يوم تاريخي لكرة القدم الموريتانية
افتتاح أولى أكاديميات FIFA للمواهب في أفريقيا على الإطلاق
سيتم توسيع ملعب شيخا بيديا وتجديد مَرافقه بفضل دعم برنامج FIFA Forward
كان يوم الثلاثاء 25 فبراير/شباط يوماً كروياً تاريخياً في موريتانيا، إذ شهد محطتين مفصليتين على مستوى تطوير الساحرة المستديرة، حيث شهدت البلاد افتتاح أول أكاديمية FIFA للمواهب في أفريقيا على الإطلاق، بالإضافة إلى وضع حجر الأساس لتوسيع ملعب شيخا بيديا وتحديث مَرافقه بدعم من برنامج FIFA Forward.
وبهذه المناسبة، رحّب الاتحاد الموريتاني لكرة القدم في العاصمة نواكشوط بالعديد من الشخصيات التي تمثل عالمي السياسة وكرة القدم الدولية.
وتوجّه رئيس FIFA جياني إنفانتينو إلى الحضور برسالة عبر الفيديو قال فيها "يُشكِّل افتتاح أكاديمية FIFA للمواهب في موريتانيا لحظة فارقة بالنسبة للمواهب الشابة في البلاد." وأضاف الرئيس في إشارة إلى برنامج التنمية الكروية الذي ساعد أكثر من 200 اتحاد وطني منذ إطلاق المشروع في فبراير/شباط 2022 "والعقل المدبّر وراء هذا المشروع الاستثنائي هو مدير قسم FIFA المعني بتطوير كرة القدم حول العالم أرسين فينغر. من شأن هذا المشروع نقل كرة القدم إلى آفاق عالمية جديدة من خلال رفع المعايير حول العالم، ومنح الفتيان والفتيات فرصة للعب كرة القدم، ولربما التنافس على الساحة العالمية."
أنا سعيدة جداً لوجودي هنا في هذه الأكاديمية، لأن الأكاديمية تسمح لنا بالتقدّم والتطور وتعلمنا أشياء كثيرة وتوفر لنا العديد من الفرص هنا.
التطوير والتعليم
من جهته، قال رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم أحمد يحيى "يشرِّفنا وجود هذه الأكاديمية في موريتانيا. إنها رصيد بغاية الأهمية بالنسبة لنا لأنها ستنجب لاعبين سيرفعون مستوى الدوري المحلي ومنتخباتنا الوطنية، وكذلك ستقوم بإعداد خبراء يحسّنون من صورة البلاد." ومن شأن المَرافق الحديثة في الأكاديمية والمدرِّبين المحليين الذين سيقوم بإعدادهم خبراء FIFA الفنيون توفير بيئة مثالية لنجوم البلاد الشباب من أجل صقل مهاراتهم. كما ستخلق في الوقت نفسه إطاراً تعليمياً يُركّز على تنمية المواهب الفردية، وتشجيع اللاعبين على تبني قيم تعود عليهم بالنفع مدى الحياة.
وفي هذا الصدد، قال سلمان ساس أحد مدربي المواهب لدى FIFA "شعارنا هو ’منح فرصة لكل موهبة‘. ويتمثّل الهدف بتطوير وتدريب المواهب حتى يصبح أصحابها عناصر في المنتخبات الوطنية، مع أمل بأن يتحوّلوا مستقبلاً إلى أساطير في القارة. إننا نتعامل مع أشخاص يافعين، وتطوير المهارات الشخصية من خلال كرة القدم هو أمر مهم، كونه يسمح لنا بتطوير قيم أساسية كالمسؤولية والاحترام والتواضع. وهذا جانب بغاية الأهمية."
أكاديمية (FIFA للمواهب) لا تُساعدنا فقط في لعب كرة القدم، بل تعلمنا أيضاً قيماً مهمة، مثل التواضع والعمل الجاد والتميّز كل يوم.
ملعب محدَّث وطموحات جديدة
سيكون بوسع المواهب الشابة الملتحقة بالأكاديمية أن تلعب يوماً ما في ملعب شيخا بيديا، الذي حظي باستثمار من برنامج FIFA Forward 3.0 بلغت قيمته حوالي 2.9 مليون دولار أمريكي. وبفضل عملية التحديث هذه، تضاعفت القدرة الاستيعابية للمدرجات من 8 آلاف إلى 16 ألف متفرِّج، وهو ما يعزز من طموحات البلاد باستضافة فعاليات رياضية كبيرة. وقال إنفانتينو بمناسبة توسعة الملعب "نتطلّع إلى أن يكون هذا الملعب مصدراً إضافياً لإلهام اللاعبين الشبان في أكاديمية FIFA للمواهب في موريتانيا، الذين لربما يرتدوا يوماً ما (قميص) المنتخب الوطني."
إطلاق أكاديمية FIFA للمواهب في موريتانيا
وأضاف إنفانتينو "تُسلِّط هذه التزكية من FIFA الضوء على الطموحات المتزايدة لموريتانيا في عالم كرة القدم، إذ تأهلت البلاد إلى كأس الأمم الأفريقية عام 2019، وذلك للمرة الأولى في تاريخها. وفي نسخة 2023، قطعت البلاد شوطاً إضافياً ببلوغ أدوار خروج المغلوب." وقال رئيس الاتحاد الوطني للعبة "سيُغيّر هذا من مشهد كرة القدم في البلاد لأنه ملعب حديث. وسيكون رائعاً مع توافر كافة مَرافق FIFA و(تطبيق) المعايير الدولية. إنه صرح رفيع المستوى، والفضل فيه يعود إلى مقارَبة FIFA الذكية، التي أطلقها الرئيس جياني إنفانتينو، لإحداث ثورة في كرة القدم في أفريقيا وحول العالم." من جانبه قال، مدير قسم FIFA المعني بالاتحادات الأفريقية الأعضاء ونائب الرئيس التنفيذي لقسم الاتحادات الوطنية جيلسون فيرنانديز "إنه يوم يسوده الفخر. يُثبت توسيع هذا الملعب التزام FIFA بتطوير البنية التحتية في أرجاء موريتانيا، وهو ما سيساعدنا على التحضير للمستقبل."
نموذج يُحتذى به
وقالت الرئيسة التنفيذية لقسم إدارة كرة القدم جيل إيليس "إنني على قناعة أن بإمكاننا أن نجعل ما تشهده موريتانيا نموذجاً يُحتذى به لاتحادات وطنية أخرى لإظهار مدى الفائدة التي ينطوي عليها برنامج كهذا. قد يتطلّب الأمر بعض الوقت حتى تنضج الأمور، ولكننا نأمل أن يُشكل هذا مصدر إلهام لدول أخرى في المنطقة من خلال إحداث نقلة نوعية تُظهر ما هو متاح بفضل التعاون مع FIFA بطريقة ملموسة." وبذلك، أصبحت موريتانيا نموذجاً رائداً للتطوير والحوكمة الرشيدة خلال السنوات الأخيرة، كونها اتّخذت خطوات نوعية وشاركت في برامج FIFA. وختم إنفانتينو كلمته بالفيديو قائلاً "أدركتُ مدى شغف موريتانيا بكرة القدم عندما زرتُ هذه البلاد الجميلة عام 2021، وقد أدهشتني عزيمتكم على إتاحة الرياضة للجميع. آمل أن تستمتعوا بهذه المناسبة التاريخية، وأتمنى لكم كل التوفيق. فلنمنح سوياً فرصة للمواهب الموريتانية."