رغم أن تتويج البطلات سيتم في أغسطس/آب المقبل، إلا أن إرث كأس العالم للسيدات FIFA 2023™ سيبقى حاضراً وملموساً على الدوام في الدولتين المضيفتين أستراليا وأوتياروا نيوزيلندا،
ويعود الفضل في ذلك إلى التحسينات التي شهدتها البنية التحتية لكرة القدم من ملاعب ومواقع تدريب.
ومن بين أبرز عمليات التجديد التي شهدها البَلدان هي تلك الخاصة بمعسكرات المنتخبات والتي تم تجهيزها للمرة الأولى بتاريخ كأس العالم للسيدات للفرق المشارِكة، والتي يشمل كل منها فندقاً وموقع تدريب قريب، بالإضافة إلى 20 موقعاً تدريبياً ملحقاً بالملاعب (موقعان لكل ملعب مضيف لمباريات البطولة)، وتسعة مواقع تدريبية احتياطية (موقع في كل مدينة مضيفة). وقد أشرف FIFA على تجديد وتحديث أكثر من 50% من هذه المنشآت الرياضية.
وعن ذلك، قال إرني هاسيلسيو، مدير مواقع التدريب: "شكّلت استضافة أستراليا ونيوزيلندا لأكبر وأعرق حدث رياضي للسيدات فرصة عظيمة،
إذ حظينا بدعم حكومي من المجالس الاتحادية والمحلية ومجلس الولايات للنهوض بالبنية التحتية في مواقع التدريب التي نستخدمها. كما تم للمرة الأولى تأسيس مجموعة إرث، بحيث يعمل FIFA جنباً إلى جنب مع الاتحادين الأسترالي والنيوزيلندي لكرة القدم لتحديد ما بوسعنا القيام به لإدخال تحسينات على (منشآت) كرة قدم السيدات وما يجلبه ذلك من فرص".
استفادت من برنامج الإرث أندية مختلفة، الصغيرة منها والكبيرة، بالإضافة إلى تنوعها على أصعدة عدة، فمنها مؤسسات لفئة البراعم أو أندية في الدوري المحلي أو حتى ملاعب أندية احترافية منها ملعب سنترال كوست، وهو مقر المنتخب الإنجليزي خلال البطولة، بحيث سيكون هذا الملعب مقر نادي سنترال كوست مارينرز، أحدث المنضمين إلى الدوري الأسترالي للسيدات في وقت لاحق من هذا العام.
وإلى الشمال من البلاد، استفاد من تنظيم البطولة نادي بريزبان لايونز العريق، الذي أنجب العديد من ألمع المواهب الكروية في البلاد، سواء من الرجال أو السيدات،ويُعتبر هذا النادي إرثاً لموجة الهجرة الأوروبية إلى أستراليا عقب الحرب العالمية الثانية، حيث أسسه مهاجرون هولنديون قدِموا إلى البلاد عام 1957، وقد تمكن من ترسيخ مكانته الكروية بخوض منافسات الدوري الوطني لكرة القدم بشكل مشرف، وغير اسمه إلى بريسبان رور (بعد أن كان في السابق كوينزلاند لايونز).
ومن بين عمليات التجديد التي خضع لها الملعب، تحديث غرف تبديل الملابس لتكون مناسبة للجنسين.
وعن عملية التجديد هذه، قال روب سكانلون، المدير العام لنادي بريزبان لايونز: "الإرث هائل للرياضة في المجتمع المحلي. فمع كل بطولة كبيرة، يجب أن تكون هناك فائدة ما تعود على الرياضات المحلية. ولذلك فقد كان من المهم بالنسبة لنا - نحن المنخرطون في الرياضة على المستوى المحلي - أن تتضافر جهود FIFA وحكومة ولاية كوينزلاند لتوفير بنية تحتية أكثر قوة لأنديتنا، إذ من الأهمية بمكان أن تترك البطولة مثل هذا الأثر الدائم على المجتمع المحلي".
أما مدرب منتخب نيجيريا راندي والدروم، فقد قال: "عندما وصلنا إلى هذه المنشأة للمرة الأولى للتدريب، أثارت المَرافِق إعجابي. فطريقة تجهيز غرف تبديل الملابس للاعبات، ووجود صورة كل لاعبة على خزانتها، جعلتهن يشعرن أنهن مميزات.
كما أن غرفة اللياقة البدنية وأرضية الملعب، كلها بحالة ممتازة. إنها منشأة مذهلة، بكل صراحة. كوني أمريكي وزرتُ الكثير من المَرافق الرياضية في بلادي، فإن هذا المكان يزخر بجودة أي منشأة أخرى زرتها. لقد قام FIFA والنادي بعمل رائع لتحضير المكان من أجلنا".
لا يقتصر إرث البطولة واستفادة المجتمعات المحلية على المدن المضيفة، ففي أوتياروا نيوزيلندا، هناك ثلاث مدن غير مضيفة لمباريات البطولة، ولكنها مقر لمعسكرات المنتخبات المشاركة، وهو ما سيعود بالفائدة أيضاً على مجتمعاتها المحلية.
ذلك أن المنشآت الكروية التي تم تحديثها في ملعب نيوتاون بارك في ويلينغتون/تي وانغانوي-آ-تارا تحوّلت إلى مركز مؤقت لإيواء المتضررين من الحرائق الضخمة التي تعرّضت لها المدينة مؤخراً.
أما نادي مانغيري سنتر بارك في أوكلاند/تاماكي ماكاوراو، فقد استفاد من تحديث مَرافقه بعد أن أتى حريق على غرف تبديل الملابس، التي تم تجديدها وأصبحت الآن مناسبة للجنسين، بالإضافة إلى تجديد نظام الإضاءة، والغرفة الداخلية، واستحداث أرضيات لعب ذات قاعدة رملية.
وعن ذلك، قال عمران محمد، رئيس اتحاد مانغيري سنتر بارك الرياضي: "من الرائع بالنسبة لاتحادنا أن نستفيد من منشأة رياضية تحقق المعايير الدولية في أقصى جنوب أوكلاند.
توجد في منطقة مانغيري جالية كبيرة من المحيط الهادئ، وهم منخرطون في الكثير من الرياضات، ولكن ليس بقدر اهتمامهم بكرة القدم. أنشأنا أول فريق لكرة قدم السيدات العام الماضي، ولدينا الآن فريقان. أقمنا شراكة مع أندية محلية مثل، مانوكاو سيتي ومانوكاو يونايتد وأوتاهوهو، وساوث أوكلاند رينجرز. ولذلك نأمل أن تستفيد كل هذه الأندية من المنشأة، ونيّتنا أن نحوّلها إلى مركز لكرة قدم السيدات".
أما منتخب البرتغال، الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى، فقد اتخذ من منشأة مانغيري مقراً له. وقالت عن ذلك قائدة الفريق دولوريس سيلفا: "أعتقد أن [فوائد إرث البطولة] مهمة للغاية. إنها خطوة إضافية للأمام بالنسبة لكرة قدم السيدات، وأنا على قناعة أن بإمكان بطولة كأس العالم تغيير الكثير،
فهي ماضية قُدماً في تغيير نظرة الناس للعبة، وتُظهر للعالم أجمع أن السيدات قادرات على لعب كرة القدم وتحقيق كل ما يصبون إليه. وكسيدة، أنا فخورة جداً لكوني جزء من هذه البطولة، وأساهم في دفع الناس للاستمرار بالاستمتاع بكرة القدم وبمغامرتنا هذه".