يعمل مدرب المنتخب الأمريكي للسيدات موجهاً في برنامج FIFA لتوجيه المدربات
يشرف ابن ما يطلق عليه الآن مقدونيا الشمالية على توجيه كاترينا ميليسكا مدربة المنتخب الوطني لمقدونيا الشمالية للسيدات تحت 17 سنة
التقى الاثنان مؤخرًا في أحدث ورشة عمل والتي عقدت في لشبونة
لطالما أراد مدرب المنتخب الأمريكي للسيدات فلاتكو أندونوفسكي رد الجميل إلى وطنه حيث بدأ مسيرة كروية حافلة قادته في النهاية إلى أحد أهم المناصب في عالم الساحرة المستديرة. وقد وجد أندونوفسكي الطريقة المثالية للقيام بذلك - من خلال توجيه إحدى المدربات الصاعدات في بلاده.
وقبل شهرين من الآن، كان أندونوفسكي في وسط مجموعة ضمت 20 مدربًا شاركوا تجاربهم خلال ورشة العمل الثانية لبرنامج FIFA لتوجيه المدربات والتي عقدت في لشبونة في أواخر مايو/آيار. برز من ضمن القائمة مدربان سبق لهما التتويج بكأس العالم للسيدات FIFA ومدربان فازا بالميدالية الذهبية الأوليمبية.
وقد ظهرت على شاشة قاعة التدريب كلمات سلفه جيل إليس، التي قادت الولايات المتحدة إلى لقبين عالميين متتالين في 2015 و2019، لتذكير المشاركين بأهمية القيام بدور الموجه. "إن فهم الذات بشكل أفضل هو إحدى الخطوات الأولى نحو الحصول على علاقة أفضل مع الآخرين. من المهم أن تعرف ما الذي ستنقله بوعي أو بغير وعي إلى المتدرب من خلال علاقة التوجيه التي تجمعكما".
ولد أندونوفسكي في سكوبيه، التي كانت جزءًا من يوغوسلافيا في ذلك الوقت وأصبحت الآن عاصمة مقدونيا الشمالية، وكان يلعب مدافعاً حيث لعب في موطنه الأم لمدة ست سنوات، قبل أن ينتقل عام 2000 للعب في الولايات المتحدة، حيث أمضى ست سنوات أخرى. بدأ أندونوفسكي مسيرته التدريبية في بطولات الشباب في كانساس سيتي، قبل أن يتولى منصب مدرب إف سي كانساس سيتي، ثم تولى مسؤولية تدريب إلى سياتل رين (الذي يحمل اسم أو إل رين حاليا).
أكمل أندونوفسكي رحلة صعوده إلى قمة كرة القدم النسائية حين تم تعيينه مدربًا للمنتخب الأمريكي للسيدات في أواخر عام 2019. ورغم المسار التصاعدي لمسيرته التدريبية إلا أن دافعه للمشاركة في برنامج توجيه المدربات كان، على حد قوله، نابعاً من الإيثار.
ويشرف أندونوفسكي على كاترينا ميليسكا – مدربة منتخب مقدونيا الشمالية للسيدات تحت 17 سنة. وهو يقول في هذا الصدد: "يراودني شعور خاص أن أعمل على توجيه كاترينا لعدة أسباب. أولاً وقبل كل شيء، أشعر أن هذه فرصة لرد الجميل للبيئة التي أتيت منها."
وأضاف: "هناك سبب آخر وهو أنني أشعر بشغف كبير لتطوير كرة القدم النسائية. البرنامج يضم العديد من المدريين الكبار ونحن يقع على عاتقنا مسؤولية نقل المعرفة ومساعدة المدربات الأخريات على النمو، من أجل تعزيز تطوير هذه اللعبة".
أما ميليسكا فهي تمر بالمراحل الأولى من مسيرتها التدريبية. فبعد أن خاضت أكثر من 40 مباراة بقميص منتخب بلادها في مركز الدفاع، إلا أنها لا تزال تلعب بقميص ناديها الحالي زي إف كي دسبينا الواقع في مدينة بريليب، رابع أكبر مدينة في البلاد. كان التعرف على هوية مرشدها في البرنامج لحظة مميزة.
إذ قالت في استراحة بين الجلسات في لشبونة: "حين علمت أنه سيكون مرشدي، كنت بمفردي. أولا هو مقدوني كما أنه مدرب ناجح. فقد فاز بألقاب في الولايات المتحدة على مستوى الأندية. كما أنه مدرب المنتخب الأمريكي حامل لقب بطل العالم. لا يمكنني أن أصف هذه التجربة".
وقد التقى الاثنان لأول مرة في ورشة عمل في كوستاريكا، عقدت خلال كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA، قبل السفر معًا إلى مقدونيا الشمالية في سبتمبر/أيلول.
يبلغ عدد سكان مقدونيا الشمالية ما يزيد قليلاً عن 2 مليون نسمة، في حين يقدر عدد سكان الولايات المتحدة بأكثر من 330 مليون نسمة ولا شك أت البلدات في مرحلة مختلفة تمامًا فيما يخص تطور كرة القدم للسيدات.
ما هو دافع كاترينا للتقدم لبرنامج توجيه المدربات؟
"أولاً وقبل كل شيء، لديك مسيرة قصيرة إلى حد ما كلاعب كرة قدم محترف، وأنت تعي مسبقًا أنك لن تتمكن من مواصلة اللعبة إلا حتى سن معينة."
وأضافت: "بعد الاعتزال، يمكنك مواصلة مسيرتك الكروية كمدرب وهو الأمر الذي ألهمني في البداية للتسجيل في هذا البرنامج، أنا أحب كرة القدم، والتعلم من المدربين العالميين يمثل تجربة فريدة لا يمكن مقارنتها بأي شيء آخر."
خاضت ميليسكا مؤخراً تجربة صعبة كمدربة حين أوقعتها قرعة تصفيات كاس الأمم الأوروبية تحت 17 سنة في مجموعة ضمت ألمانيا والبرتغال والمجر. وقد حرص مرشدها على تزويدها بالدعم فيما يخص التعامل مع الإخفاقات وكذلك النجاحات.
وفي هذا الصدد قال أندونوفسكي: "من الواضح أن البيئة التي تعمل فيها كاترينا مختلفة تمامًا عن البيئة التي أعمل بها، لكن كلاهما ينطوي على مستويات مختلفة من الصعوبات. العمل في مجال التدريب لن يكون سهلاً. من المهم أن نعي كيفية مواجهة التحديات، وقبولها والتعامل معها بشكل مباشر".
“ويؤكد أندونوفسكي، الذي يواجه فريقه في أولى مباريات حملة عن لقب كأس العالم للسيدات FIFA الوافد الجديد فيتنام في المواجهة التي ستقام في أوكلاند/تاماكي ماكوراو في 22 يوليو/تموز، أنه لا يزال لديه الكثير ليتعلمه.
إذ يقول مبتسماً: "أنا سعيد لأن أكون محاطًا بهذه العقول الكروية المذهلة، وهؤلاء الأشخاص الرائعون الذين يعملون في عالم كرة القدم النسائية منذ سنوات طويلة".
"على الرغم من أنني هنا أضطلع بدور المرشد، إلا أنني آتي إلى هنا بعقلية متفتحة معتقداً أن هناك شيء سأتعلمه في هذا البرنامج. أنا أبحث عن ذلك باستمرار في كل عرض تقديمي أحضره، في كل حديث وكل مناقشة.
وأضاف: "سواء كان ذلك من موجه زميل أو متدرب أو خبير، الأمر لا يهم، طالما استفدت شيئاً جديداً".
برنامج FIFA لتوجيه المدربات هو أحد برامج FIFA الثمانية لتطوير كرة القدم النسائية.
سيحقّق FIFA أهدافه من خلال تنفيذ أركان الاستراتيجية الخمسة:
1. التطور والنمو
سيركّز FIFA على تطوير كرة القدم للسيدات، على أرض الملعب وخارجه، وعلى جميع المستويات. كما سيقدّم الدعم للاتحادات الوطنية الأعضاء بهدف تطوير اللعبة على المستوى المحلي، بهدف زيادة المشاركة النسائية والحفاظ على عدد اللاعبات مرتفعاً والقيام بكلّ ما يلزم لضمان تمتّع الفتيات والنساء بمسارات واضحة للمشاركة في كرة القدم، سواء كلاعبات أو حكمات أو مديرات.