الخميس 26 سبتمبر 2024, 11:00

القدر يجمع مشجعي المغرب عزيز وأوكريم في أوزبكستان

  • يعيش المغربيان عزيز وأوكريم في أستراليا وكلاهما متواجد في أوزبكستان لتشجيع منتخب بلاده

  • حضر عزيز وأوكريم العديد من بطولات FIFA من قبل ولم يسبق لهما التعرف على بعضهما البعض

  • التقى الثنائي مع بعض بالصدفة خلال بطولة أوزبكستان 2024™ويرويان لنا قصة لقاءهما وشغفهما بالسفر وتشجيع مختلف المنتخبات المغربية

رب صدفة خير من ألف ميعاد...

إذا انطبقت هذه الجملة فتنطبق بشكل كبير على المناصرين المغربيان عزيز وأوكريم، فعزيز هو مشجع مغربي يسافر حول العالم لدعم منتخبات بلاده في مختلف الأصناف، يعيش في سيدني وحضر مؤخراً كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، وكأس العالم تحت 17 سنة في إندونيسيا وكأس العالم للسيدات FIFAودورة الألعاب الأولمبية في باريس وعدة منافسات أخرى تحت لواء FIFA وCAF على غرار كأس الأمم الأفريقية الأخيرة في كوت ديفوار.

ورغم حضور عزيز كل هذه البطولات كمشجع، لكنه لم يلتقِ ولا مرة مع أوكريم، الذي اتضح أنه أيضًا مشجع مغربي، ويسافر لدعم المنتخبات المغربية، ومن المضحك أنه يعيش أيضًا في سيدني وحضر أغلب البطولات التي حضر فيها عزيز، وشاء القدر أن يجمعهما مع بعض في كأس العالم لكرة الصالات أوزبكستان 2024 FIFA™ويتعرفان على بعضهما البعض في طشقند.

تحدث عزيز إلى FIFA.com/Inside عن لقائه مع أوكريم لأول مرة في أوزبكستان، قائلاً "في الحقيقة، لم أكن أعرف أوكريم حتى وصلنا إلى طشقند. فقد قدمه لي مذيع تلفزيوني من إحدى القنوات الرياضية في المغرب. فقال لي: "أعرف مغربيًا آخر يعيش في سيدني"، فقام بتعريفنا ببعضنا البعض." وأضاف "كانت هذه مصادفة جميلة حقًا، وهو يعيش في نورث شور، وهي ليست بعيدة جدًا عن المكان الذي أعيش فيه في سيدني. لكننا لم نلتق من قبل، لذا فأنا متأكد من أننا سنلتقي في سيدني كثيرًا." أما أوكريم فبادل عزيز نفس الشعور، قائلاً "إنه عالم صغير حقًا، عندما أتيت إلى هنا، قيل لي إن هناك رجلاً مغربياً جاء من سيدني، وقلت، "أين؟ أين هو؟" لأنني لم أقابل أبدًا أي شخص من سيدني عندما كنت أسافر، وأتابع المغرب في كل مكان." وأضاف "بينما كنا نتحدث ونقارن القصص، وجدنا أننا بدأنا في متابعة المنتخب الوطني في نفس الوقت، من قطر، وكنا نتابع نفس الجولة أيضًا. لذا، فهي مصادفة رائعة."

حلم كأس العالم FIFA

راود عزيز حلم حضور نهائيات كأس العالم FIFA أكثر من مرة، ولم تسمح له الفرصة قبل البطولة التي جرت في قطر، حيث يروي لنا قصة حلمه بحضور أغلى البطولات، قائلاً "في الواقع، عندما كنت أعمل في الصين، كنت أرغب في الذهاب إلى كأس العالم 1998 FIFA، لكن شركتي لم تسمح لي بالذهاب، ووعدت نفسي، "إذا تأهلنا مرة أخرى، فسأذهب بالتأكيد"، ولم نتأهل لمدة 20 عامًا." "لذا، في عام 2018، كان بإمكاني الذهاب، لكنني عانيت من المرض وكنت أستخدم كرسيًا متحركًا ولم أستطع السفر إلى روسيا، ثم وعدت نفسي، "إذا مشيت، فسأحقق ذلك بالتأكيد"، وواصلت شغفي لحضور هذه البطولة، وكانت البداية من قطر ثم حضرت كل البطولات الأخرى."

France v Morocco: Semi Final - FIFA World Cup Qatar 2022

يتقاسم أوكريم نفس الحلم مع عزيز، وقال "كنت أتابع المغرب منذ أن كنت طفلاً في الوطن. أتذكر في أوائل السبعينيات أننا اعتدنا مشاهدة المباريات. كما تعلمون، منذ عام 1970، عندما شارك المغرب في كأس العالم FIFAفي المكسيك، ومنذ ذلك الوقت أحب هذه الرياضة كثيرًا، وكنت أتابعها بشغف،ولكن بعد ذلك، انتقلت بعيدًا عن المغرب، وعشت في [الولايات المتحدة] لبعض الوقت وانتقلت إلى أستراليا، وسافرت إلى أمريكا لحضور كأس العالم 1994FIFA، فكانت الفرصة مواتية لأنني لم أكن قد أنجبت الأولاد بعد ما جعل الأمر سهلاً، وبعد ولادة الأطفال كان الأمر صعباً، لكنهم الآن كبروا بما فيه الكفاية، فلت لما لا؟ دعنا نجرب، وسافرت إلى قطر لحضور كأس العالم، فحضور المباريات لا يتعلق باللعبة فقط، بل هو حب للعلم والأمة، وهذا يعني لي كثيراً."

قطر ٢٠٢٢™، الحلم الذي تحول إلى حقيقة

رغم كل البطولات التي حضرها عزيز مؤخراً لكنه يحتفظ بذكرى رائعة من بطولة قطر ٢٠٢٢™، وقال عنها "كانت هذه أول بطولة لي وكانت البطولة الأكثر روعة في تاريخ كرة القدم المغربية، لقد كانت مذهلة في الأساس. لذا، فإن التواجد هناك ومشاهدة المغرب يصل إلى نصف النهائي كان أشبه بـ... 'الألفاظ قبور المعاني'، ولا يمكن وصف هذا الشعور، إذا كنت تعرف ما أعنيه. لذا، كان الأمر رائعًا وسأعتز به لبقية حياتي، خاصة أن والدي وابن أخي كانا معي، وما زلنا نتحدث عن الأمر من وقت لآخر - لقد كان رائعًا".

Mali v Morocco - Quarter Final: FIFA U-17 World Cup

أما أوكريم، فتحدث عن بطولة قطر والشغف بادٍ على وجهه "بالنسبة لي، يجب أن تكون قطر، واحدة من أفضل البطولات على الإطلاق حتى الآن. آمل أن يأتي شيء أفضل في المستقبل، وأنا متأكد من أنه سيحدث، لكنه كان مميزًا جدًا بالنسبة لنا. كان كل شيء مثاليًا من البداية إلى النهاية، وما زلت الآن... في بعض الأحيان عندما أشعر بالملل في المنزل، أقوم فقط بتشغيل الفيديوهات ومشاهدة جميع المباريات، مرارًا وتكرارًا."

حضور بطولة أوزبكستان أمر رائع...

رغم حضور الثنائي عزيز وأوكريم الكثير من البطولات أبرزها كأس العالم FIFA وكأس العالم للسيدات FIFA، لكنهما يستمتعان كثيراً بحضور مباريات كأس العالم لكرة الصالات أوزبكستان 2024FIFA ™، حيث يقول عزيز عن الموضوع "بالنسبة لي، إنه أمر مذهل. أولاً وقبل كل شيء، وبصرف النظر عن كرة القدم، بالطبع، والتي أستمتع بها حقًا، فإن التواجد في بلد مسلم من الرائع رؤيته ثم تجربته، والطعام هنا لا يصدق."

أما أوكريم فقال عن أوزبكستان "أول شيء لاحظته في هذه المدينة الجميلة، حيث أسافر كثيرًا حول العالم، إنها واحدة من أكثر المدن نظافة التي رأيتها على الإطلاق، والناس لطيفون وودودون وخجولون حقًا، فهم يساعدونك دائمًا بطريقة ما، بالإضافة إلى ذلك الطعام رائع؛ أياً كان ما تأكله هنا، فإن الطعام الأوزبكي جميل وأوصي به."

وما هي الذكريات التي يحتفظ بها عزيز من هذه البطولة يقول "زيارة جميع المتاحف والمواقع، إنها في الواقع مذهلة للغاية. طريق الحرير وجميع المعالم هنا مذهلة. سأعتز بذلك حقًا لبقية حياتي، وبالطبع، كرة القدم، كانت رائعة حقًا أيضًا."

Morocco v Panama - FIFA Futsal World Cup Uzbekistan 2024

ويتحدث أوكريم عن تجربته في أوزبكستان قائلاً "لم تتح لي الفرصة لرؤية الكثير، لكنني أقوم بتنظيم رحلة يومي الاثنين والثلاثاء مع رجل يعيش هنا، سنذهب إلى جميع المواقع السياحية، وسيأخذني بالسيارة. هذا سيجعل رحلتي أسهل وهو يتحدث الإنجليزية أيضًا، وهذا سيجعل الأمر أسهل كثيرًا بالنسبة لي."

وفي الختام، وجه عزيز وصديقه أوكريم رسالة إلى المنتخب المغربي لكرة الصالات، المقبل على مباراة هامة أمام إيران "في الواقع، 85% من الفريق والطاقم الفني من مسقط رأسي في القنيطرة في المغرب، لذا فأنا أعرف معظم اللاعبين، لكنني لا أريد حقًا أن أضع أي ضغوط عليهم. لم أقابلهم هنا، لذا هذا ما أريد أن أقوله لهم - فقط العبوا لعبتكم واستمتعوا بأنفسكم، وسندعمكم سواء خسرتم أو فزتم، ونحن هنا من أجلكم. إذن، هذه هي الرسالة الرئيسية."

وحتى أوكريم وجه رسالة إلى منتخب بلاده لكرة الصالات، وقال "نريد منهم فقط أن يثقوا بأنفسهم كما يفعلون دائمًا، لأنهم يحتاجون فقط إلى الإيمان بأنفسهم، ولدينا مدرب رائع، هشام دجيج. إنه أحد أفضل المدربين في العالم لأن المغرب يحتل المرتبة السادسة على مستوى العالم في كرة الصالات."

ومن دون شك، تجلى شعار Football Unites The World في هذه القصة، فرغم أن عزيز وأوكريم يقطنان مع بعض في أستراليا، وكلاهما من المغرب، فلم يجمعهما مع بعض إلا كرة القدم وبطولة كأس العالم لكرة الصالات أوزبكستان 2024FIFA ™، وشغفهما بكرة القدم والمنتخبات المغربية.