شارك أكثر من ألف متطوع يوم أمس في احتفال خاص بالدوحة
تحدث موقع FIFA.com إلى ثلاثة أفراد مميزين بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين
لم شمل بين أم وابنها بمساعدة من حركة مشجعي FIFA
تم الاحتفاء بحرارة، يوم أمس، باليوم الدولي للمتطوعين في بطولة كأس العرب FIFA قطر ٢٠٢١™. وكانت كلمة "دولي" هي الكلمة المفتاح، في ظل مشاركة 92 جنسية مختلفة في برنامج هذه البطولة. وكان الأحد، يوم عطلة وسط جدول زمني مزدحم لدور المجموعات، فرصة مثالية للإعراب عن الشكر والامتنان لـ 5 آلاف متطوع أثبتوا، ولا يزالوا، أنهم "شريان الحياة" لهذه البطولة، على حد تعبير رئيس FIFA، جياني إنفانتينو. وقد تجسد هذا التقدير من خلال احتفال بهيج تخلله توزيع الحلويات والمشروبات، وسط التقاط الصور مع كأس العرب FIFA. واجتمع أكثر من ألف متطوع في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات للمشاركة في الاحتفالات، وكان بينهم أم وابن مميزان للغاية. وكانت الأولى قد تحدثت إلى موقع FIFA.com في وقت سابق من الأسبوع، إذ حكت لنا بحماس تأثير التطوع على حياتها ولم الشمل الوشيك - بعد ثلاث سنوات - مع ابنها الأصغر.
وأوضحت الزيمبابوية، روفارو شيندالو، كيف لمّت كأس العرب FIFA شملهما، بعد أن تقدم ابنها، كوندي، بطلبه ليكون أحد المتطوعين الدوليين في المسابقة. وكانت تلك اللحظة التي طال انتظارها في المطار، والتي أمضت شهوراً تحلم بها، على مستوى كل آمالها وتطلعاتها. إذ قالت روفارو مبتهجةً: "لقد كانت لحظة لا تُصدّق"، مضيفةً "لم يكن من السهل عليه الوصول إلى هنا - لم يتمكن في مناسبتين من تحقيق ذلك بسبب القيود المفروضة على السفر في بلده - وبدأت يساورني القلق. ولكنه في المحاولة الثالثة، نجح في الوصول إلى قطر. أودّ أن أشكر FIFA والأشخاص الموجودين هنا في قطر الذين ساعدوه كثيراً للوصول إلى هنا. وتابعت قائلةً: "بلغ العشرين من العمر الشهر الماضي، وأخذت معي 20 وردة إلى المطار للترحيب به في البلاد. لقد كانت لحظة عاطفية للغاية. ولمّ شمل جميل. لقد كبر كثيراً منذ أن رأيته آخر مرة - إنه أطول مني الآن! (تضحك) عندما رأيته قلت لنفسي 'هل هذا حقاً ابني؟'".
من جهته، قال كوندي مبتهجاً: "لقد كنت سعيداً جدا لرؤيتها مرة أخرى"، مضيفاً "لقد مرّ وقت طويل، وكنت أتطلع إلى ذلك عندما تقدمت بطلبي لأكون متطوعاً دولياً. لقد قدمت طلبي بفضل والدتي". بيد أن رؤية روفارو مرة أخرى لم يكن السبب الوحيد الذي ألهمه، وإنما كلماتها المثيرة والإيجابية للغاية حول فوائد التطوع. فبعد أن تحدثت عن كيف حولتها التجربة من "ريقة إلى فراشة"، كانت المعلمة السابقة - المتخصصة في لغة الإشارة - متحمسة لرؤية ابنها يجني الفوائد ذاتها. وفي هذا الصدد، قالت متحمسةً: "العمل التطوعي يعلمك الكثير من المهارات الحياتية"، مضيفةً "صحيح أنك تعطي من وقتك، لكنك تحصل على الكثير في المقابل. وسيكون هذا رائعاً بالنسبة له من حيث اكتساب مهارات من قبيل اتخاذ القرارات وإدارة الوقت وتأكيد الذات والتفاعل مع الثقافات الأخرى. سيصبح شخصاً أفضل بفضل التطوع".
تمثل حركة المشجعين
تتولى روفارو قيادة فريق في إدارة القوى العاملة في استادي الجنوب والمدينة التعليمية، بينما تم تعيين كوندي في دعم المشجعين في استادي الثمامة ورأس أبو عبود. ونفس الدور الذي يركز على الدعم تضطلع به متطوعة أخرى بكل حماس: نسيمة بوليط. وكانت المغربية جزءً، في احتفالية الأمس، من ثلة واسعة، لا تمثل أسرة المتطوعين فحسب، بل وحركة مشجعي FIFA. وقالت بوليط (الصف الخلفي، أقصى اليمين في الصورة أعلاه): "هذه في الواقع أول بطولة لي كمتطوعة - انضممت إلى حركة المشجعين قبل التسجيل - وأنا أستمتع بالتجربة أكثر مما كنت أتخيله"، مضيفةً "إنها تجربة خاصة بالنسبة لي لأنها أول بطولة كأس العرب FIFA، لذا فهي تظاهرة كبيرة بالنسبة لمنطقتنا، وبطبيعة الحال، يشارك فيها منتخب بلدي. إنهم يلعبون بشكل جيد أيضاً! (تضحك)". وبالفعل، فإن المغرب يقدم عروضاً قوية، وقد ينجح في العودة بالكأس إلى أرض الوطن. ولكن بغض النظر عن أداء أسود الأطلس في دور المجموعات، فإن بوليط - على غرار صديقيها وزميليها الزيمبابويين - متيقنة من أنها ستحمل معها من كأس العرب FIFA ذكريات لن تفارقها. وقالت مبتسمةً: "إنها تجربة اجتماعية رائعة"، مضيفة "لقد قابلت بعض الأصدقاء هنا من حركة المشجعين الذين لم أشاهدهم من قبل إلا في مكالمات (Zoom). فحركة المشجعين تشبه العائلة وهذا ينطبق على المتطوعين أيضاً. إنها تجربة لن أنساها أبداً".