برنامج كرة القدم من أجل المدراس، الذي أطلقه FIFA ومنظمة اليونيسكو سنة 2019، يهدف إلى تيسير ولوج الأولاد والبنات إلى كرة القدم في العالم بأسره وذلك من خلال إدماج أنشطة مرتبطة بكرة القدم في المناهج الدراسية. وانسجاماً مع رؤية رئيس FIFA جياني إنفانتينو 2020-2030 الرامية إلى جعل كرة القدم لعبة عالمية، فقد تم إطلاق البرنامج بشكل فعلي في كل مناطق العالم. ومنذ بضعة أيام، انضم بلد جديد لقائمة البلدان المستفيدة من البرنامج بعد إطلاقه في جزر القمر، الذي أصبح أول بلد في المحيط الهندي وثالث بلد في منطقة أفريقيا الجنوبية لكرة القدم (COSAFA) يشارك في البرنامج. وعلى مدى يومي 30 و31 يناير/كانون الثاني الماض، نظم اتحاد جزر القمر لكرة القدم فعاليات لإطلاق البرنامج على أرضه. وعلى الرغم من الصعوبات اللوجستيكية التي تتعلق بالتنقل إلى هذا الأرخبيل، فقد حل 40 مدرباً للمدربين من الجزر الثلاث الرئيسية في القمر للمشاركة في دروس دعم الكفاءات التي قدمها مدربو FIFA.

على المدى البعيد، يتمثل الهدف من البرنامج تمكين كل مدرب من تمرير خبرته والمعارف التي اكتسبها لمواطنيه، حتى يتمكن أكبر عدد من الأطفال ومن المدارس من الاستفادة من البرنامج على امتداد ثلاث جزر هي القمر الكبرى وموهيلي وأنجوان. وقد صرح حميد محمد، الأمين العام لاتحاد جزر القمر لكرة القدم، الذي كان من بين الشخصيات الهامة التي حضرت فعاليات إطلاق البرنامج قائلاً: ”إن اتحاد جزر القمر لكرة القدم ينضم بقناعة تامة لهذا البرنامج الذي يطمح إلى تشجيع كفاءات وقيم الحياة من خلال ممارسة كرة القدم، وذلك عبر المساهمة في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وأهداف جزر القمر الصاعدة.“

وإلى جانب السيد محمد، كان من بين الحضور كذلك كل من الرئيس بالنيابة لاتحاد جزر القمر لكرة القدم، السيد يوسف إيجهادي، ووزير التعليم القمري، السيد يوسف تقي الدين، ووزير الرياضات، السيد سالم ألاوي، وتسع أعضاء من اللجنة التنفيذية لاتحاد جزر القمر لكرة القدم، وممثلون عن الجزر الثلاث في الأرخبيل وسفراء كل من جنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وفرنسا وتانزانيا. لكن أهم الحاضرين كانوا بلا شك الأطفال الذين سيستفيدون من مجهودات FIFA واتحاد جزر القمر لكرة القدم بشكل يومي في مدارسهم. وقد تقدم لأرضية ميدان ملعب موروني 130 طفلاً، منهم 50 طفلة، للمشاركة في الورشات، بينما احتفل معهم مئات من الأطفال الآخرين الذي حفت بهم مدرجات الملعب وخلدوا الحدث من خلال صور الاحتفالات التي تمكنوا من استعراضها.

هذه الأجواء الاستثنائية تؤكد الشغف الكروي الذي يستأثر بجزر القمر الذي تعزز منذ سنوات بفضل النتائج الطيبة لمنتخبها الوطني. فمنذ انضمامه لFIFA سنة 2005، عرف المنتخب المُلقب بمنتخب أسماك الكهوف الشوكية، أو أسماك "سيلكانث»، تحسناً ملحوظاً ومنتظماً في ترتيبه في تصنيف FIFA العالمي، بل تمكن سنة 2021 الظفر ببطاقة تأهله للمرة الأولى في تاريخه لكأس أمم إفريقيا FIFA. وقد صرح أنطونيو بوينانيو سانشيز، مدير برنامج كرة القدم من أجل المدارس التابع لFIFA قائلاً: ”إن شغف كرة القدم في جزر القمر هائل والالتزام وإرادة التعلم من المدربين الذي شاركوا في ورشة دعم الكفاءات مدهش.“ وأضاف: ”نعتقد أن برنامج كرة القدم من أجل المدارس سيكون له أثر هام في الجزر الثلاث.“ من جانبه أكد السيد محمد قائلاً: ”بالنسبة لاتحادنا، يأتي انطلاق هذا البرنامج في وقت ممتاز. ذلك أنه يتمم ويدعم مجموع المبادرات التي ترصدها الإدارة التقنية الوطنية لاتحاد جزر القمر لكرة القدم، عبر المهرجانات وبرامج البراعم FIFA.“ وأضاف: ”يجب التأكيد على توافق رؤية اتحادنا مع رؤية برنامج كرة القدم من أجل المدارس الذي نشهد انطلاقته اليوم. إن ملاءمته تتناسب مع خطتنا الاستراتيجية والخطط المتعلقة بالمبادرات المناسبة للوزارتين في ما يتعلق حماية الطفولة.“