سيستفيد الدوري الموريتاني الممتاز هذا الموسم من تقنية حكم الفيديو المساعد
استُخدمت هذه التقنية للمرة الأولى في المباراة بين فريقي لكصر والحرس الوطني في 14 سبتمبر/أيلول
تحقَّق هذا الهدف بفضل مساعدة برنامج FIFA Forward
دخلت كرة القدم الموريتانية حقبة جديدة في تاريخها، بعد أن استخدمت تقنية حكم الفيديو المساعد للمرة الأولى في الدوري الموريتاني الممتاز، في نواكشوط، على ملعب شيخا ولد بيديا، بمناسبة موقعة فريق الحرس الوطني بمواجهة فريق لكصر. وقد تكللت هذه التجربة بالنجاح. وبهذه المناسبة، صرّح جمال السفير المدير التنفيذي للاتحاد الموريتاني لكرة القدم قائلاً: "إطلاق تقنية حكم الفيديو المساعد هو إنجاز تاريخي في مسار تطوير كرة القدم الموريتانية، بل هو نتيجة التزام تعهّد به رئيس الاتحاد السيد أحمد يحيى أمام الجميع في فبراير/شباط الماضي، واضعاً نصب عينيه هدفاً واضحاً وهو الاستجابة إلى جميع مطالب FIFA بهدف إطلاق تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد بصورة رسمية في 14 سبتمبر/أيلول 2024، في المباراة الافتتاحية لموسم 2024-2025" . وبذلك تُقلب الصفحة على فصل تاريخي مليء بالأحداث، تخلله مجهود كبير على المستوى التكنولوجي وكذلك على مستوى تدريب الحكام وقد انتهى بقصة النجاح هذه. أما بالنسبة للحكام وتقنيّي حكم الفيديو المساعد، فقد زخرت سنة 2024 بأحداث كثيرة من منتديات وورش عمل استعداداً للاختبار النهائي الذي خضعوا له في شهر أغسطس/آب بإشراف خبراء FIFA.
ولا يخفى على أحد أنّ الاتحاد الموريتاني لا يألُ جهداً لتطوير كرة القدم، فهو يبذل كلّ ما بوسعه في هذا المجال، واعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد في الوقت المناسب هو ثمرة هذا العمل الجهيد. وبحسب ما قاله جمال السفير، فإن الهدف من هذه التقنية هو "تعزيز المساواة في بطولاتنا عبر تحسين التكاليف بهدف ضمان استدامة المشروع في موريتانيا والاستفادة منه." واستكمالاً للنجاح الذي عرفه في أقطار العالم كافة، كان لبرنامج FIFA Forward مساهمة كبيرة في هذا المشروع الضخم إذ خصص له مبلغ 120 ألف دولار أمريكي عن طريق FIFA. وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستثمار بالتكنولوجيا الرقمية وتزويد الحكام بتقنية الفيديو المساعد هو من الأهداف الاستراتيجية التي وضعها رئيس FIFA لدورة 2023-2027.
وقد أضاف جيلسون فيرنانديز، مدير قسم FIFA الإقليمي المعني بالاتحادات الوطنية الأفريقية لكرة القدم: "تُرفع القبعة أمام رغبة الاتحاد الموريتاني لكرة القدم بتطوير اللعبة والارتقاء بها نحو درجات الامتياز، وهذا ما يجسّده رئيس الاتحاد السيد أحمد يحيى بقيادته الحكيمة." وأضاف: "لقد تعاون الاتحاد الموريتاني لكرة القدم تعاوناً وثيقاً مع الجهات المختصة في FIFA لإطلاق هذا المشروع، ونحن مسرورون جداً بنجاح مساعيه". وقال مايكل بيلي، مدير مشروع تقنية الفيديو المساعد في FIFA: "لقد بذل فريق مشروع تقنية الفيديو المساعد في موريتانيا جهودًا كبيرة لضمان تلبية جميع متطلبات المشروع والاستفادة من تجربة FIFA في دعم تنفيذ تقنية الفيديو المساعد في الاتحادات الأعضاء الأخرى". "نتطلع إلى مواصلة دعمهم أثناء تنفيذهم رسميًا لتقنية الفيديو المساعد في مبارياتهم التنافسية".
تقنية VAR في موريتانيا
وبعد اعتماد هذه التكنولوجيا، انضمّت موريتانيا إلى صفوف الدول الأفريقية التي سبقتها في هذا المجال، على غرار تونس والمغرب ومصر. وقد خضع 12 حكماً للتدريب المناسب ليجيدوا استخدام هذه التكنولوجيا، ويصبحوا مؤهلين لتحكيم البطولات الدولية على غرار السيد دحان بيده الذي كان الحكم الرابع في نهائي البطولة كرة القدم الأولمبية للرجال في ألعاب 2004، والتي جمعت بين منتخبي إسبانيا وفرنسا. وتابع جمال السفير قائلاً: "هذا المشروع هو نتيجة العمل المضني للاتحاد الموريتاني لكرة القدم الذي قام بتحليل منظومة حكم الفيديو المساعد في أفريقيا والعالم، وطلبات العروض ذات الصلة، وتدريب الحكام، وإعداد فرق البثّ والفرق التقنية والتنسيق بين كافة الجهات الفاعلة في هذا المشروع، وقد أثار نجاح هذا المشروع موجة واسعة من الإثارة والفرح في البلاد والقارة بأكلمها. وهذا الإنجاز هو مدعاة فخر للاتحاد الموريتاني لكرة القدم ولموريتانيا ولأفريقيا قاطبة."