نظم FIFA وCONCACAF دورة تكوينية في كندا
الدورة جعلت كل اتحاد يتوفر على مسار تكويني بحلول كأس العالم FIFA ٢٠٢٦™
ستيفن مارتينز: "لا يوجد حل سريع لتطوير المواهب. الأمر يتطلب الصبر والاستثمار المستدام"
بعد إسدال الستار أمس عن منافسات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، التي انصب عليها تركيز عالم كرة القدم برمّته، يحوّل قسم تطوير كرة القدم العالمية لدى FIFA أنظاره إلى النسخة التالية. ففي عام ٢٠٢٦، سيتم تنظيم الحدث العالمي من قبل ثلاثة بلدان من CONCACAF: الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. وقد تم تحديداً على الأراضي الكندية عقد ندوة حول مسار تطوير مكوني المدربين لـ FIFA. وبعد تحقيق التأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم منذ عام ١٩٨٦ بالنسبة لمنتخب الرجال، ولقب أوليمبي تاريخي في عام ٢٠٢١ بالنسبة لمنتخب السيدات، تستفيد كندا اليوم من نجاعة برامج التطوير لدى الاتحاد الكندي لكرة القدم، بدعم من FIFA و CONCACAF، لكن جميع الاتحادات الأعضاء لا تستفيد من نفس الموارد، لذلك يعتزم FIFA، انسجاماً مع رؤية الرئيس جياني إنفانتينو للفترة ٢٠٢٠-٢٠٢٣، دعم كل هذه الاتحادات.
وفي هذا الصدد، قال مدير قسم تطوير كرة القدم العالمية لدى FIFA، ستيفن مارتينز: "إنه برنامج هائل، مصمم على المقاس لكل اتحاد عضو، حيث نعمل من خلاله في ظل التدابير الملائمة للجميع، وعلى المدى الطويل. رسالتنا الرئيسية تتمثل في أنه لا يوجد حل سريع لتطوير المواهب. فالأمر يتطلب الصبر والاستثمار المستدام وروح الالتزام"، مضيفاً "في مسار تطوير مدربيFIFA ، نعمل مع أشخاص يمكنهم تطوير مدربين في بلدانهم".
بلد واحد، مسار واحد
"أوضح مارتينز قائلاً: "المسار الذي نقترحه على البلدان الثلاثة المضيفة لكأس العالم ٢٠٢٦ هو ضمان وجود عدد كافٍ من مكوني المدربين رفيعي المستوى لضمان حصول جميع الأطفال والشباب الذين يمارسون رياضتنا، من الفتيان والفتيات، على مدرب ممتاز وتجربة رائعة"، مضيفاً "طموحنا هو أنه بحلول عام ٢٠٢٦، عندما تقام نهائيات كأس العالم هنا، يجب أن يكون لكل بلد في العالم مساره في تكوين المدربين". وبعد الجلسات الأولى عبر الإنترنت خلال السنوات الأخيرة، واصل المكونون الكنديون دوراتهم خلال هذه الندوة التي نُظمت في مونريال من ٢٤ إلى ٢٨ أكتوبر/تشرين الأول، والتي كانت فرصة للمشاركين ليس لتحسين مهاراتهم فحسب، بل أيضاً لتبادل معارفهم مع خبراء FIFA ومع زملائهم.
مسار تطوير مكوني المدربين يواصل التطور في كندا
"أكدت كوني مارشال، المكونة المتحدرة من مقاطعة أونتاريو، قائلةً: "من خلال قدرتي على التفاعل مع المكونين الآخرين، وخاصة أطر FIFA الذين دعموني كثيرًا، فقد طورت نفسي ليس كمكونة مدربين ومطورة مكونين فحسب، وإنما أيضاً كشخص. وأنا أثمن حقاً التشبيك الذي تمكنت من الاستفادة منه طوال هذا البرنامج"، مضيفة بخصوص الهدف الشخصي الذي حددته لنفسها: "بصفتي المكونة الوحيدة في مقاطعتي، أدركت أنني بحاجة إلى توسيع دوري من خلال تشجيع النساء الأخريات على أن يصبحن مكونات". وبالنسبة لجيسون دي فوس، مدير التطوير لدى الاتحاد الكندي، فإن هذا التعاون مع الهيئة المنظمة لكرة القدم العالمية ضروري لاتخاذ خطوة أخرى إلى الأمام في جودة التكوين. واعتبر المدافع الكندي الدولي السابق أن "الخبرة التي يجلبها FIFA كرائد في الرياضة حول العالم هي جانب رئيسي في نقل تكوين المدربين إلى مستوى آخر في بلدنا"، مضيفاً أن "القدرة على العمل مع خبرائه يمكن أن يشمل جميع أنحاء البلاد لتكوين المزيد من مطوري المدربين في كندا، والذين سيقومون، بالتالي، بتكوين المزيد من المدربين. لذا فهذه فرصة مثيرة لنا، ونحن ممتنون للغاية لانخراط FIFA وريادته في هذا المجال".
مسؤولية فنية واجتماعية
تأمل الولايات المتحدة، بصفتها البلد المنظم الآخر لأم البطولات في عام ٢٠٢٦، أيضاً في الاستفادة من البرنامج على جميع المستويات. وقال دان راسل، المدير الرئيسي لتطوير الرياضة في الاتحاد الأمريكي: "نرى أن ٢٠٢٦ فرصة حقيقية لتوسيع نطاق الولوج إلى رياضتنا وتحسين تطوير المدربين، والتأثير في نهاية المطاف، على المزيد من اللاعبين"، مضيفاً "لذا، فإن التوفر على المزيد من المدربين الأفضل جودة سيمكن المزيد من اللاعبين الأفضل جودة من التمتع بخبرات أفضل، والبقاء لفترة أطول في رياضتنا". بيد أن انخراط FIFA لا يقتصر على البلدان المستضيفة لكأس العالم ٢٠٢٦. فمن خلال تنفيذ البرنامج في المنطقة، ستستفيد جميع الاتحادات الأعضاء في CONCACAF من هذا التعاون. وأكد جيسون روبرتس، مدير التطوير لدى CONCACAF ومهاجم جرينادا السابق، قائلاً: "لا ينبغي ترك أحد خلف الركب. نحن نعلم أنه مع وجود مكونين بأفضل جودة، سيكون لدينا مدربون بجودة أفضل يعملون مع أفضل اللاعبين، ومن المهم أن تلعب CONCACAF دورها في هذا المسار". وتابع المهاجم السابق، الذي لعب، على وجه الخصوص، في أندية بلاكبيرن، وويجان وريدينج، في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالقول إن "كأس العالم ٢٠٢٦ هي ’النجم القطبي‘ للجميع. وبالطبع، هناك كرة قدم، فهي أكبر عرض في العالم"، قبل أن يختم حديثه قائلاً: "ولكن بصرف النظر عن ذلك، هناك فرصة لنا لتحقيق تأثير جماعي، ليس على المستوى الفني فحسب، وإنما أيضاً على مستوى المسؤولية الاجتماعية، مما يضمن وجود المزيد من فرص الوصول إلى كرة القدم للشباب والمدربين والإداريين، وكذا مواصلة كرة القدم تغيير العالم من خلال إظهار ما يمكنها فعله وكيف يمكنها تغيير المجتمعات في البلدان".