يعمل الفريق المعني بالثقافة على ضمان اعتراف حقيقي بالتنوع الثقافي والانخراط والتفاعل مع الجماهير خلال كأس العالم للسيدات FIFA 2023™
يتألف فريق العمل من ست سيدات: ثلاث من أستراليا وثلاث ماوريات من أوتياروا نيوزيلندا
تُقام الاحتفالات بالأسبوع الوطني للسكان الأصليين وسكان الجزر في أستراليا خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 9 يوليو/تموز، بينما تشهد أوتياروا نيوزيلندا إحياء ذكرى ماتاريكي في 14 من الشهر ذاته
للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم للسيدات FIFA™، يتزامن تنظيم البطولة مع تشكيل فريق معني بالجوانب الثقافية في مبادرة أثبتت نجاحها بما لا يدع أي مجال للشك، نظراً لما حققه الفريق من إنجازات إيجابية. ويحمل الفريق المعني بالثقافة اسم " First Sisters of Country – whānau by sea and sky" (الشقيقات الأوائل في البلاد)، وتتمثل مهمته في إرشاد منظمي البطولة في كل ما له علاقة بالجوانب الثقافية، وهو يتألف من ست سيدات: ثلاث أستراليات من السكان الأصليين وثلاث ماوريات من أوتياروا نيوزيلندا. ويُسخّر فريق العمل هذا خبرات عضواته ومعارفهن لتقديم المشورة والحرص على الاعتراف والاحتفاء بالسكان الأصليين وحضارة الماوري خلال البطولة، وتجنب طمس هويتهم الثقافية. وبهدف الاحتفال بالتنوع الثقافية والهويات الفريدة للشعوب الأصلية وشعوب تانغاتا وينوا، وإبراز مكانة مجتمعاتهم، يعمل الفريق المعني بالثقافة على ضمان اعتراف حقيقي بالتنوع الثقافي وإدماج بروتوكولات ذات صلة بالجوانب الثقافية خلال فترة البطولة. ومع اقتراب موعد انطلاق نهائيات أستراليا وأوتياروا نيوزيلندا 2023، تُقام الاحتفالات بالأسبوع الوطني للسكان الأصليين وسكان الجزر في مختلف أنحاء أستراليا، حيث يمثل هذا الحدث احتفالاً سنوياً مهماً، علماً أنه يكتسي قيمة أكبر هذه السنة بينما يتطلع الكثير من سكان هذا البلد المشارك في تنظيم البطولة إلى تسليط الضوء على هذه القضية من منظور رياضي قبل انطلاق نسخة 2023 من الحدث الكروي الأبرز على صعيد السيدات. أما ماتاريكي، فهو الاسم الماوري لمجموعة النجوم (الثريا) التي تتراءى إيذاناً بحلول السنة الماورية الجديدة، التي يُحتفى بها من خلال أحداث وفعاليات تعمُّها البهجة والسلام والوئام. فاعتباراً من عام 2022، خُصصت للمرة الأولى عطلة رسمية بمناسبة حلول ماتاريكي التي تتزامن هذا العام مع يوم الجمعة 14 يوليو/تموز، أي قبل ستة أيام فقط على انطلاق البطولة في أوكلاند/تاماكي ماكوراو.
وفي خضم ذلك، أعلنت إدارة المنتخب الأسترالي مطلع هذا الأسبوع عن ضم لاعبتين من السكان الأصليين في قائمة الفريق، وهما ليديا ويليامز وكيا سيمون، علماً أنه سبق لهذه الأخيرة أن هزت المرمى في العرس الكروي العالمي لتصبح أول شخص أسترالي من السكان الأصليين يهز الشباك في الحدث الكروي الأبرز، على صعيد الرجال والسيدات على حد سواء. يُذكر أن هاتين اللاعبتين أكدّتا مراراً على أهمية التراث المحلي والخلفية الثقافية في تشكيل هوية كل منهما.
ويضم فريق العمل من بين عضواته الدكتورة كارين مينزيس، التي كانت أول امرأة من السكان الأصليين تلعب بقميص منتخب ماتيلداس عام 1983، وقد تم اختيارها عام 2021 لتكون ضمن أعضاء أول مجموعة استشارية وطنية معنية بقضايا السكان الأصليين في الاتحاد الأسترالي لكرة القدم.
كما شهدت الاحتفالات بالأسبوع الوطني للسكان الأصليين وسكان الجزر الكشف رسمياً عن لوحة جدارية بطول 80 متراً وهي تمثل عملاً فنياً مستوحى من ثقافة السكان الأصليين ودور المرأة في الرياضة، وذلك في دُورين غاردنز، أحد مواقع التدريب المخصَّصة للبطولة. وتُعد هذه الجدارية نموذجاً من الفن المستوحى من تراث السكان الأصليين، علماً أن ثقافة السكان الأصليين والماوري حاضرة بقوة في الهوية البصرية للبطولة وجميع الأحداث والاحتفالات والفعاليات المرتبطة بها.
يُمكن للمشجعين الاطلاع على العمل البارز الذي أنجزه الفريق المعني بالثقافة، حيث تم استخدام أسماء الأماكن التقليدية في المنشورات والبيانات والمقالات المتعلقة بالبطولة، وإبراز اللغة الماورية في اللافتات باعتبارها أحد ثوابت الهوية المعترف بها وطنياً. كما تشمل عناصر الهوية البصرية التي اشتغل عليها فريق العمل رفع أعلام السكان الأصليين والعلم الوطني الماوري في ملاعب البطولة، ناهيك عن إقامة فعاليات ثقافية خلال مراسم ما قبل ركلة البداية ودخول الفرق إلى أرضية الملعب، علماً أن حفل الافتتاح سيشهد حضوراً قوياً للجوانب الثقافية والتراثية من حضارة السكان الأصليين. وعلاوة على ذلك، حقق الفريق المعني بالثقافة إنجازات بارزة أخرى من قبيل الاعتراف وطنياً في كلا البلدين ببطولة يتنافس فيها أبناء وبنات شعوب السكان الأصليين والماوري. هذا بالإضافة إلى تشجيع بطولتنا على الاستثمار في المشاريع التجارية داخل مجتمعات السكان الأصليين والماوري، مع الحرص على إقامة العديد من الأنشطة الثقافية البارزة الأخرى.
وفي هذا الصدد، قالت رئيسة قسم الاستدامة، الدكتورة شيلا نغوين "من المهم أن تتفاعل جهات تجارية خارجية قلباً وقالباً مع شعوب السكان الأصليين والماوري وأن تسترشد بقادة من تلك المجتمعات في هذه النسخة من البطولة التي ستكون فريدة من نوعها، من المهم إسماع أصوات لها قيمتها وأهميتها، فطالما كانت مجتمعات السكان الأصليين والماوري هي الوصية على هذين الشعبين الأصليين، وإنه لمن دواعي فخرنا وشرفنا أن نسترشد بالفريق المعني بالثقافة الذي يحمل اسم "First Sisters of Country – whānau by sea and sky". وختمت "إنه لمن دواعي سرورنا وشرفنا أن نرحب بالمشجعين القادمين من مختلف أنحاء العالم ونحن نقف جنباً إلى جنب مع الأطراف الوصية على الشعوب الأصلية في البلدين المستضيفين، وكلنا فخر ونحن نستقبل بأذرع مفتوحة كل من يُكِنُّ لكرة القدم نفس القدر من الحب الذي نُكنه لها."
وبدوره، رحَّب فريق العمل بالجميع للاحتفاء معاً بالبطولة في أستراليا وأوتياروا نيوزيلندا في بيئة يسودها الاحترام والوئام. وفي هذا الصدد، قالت عضوات الفريق المعني بالثقافة "بصفتنا نساء قويات وفخورات بالانتماء إلى بلدنا، لدينا التزام اجتماعي وجسدي ووجداني للحفاظ على ثقافتنا وحماية وطننا وصونه والحفاظ عليه. ثقافتنا هي عربون هويتنا، لأنها تربطنا بعائلاتنا ومجتمعنا وطقوسنا ولغتنا وتجعلنا على صلة بأجدادنا وأرضنا وأنهارنا وسواحلنا. " وأضافت "إذ نرحب بـFIFA وجميع الدول المشاركة، فإننا نطالب باحترام بلداننا وأرضنا وسواحلنا وشعوبنا الأصلية باعتبارهم أوصياء على هذه الأرض. فمن خلال احترام بلداننا، فإن ’ليان/ماوري‘ أو الروح - قوة الحياة في أراضينا - ستُرشدُكم وتعتني بكم خلال مقامكم هنا، لأن الأمرين مترابطان فيما بينهما."