يُعتبر العراق أحدث بلد يدخل التصنيف العالمي للسيدات FIFA/Coca-Cola
بذلت الدولة الواقعة في الشرق الأوسط جهوداً كبيرة لتطوير اللعبة
لعب FIFA Forward دوره في هذه العملية
شهد يوليو/تموز 2023 بداية حقبة جديدة لكرة القدم للسيدات في العراق. فبمساعدة برنامج FIFA Forward، نظمّ الاتحاد العراقي لكرة القدم بطولة لكرة الصالات شارك فيها 140 لاعبةً من عشرة فرق في مدينة دهوك. لكن هذا الحدث التاريخي كان مجرّد خطوة أولى في استراتيجية FIFA الشاملة لزيادة مشاركة السيدات في كرة القدم ومنح الفتيات من مختلف أنحاء البلاد الفرصة لممارسة اللعبة. وقالت الدكتورة رشا طالب، عضوة اللجنة التنفيذية للاتحاد العراقي لكرة القدم "لقد بدأنا بكرة الصالات، لكن هدفنا هو بناء الجسور التي ستقود السيدات في النهاية إلى كرة القدم من 11 لاعبةً." والآن، وبعد أقل من عام، تم تحقيق هذا الهدف، كما يتضح من إدراج المنتخب الوطني في نسخة مارس/آذار من التصنيف العالمي للسيدات FIFA/Coca-Cola.
وقالت مهاجمة المنتخب الوطني سارة سرهنك "إن دخول العراق في التصنيف بالمركز 172، كان حدثاً مهماً ودليلاً ملموساً على التقدم الذي حققته كرة القدم للسيدات في بلادنا. يمتلك العراق الآن مكاناً على خريطة كرة القدم للسيدات. وهذا التصنيف يمنحه المزيد من الرؤية والاعتراف على المستويين المحلي والدولي." وتتابع قائلة "سوف يحفز ذلك الناس على دعمنا ويشجع المزيد من الفتيات والسيدات على لعب كرة القدم. يُمكن أن يوفّر ذلك أيضاً المزيد من الفرص للمشاركة في البطولات الدولية والتقدّم، فضلاً عن الاقتراب قليلاً من المساواة بين الجنسين في مجال الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص."
الهدف النهائي هو توفير المواهب للمنتخبات الوطنية في جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الكبار.
على أية حال، لم يدخر الاتحاد العراقي لكرة القدم أي جهد في تطوير اللعبة. وعلى وجه الخصوص، فقد كان وراء إنشاء بطولات متعددة في جميع الفئات العمرية. وأوضحت الدكتورة رشا طالب "خلال هذه الفترة الانتقالية، قمنا بوضع نظام تحكم إلكتروني لإدارة المسابقات في كل مرحلة. يضمن هذا النظام الالتزام باللوائح المطبقة على الأندية المشاركة واللاعبين والاتحاد والحكام." ونظراً لعدم رغبة العديد من النساء العراقيات في لعب كرة القدم - أو حتى عدم قدرتهن - لأسباب لوجستية أو بسبب الافتقار إلى البنية التحتية، فقد كانت كرة الصالات بمثابة بديل لهن منذ فترة طويلة. وعلى الرغم من وجود جسور بين كرة الصالات وكرة القدم من 11 لاعبة، ومع وجود عدد قليل من اللاعبات القادرات على اللعب دولياً في كلا المجالين، فقد كان الاتحاد حريصاً على عدم وضع كل البيض في سلة واحدة.
وأوضحت الدكتورة طالب "تختلف كرة الصالات وكرة القدم المكونة من 11 لاعبةً بشكل كبير في العديد من النواحي ولا يوجد بها سوى القليل من أوجه التشابه. تهدف خطتنا الإستراتيجية الحالية إلى التمييز بين لاعبات كرة الصالات ونظيراتهن ممن يلعبن كرة القدم من 11 لاعبة على جميع المستويات، بما في ذلك الدوريات المحلية والوطنية." وأضافت "من خلال توسيع قاعدة اللاعبين، هدفنا هو إنشاء مجموعة قوية من المواهب القادرة على الأداء الجيد في المنتخبات الوطنية في كلا المجالين. هذا النهج يضمن التطوير المتخصّص والتميّز في كل مجال." التعطّش للنجاح والإمكانات موجودة، وسارة سرهنك خير مثال على ذلك. مدفوعة برغبة لا يُمكن كبتها للعب كرة القدم، اضطرت اللاعبة الدولية الجديدة إلى مغادرة وطنها قبل بضع سنوات بسبب قلة الفرص. ولمنح نفسها الفرصة لتعيش شغفها على أكمل وجه، ذهبت إلى أسبانيا لتلعب في نادي ديبورتيفو إل كامبيلو، نادي الهواة الذي لا تزال تمثّله حتى اليوم. ومع انطلاق كرة القدم للسيدات أخيراً في العراق، فقد عادت الآن، إذا جاز التعبير، وهي مستعدة للدفاع عن ألوان بلدها.
وقالت اللاعبة التي انضمت مؤخراً إلى المنتخب الوطني "تم استدعائي للمنتخب الوطني في يناير/كانون الثاني 2024 للمشاركة في بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم في جدة بالمملكة العربية السعودية. كنت أشعر بالفخر لأنني قادرة على تمثيل بلدي مع المنتخب الوطني، على الرغم من أنني أيضاً أسعى جاهدةً لرفع علم بلدي عندما ألعب في أسبانيا. لقد كنت أمارس اللعبة منذ 15 عاماً ولا أستطيع الانتظار لاكتشاف الفرص التي يحملها لي المستقبل!" تملك سارة آمال كبيرة وتأمل بوضع الخبرة التي تكتسبها في أسبانيا بخدمة منتخبها الوطني حيث قالت "أعتقد أن لدي مستقبل مشرق في كرة القدم. أنوي مواصلة المشاركة في البطولات مع المنتخب الوطني، وتحسين أدائنا على الساحة الدولية وكسب قلوب جماهيرنا."
من جانبه، يسعى الاتحاد العراقي لكرة القدم جاهداً لضمان عدم اضطرار لاعبيه للسفر إلى أسبانيا أو إلى أي مكان آخر لتحقيق شغفهم بكرة القدم. فبالإضافة إلى إنشاء الدوريات المذكورة، يعتزم الاتحاد كما كشفت الدكتورة طالب إلى "إنشاء منتديات وأكاديميات للترويج لكرة القدم في جميع مناطق البلاد وتوسيع نطاق اختيار اللاعبات." وأضافت الدكتورة طالب "تُعالج هذه المبادرة المشكلة الحاسمة المتمثّلة في نقص اللاعبات. الهدف النهائي هو توفير المواهب للمنتخبات الوطنية في جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الكبار." على الرغم من انضمامه مؤخراً إلى التصنيف العالمي للسيدات FIFA/Coca-Cola، فإن كل الدلائل تشير إلى أن المنتخب العراقي للسيدات موجود ليبقى.