جياني إنفانتينو ونجيب ميقاتي يعقدان محادثات حول فرص تطوير اللعبة في لبنان
ساعدت استثمارات برنامج FIFA Forward في إصلاح أربعة ملاعب في البلاد مؤخراً
مع تقدم كرة القدم النسائية بوتيرة متسارعة أصبح التركيز منصباً كذلك على تطوير لعبة السيدات في المستقبل
عقد رئيس FIFA جياني إنفانتينو اجتماعاً في نيويورك مع فخامة رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، حيث تباحث الطرفان آخر المستجدات المتعلقة بكرة القدم في البلاد وسُبل التخطيط للدورة المقبلة من مسلسل التطوير المستمر للعبة بهذه الدولة الواقعة في غرب آسيا.
كما كان اللقاء فرصة لاستعراض بعض القضايا الجيوسياسية والتطرق إلى كرة قدم السيدات، مع تسليط الضوء على طبيعة لبنان الخلابة واستحضار المحنة التي عاشها مواطنوه بسبب أزمة السيولة المستمرة، وتم الاتفاق على أن يواصل FIFA ولبنان العمل بشكل وثيق في المستقبل لاستخدام كرة القدم كأداة للدفع بعجلة التغيير إلى الأمام.
وكان لبنان في طليعة البلدان المستفيدة من برنامج كرة القدم للمدارس FIFA، وهو الذي أطلق مشروعه التجريبي الثاني عام 2019 بحضور الرئيس إنفانتينو وعدد من أساطير FIFA.
وبعد المحنة المالية التي تكبدها اللبنانيون منذ ذلك الحين، أصبح بإمكان البلد أن يتطلع إلى كرة القدم لتحقيق جزء من الانتعاش المنشود، حيث استفاد الاتحاد اللبناني لكرة القدم مؤخراً من دعم برنامج FIFA Forward لتمويل إصلاح أربعة ملاعب، إذ بات بإمكان عشاق الساحرة المستديرة في البلاد استعادة بعض من المتعة الكروية التي كانوا متعطِّشين لها.
“وأوضح الرئيس إنفانتينو في اجتماعات عُقدت على هامش جلسات المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "من خلال برنامج FIFA Forward، عملنا دائماً مع الاتحاد اللبناني لكرة القدم في سبيل النهوض بالبنية التحتية وكذلك زيادة شعبية رياضتنا في هذا البلد، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه".
يُذكر أن الملاعب الأربعة المذكورة تستضيف حالياً مباريات الدوري الوطني وبطولة الكأس المحلية فضلاً عن مباريات السيدات والفتيات ومسابقات أخرى ضمن فئات الشباب، علماً أن ثلاثة من تلك الملاعب تقع في العاصمة بيروت أو بالقرب منها، بينما يوجد الرابع في زغرتا.
هذا ويحتل منتخب لبنان للسيدات حالياً المركز 137 في التصنيف العالمي للسيدات FIFA/Coca-Cola ولم يتأهل بعد إلى أي نسخة من بطولة كأس العالم للسيدات FIFA أو كأس آسيا للسيدات، لكنه احتل بالمقابل المركز الثاني في نسخة 2022 من بطولة اتحاد غرب آسيا للسيدات بعد أن حلَّ ثالثاً عام 2019، مما يبعث إشارات إيجابية على إمكانية تأهله لأول مرة إلى إحدى البطولات الدولية الكبرى في المستقبل القريب.
كما تشهد كرة القدم اللبنانية تقدماً ملحوظاً على مستوى الناشئات، حيث تزامن ذلك مع بزوغ نجم نادي سـوبـر غـيـرلـز (Super Girls)، الذي تأسس عام 2019 ويضم أول أكاديمية لكرة القدم للفتيات في جنوب لبنان، علماً أنه يزخر بمجموعة من المواهب الشابة التي شكلت نواة المنتخب الوطني الفائز بنسخة 2023 من بطولة اتحاد غرب آسيا للفتيات تحت 16 سنة، ويبدو أنه سيكون الخزَّان الرئيسي للمنتخب الأول في السنوات المقبلة.
وناقش رئيس FIFA ورئيس الوزراء اللبناني التطور الإيجابي لكرة قدم السيدات في البلاد، إذ اتفق الطرفان على العمل معاً وبشكل فعَّال لدعم هذا المسار التصاعدي، حيث يواصل FIFA السعي إلى تحقيق هدفه المتمثل في إشراك 60 مليون امرأة وفتاة في اللعبة بحلول نهاية عام 2026.
وقال الرئيس إنفانتينو في هذا الصدد: "نريد أن نرسي أسساً متينة انطلاقاً من الزخم الذي تم تحقيقه خلال البطولة المقامة مؤخراً، والتي تُعتبر أكبر وأفضل نسخة في تاريخ كأس العالم للسيدات FIFA. فما رأيناه على أرضية الملعب خلال تلك البطولة يجب أن يكون مصدر إلهام حقيقي للفتيات والنساء في جميع أنحاء العالم لكي يمارسن كرة القدم، وهذا ينطبق على لبنان أيضاً، إذ بالعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة والاتحاد اللبناني لكرة القدم، سيتسنى لـ FIFA تقديم يد المساعدة في سبيل تطوير لعبة السيدات في البلاد وفي سائر أنحاء المنطقة".