استهل منتخب جنوب السودان مشواره في تصفيات كأس العالم للسيدات البرازيل 2027 FIFA™ بمواجهة نظيره الجزائري على ملعب جوبا الوطني، الذي خضع مؤخراً لإصلاحات شاملة بتمويل من FIFA. وقد تم افتتاح الملعب في يونيو/حزيران الماضي خلال حفل حضره رئيس FIFA جياني إنفانتينو، ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ورئيس اتحاد جنوب السودان لكرة القدم أوغستينو باريك.

وكان الفوز من نصيب الفريق الزائر بخماسية نظيفة في هذه المباراة التي بمثابة المحطة الأولى في المشوار المؤهل إلى البرازيل 2027، أول بطولة لكأس العالم للسيدات FIFA™ تُقام في أمريكا الجنوبية، بينما تغلّبت غامبيا على النيجر 2-0 في المباراة الأخرى. وتسعى المنتخبات الأربعة إلى نيل إحدى التذاكر الـ 11 المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية للسيدات، والتي ستقام في المغرب عام 2026، إذ ستنال الدول الأربع المؤهلة إلى نصف النهائي في المسابقة القارية شرف تمثيل أفريقيا في كأس العالم للسيدات البرازيل 2027 FIFA™، وقد تنضم إليهما دولتان أفريقيتان أخريان عبر بطولة الملحق، التي تكون المشاركة فيها بناءاً على أداء كل فريق في بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2026.

وفي هذا الصدد، قالت مديرة قسم FIFA المعني بكرة القدم للسيدات ساراي باريمان "نحن سعداء بانطلاق المنافسات الكروية في القارة الأفريقية هذا الأسبوع، حيث بدأت معها عملية تحديد المنتخبات الـ 32 التي ستمثل دولها من مختلف القارات بكل فخر واعتزاز في كأس العالم للسيدات البرازيل 2027 FIFA™." وأضافت "لقد كانت بطولة كأس العالم للسيدات 2023 FIFA™ بالفعل لحظة فارقة للعبة السيدات في أفريقيا، التي تأهلت ثلاثة من منتخباتها إلى ثمن النهائي لأول مرة، ومن بينها المنتخب المغربي الوافد الجديد على البطولة، علماً أن تلك الدفعة من شأنها أن تمهد الطريق لمشوار تأهيلي مثير، ليس فقط في أفريقيا وإنما في بقية أنحاء العالم."

يُذكر أن منتخب جنوب السودان للسيدات انضم إلى التصنيف العالمي للسيدات FIFA/Coca-Cola في ديسمبر/كانون الأول 2021. ورغم أنه لم يعد مُصنَّفاً منذ ذلك الحين، إلا أن كرة القدم للسيدات في الدولة تسير الآن بمسار تصاعدي. وكانت جنوب السودان، التي يعود تاريخ استقلالها إلى عام 2011، أول دولة تستضيف مشروع FIFA للنظافة المتعلقة بالدورة الشهرية وتوعية الفتيات والسيدات اللواتي يمارسن اللعبة، وهو مشروع تجريبي أُطلق في فبراير/شباط 2022 بالتعاون مع اتحاد كرة القدم المحلي، وذلك بهدف توفير منتجات صحية للفتيات والنساء في جنوب السودان، علماً أن 70% منهن لم تكن لديهن في السابق الإمكانيات أو الوسائل الكافية للحصول عليها، مما يضمن لهن القدرة على الذهاب إلى المدرسة بانتظام وممارسة الرياضة دون أن تشكل لهن الدورة الشهرية أي عائق لتحقيق ذلك، ناهيك عن مساهمة هذه المبادرة في زيادة الوعي بهذه القضية في كافة أوساط المجتمع.

كما أصبح ملعب جوبا الوطني متاحاً لمختلف المنتخبات الوطنية التي تمثل جنوب السودان، وذلك بعد الإصلاحات الشاملة التي طرأت عليه بفضل تمويل من FIFA، حيث خُصص له ما يناهز 5.1 ملايين دولار أمريكي من برنامج FIFA Forward التنموي، الذي يدعم مشاريع البنية التحتية للاتحادات الوطنية المنضوية تحت مظلة FIFA، وذلك منذ إطلاقه عام 2016، بينما ساهم صندوق FIFA لمكافحة جائحة كوفيد 19 بحصة قدرها 1.8 مليون دولار، علماً أن هذا التمويل مكَّن اتحاد جنوب السودان لكرة القدم من تجهيز أربع غرف لتبديل الملابس ومقاعد للبدلاء ومنصة إعلامية ومناطق لكبار الشخصيات ومَرافق أخرى، حيث أصبح الملعب يتسع لما لا يقل عن 7 آلاف متفرج.

وأوضح مدير قسم FIFA المعني بالاتحادات الأفريقية الأعضاء جيلسون فرنانديز قائلاً "اتحاد جنوب السودان يتقدّم بسرعة هائلة وهذا البلد يزخر بمواهب استثنائية. نريد منهم أن يستمروا على هذا المنوال من خلال إتاحة منصة للأطفال من أجل إبراز مهاراتهم عبر المسابقات المحلية والبنية التحتية، لأن ملعب جوبا أصبح الآن بمثابة العصب المركزي للحياة الرياضية في جنوب السودان والمنطقة برمتها."