يُضع الاتحاد الباكستاني لكرة القدم أي وقت في إعادة تنظيم فريقه الوطني، حيث أرسله إلى بطولة آسيا لكرة القدم للسيدات في سبتمبر/أيلول الماضي قبل أن يسافر الفريق إلى المملكة العربية السعودية في بداية هذا العام. ويقول المدرب عادل رزقي إن عروض الفريق الرائعة لدى عودته إلى كرة القدم الدولية كانت بمثابة دفعة قوية في الوقت المناسب.
ويضيف رزقي لموقع FIFA.com: "خطتنا هي التنافس في كل مسابقة متاحة لنا، والتي من خلالها يمكننا أن نمنح لاعباتنا ظهوراً عالمياً. نريد إشراك اللاعبات الشابات من أجل تطوير فريق للمستقبل. والأهم من ذلك أننا نركز على بناء هوية الفريق وأسلوب اللعب. هذه عملية تستغرق وقتاً. نحن على ثقة من أننا نسير في الطريق الصحيح". وهناك المزيد من الأخبار السارة، حيث يتم التحضير الآن، وبدعم من FIFA، لإقامة أول دوري وطني باكستاني للسيدات. ويقول رزقي: "في السابق كانت البطولة الوطنية للسيدات تقام فقط لفترة قصيرة جداً مرة واحدة في السنة. أما الآن فإننا نتعاون بشكل وثيق مع FIFA لإطلاق دوري السيدات، والذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة لكرة القدم النسائية في باكستان".
تغييرات هائلة
باكستان هي خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 242 مليون نسمة. وبالتالي فإن إمكانات كرة قدم السيدات هناك هائلة. مليكة نور، نائبة كابتن المنتخب الباكستاني، تحدثت هي أيضاً لموقع FIFA.com. قالت لاعبة الدفاع البالغة من العمر 28 عاماً: "منذ أن بدأتُ لعب كرة القدم، رأيت التطور الكبير في الرياضة النسائية في باكستان، ليس فقط كرة القدم، ولكن أيضاً الرياضات الأخرى. وبالحديث عن كرة القدم، لدينا الآن أندية وأكاديميات مختلفة تعمل على تطوير اللعبة على المستويات الشعبية". وأضافت: "ساعدت عروضنا الأخيرة في تعزيز مكانة كرة قدم السيدات في قلوب الجماهير. فالذين قالوا في يوم ما إن كرة القدم ليس لها مستقبل يساندوننا ويدعموننا الآن. إنهم على استعداد للسماح لبناتهم وأخواتهم وزوجاتهم بممارسة اللعبة وتمثيل بلدنا على المستويات الدولية. يستثمر اتحادنا باستمرار في كرة القدم للسيدات، وآمل حقاً أن نلعب يوماً ما في بطولة أولمبية وفي كأس العالم للسيدات".
فجر جديد للثلاثي
بالنسبة للسعودية، الدولة المضيفة، كان الفوز بكأس البطولة الرباعية بمثابة نجاح آخر للمنتخب تحت قيادة المدربة الألمانية مونيكا ستاب، بعد أن فاز في بطولة ضمت ثلاث منتخبات وجرت في جزر المالديف في فبراير/شباط الماضي. قالت ستاب، لاعبة خط الوسط السابقة لموقع FIFA.com: "المملكة العربية السعودية بلد يعشق كرة القدم، لذا فإن الفوز باللقب هو أمر مذهل للفريق والشعب على حد سواء. تشهد كرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية تحولاً فريداً. في غضون ثلاث سنوات فقط، نشأت أربعة مراكز تدريب إقليمية للفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 6 و17 عاماً، و25 نادياً، و520 لاعبة مسجلة، وفريقان وطنيان، وأكثر من 1000 مدرب بمختلف التراخيص، وما يقرب من 50,000 فتاة في دوري المدارس. وهذه القائمة لا تزال في ازدياد".
ومن جهته أعرب مدرب فريق جزر القمر تشودجاي ماهاندي عن تفاؤل مماثل قائلاً. "كرة القدم للسيدات أحرزت تقدماً كبيراً في جزر القمر في السنوات الأخيرة. لقد جئنا إلى هذه البطولة لنتنافس مع هذه المنتخبات، وأثبتت لاعباتنا قدرتهن على المنافسة على المستوى الدولي". ويتطلع مدرب موريشيوس كيرسلي ليفراي من جهته إلى المستقبل بآمال كبيرة، حيث يقول: "اللعب في مثل هذه المسابقات الدولية سيساعد لاعباتنا على فهم مجالات الضعف التي يحتجن إلى تحسينها. لقد عكس أداؤنا التطور السريع للعبة السيدات في بلدنا. ففي السنوات الأخيرة، تم إطلاق دوريات للشابات وكذلك تنظيم المزيد من البطولات الوطنية، وهدفنا زيادة عدد اللاعبات بنسبة 10٪ في موريشيوس بحلول عام 2026". ملخص مباراة باكستان 1-0 جزر القمر على FIFA +
السعودية تحتضن كأس المنتخبات الأربعة لعام 2023