قبل البرنامج، لم تكن سيتلهوكو تعرف ما الذي ستتعلمه. قالت: "اعتقدت أنها ستكون مثل أي دورة أخرى حيث تتدرب وتعود ويمكن أن تدرب أشخاصاً آخرين. ولكن عندما بدأت الدورة، أدركت أنها كانت أكثر تركيزاً علينا كقادة وعلى مواقعنا القيادية".

وإلى جانب مواضيع مثل التواصل الفعال مع الموظفين، وأسس القيادة الجيدة، وبناء الثقة والمصداقية، أجرى المشاركون أيضاً اختباراً للشخصية قالت سيتلهوكو إن الهدف منه كان "مساعدتنا على فهم أنفسنا بشكل أفضل كقادة وكيف لنا أن نكون أكثر كفاءة في مواقعنا القيادية الحالية". وأضافت سيتلهوكو البالغة من العمر 40 عاماً: "نظر الاختبار في ردود الفعل العاطفية، وأنماط التعامل الشخصي، والانفتاح على التغيير، وأخلاقيات العمل. وقد ساعدنا كل ذلك على إدراك نقاط القوة والضعف لدينا وكيف يمكننا تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة".

ترى سيتلهوكو أن إحدى نقاط قوتها تتمثل في شخصيتها، مما يتيح لها أن تُسمع في عالم كرة القدم الذي يهيمن عليه الرجال. فمنذ عام 2019 وهي تشغل منصب مدير كرة القدم للسيدات في الاتحاد الوطني لبلدها، وتتمتع بخبرة سنوات عديدة في تدريبات اللياقة البدنية، وتدريب فرق كرة القدم، وإدارة الرياضة في الاتحاد وفي برامج تطوير الشابات.

تقول: "كنت أعمل مع فرق الرجال قبل الانضمام إلى اتحاد كرة القدم. كنت مدربة من قبل، ومدربة لياقة بدنية، حتى في فرق الدوري الممتاز. كنت أعمل مع الرجال، وهو أمر سهل بالنسبة لي. أعرف الآن كيفية المناورة وإحداث تأثير. حتى إذا كانت هناك تحديات أو مصاعب تواجهني، فإنني دائماً أجد طريقة للتعامل مع المشكلات وحلها. خلال الدورة، تعلمت كيفية التعامل مع الشخصيات المختلفة عند الرجال الذين أعمل معهم وكيف أكون ذكية بما يكفي لأتمكن من العمل معهم بطريقة معينة وإحداث تأثير في كل ما أفعله".

لقد أحدثت سيتلهوكو تأثيراً بالتأكيد. فعندما تولت هذا المنصب لأول مرة، كان هناك 47 فريقاً نسائياً في بوتسوانا. وبحلول عام 2022، ارتفع هذا الرقم إلى 66 فريقاً يلعبون في الدوري، مع وجود ما يصل إلى 132 فريقاً مسجلاً حالياً. وبالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء خمسة مراكز خصيصاً للفتيات في بوتسوانا لتشجيع المزيد منهن على لعب كرة القدم وبناء الأسس لمستقبل ناجح.

تقول سيتلهوكو: "أنا متحمسة لتطور كرة القدم النسائية في بلدي. نتطلع العام المقبل إلى تقسيم الدوري إلى شمال وجنوب لأول مرة على الإطلاق حتى نتمكن في عام 2025 من إقامة أول دوري ممتاز للسيدات في بوتسوانا. إنها خطوات صغيرة تستند إلى استراتيجيتنا واركانها الأربعة. أنا مهتم بالتغييرات وإحداث تأثير في بلدي. أحب كرة القدم وأحب ما أفعله".

ولتنفيذ أهدافها، من الأهمية بمكان بالنسبة إلى "تشولو" أن تكون الفتيات قدوة أكبر في كرة القدم، حيث تلعب النساء في المناصب القيادية دوراً حاسماً في ذلك. وهي تقول: "نحتاج إلى رؤيتهن في المناصب القيادية لكي نومن بأنفسنا ونغير هذا التصور ونقول ’يمكن للفتيات والنساء أيضاً لعب كرة القدم مثل الرجال’. ففي إفريقيا خصوصاً، التصور العام هو أن على المرأة أن تكون في المطبخ وأن تقوم بأعمال أخرى. لكن يمكنك أن ترى الآن أننا نغير التصورات، ولدينا المزيد من النساء اللواتي يشكلن قدوة للآخرين. لدينا المزيد من الأصوات التي تدافع عن النساء الأخريات وتدعو إلى أخذ كرة القدم النسائية على محمل الجد ومنحها نفس التمويل".

وهذا بالضبط ما يهدف إليه برنامج FIFAلقيادة المرأة في كرة القدم، أي تدريب النساء، وتعزيز مركزهن، وإنشاء شبكة لهن في كرة القدم. واختتمت سيتلهوكو قائلة: "إنه برنامج رائع. تحصل فيه على الدعم وتتواصل مع نساء أخريات. هذه الدورة تجعلنا نتواصل وتفتح عقولنا على الكثير من الأشياء وتجعلنا على دراية بأشياء مختلفة في حياتنا المهنية".