الثلاثاء 18 أكتوبر 2022, 07:00

المدراء الفنيون يناقشون الريادة في ”العالم الجديد للعمل“ في دولة الهندوراس

  • نظمت الإدارة الفنية لـ FIFA دورة من ثلاثة أيام في الهندوراس

  • كان على جدول أعمال الدورة دور المدير الفني في ”العالم الجديد للعمل“

  • أكد العديد من المشاركين على أهمية خلق شبكة جهوية للمدراء التقنيين

انعقدت آخر دورة FIFA للريادة الفنية بالهندوراس من 13 إلى 15 من أكتوبر/تشرين الأول. وقد حاول المشاركون أن يجيبوا على أسئلة من بينها: ”كيف يمكن تعريف الريادة في العالم الجديد للعمل؟“ وعلى الرغم من أن السؤال يطال مجالات عديدة خارج محيط كرة القدم، إلا أن المدراء الفنيين للاتحادات الـ21 الأعضاء في أمريكا الجنوبية والوسطى عكفوا على البحث عن جواب لهذا السؤال ضمن مجال تخصصهم. وقد أوضح جامي هوشن، المسؤول عن الريادة الفنية لـ FIFA والذي أشرف على تنظيم الدورة في مدينة سان بيدرو سولا: ”إن عالم العمل تغير بشكل جذري خلال السنوات الأخيرة وقد طال هذا التغيير حتى المدراء الفنيين الذين يعملون في الاتحادات الأعضاء. إن تشجيع المشاركين على التفكير في الاتجاهات التي تشكل في الوقت الحالي طريقة العمل وفي الأثر الذي تعود به هذه الطريقة على أسلوب الريادة كان تجربة مغنية بالفعل.“

وقد أقر جميع المشاركين نفس الملاحظة، بغض النظر عن حجم أو أهمية اتحاداتهم الأعضاء، مثل المكسيك وانجيلا. وعلى مدى ثلاثة أيام، غطى خبراء التنمية الفنية عدداً من المواضيع المرتبطة بالريادة مثل الحاجة إلى التأقلم والتغير، الأصالة، النزاهة، الشفافية، بالإضافة إلى إعادة التفكير في الريادة على أنه عملية دينامية وليس على أنها منصب أو هدف أو معنىً.

مجال مُبتَكَر ومُلهِم من التّعَلُّم

“وتابع هوشن، الذي يرأس القسم الذي نظم في الهندوراس الدورة السادسة لندوة الريادة الفنية لـ FIFA لسنة 2022، بعد تنظيم دورات مماثلة في كل من كولومبيا وإنجلترا والكويت ومصر وغانا: ”بفضل العديد من المهام المرتبطة بالتشخيص والتفكير - على المستوى الفردي والجماعي - فقد أفلح كل مدير فني في أن يغادر الدورة وهو يحمل معه فكرة أفضل عن مهاراته وقدراته، وعما يمكنه أن يزيد من فعاليته إلى أقصى حد وما يمكنه تحسينه.“

وقد ذكّرَ ويلفريد كوزمان، نائب رئيس اتحاد الهندوراس لكرة القدم، في معرض مداخلته الافتتاحية للدورة، بأهمية تقوية الريادة داخل اتحاده. وقال: ”إن هذه الريادة التي ستكون موضوع تدخل القائمين على الدورة لها جذور مختلفة تمتح من الانهمار المتواصل للمعارف، والتي كان لها نتائج جد إيجابية.“ وأضاف:

”في مجال كرة القدم، يطور المدير الفني نفسه ليصير رائداً على منوال أساتذتنا في مدرسة المدربين. ويصير هؤلاء رواداً في التكوين الجيد للاعبين، في أي فئة من فئات كرة القدم. إن هذا الدور مهم جداً في ازدهار كرة قدمنا. وهذا ما يفسر قرار FIFA الحكيم بأن ينظم مثل هذه الدورة حول هذا الموضوع الذي يكتسي أهمية حساسة وحاسمة.“ من جهتها أكدت خبيرة FIFA الفنية جاين لودلو على أهمية هذه الدورة وانعقادها في المنطقة: ”أنا مسرورة لمشاركتي ضمن فريق الإدارة بـ FIFA ولهذه الفرصة التي مكنتنا من أن نوفر للمدراء الفنيين بـ CONCACAF بيئة مبتكرة وملهمة للتعلم.“ كما أكدت على: ”فرصة التعلم بين الثنائيات التي أتيحت بين المدراء الفنيين، الذين يحملون على عاتقهم التأثير على تطوير اللعبة على كافة المستويات داخل اتحاداتهم الأعضاء.“

التعاون بين خبراء المنطقة

تشغل لوسيا ميخاريس، وهي وجه نسائي آخر كان حاضراً في الدورة ويمثل رمز نجاعة استراتيجية كرة قدم للسيدات في FIFA، منصب مديرة فنية داخل الإتحاد المكسيكي لكرة القدم. لقد تمكنت من اكتشاف فرص التعاون بين الخبراء في المنطقة: ” كانت المشاركة في الدورة تجربة غنية حيث ساد الاحترام والتعاطف وتقاسم المعارف وكما توقفنا عند الوسائل التي يمكن من خلالها حل المشاكل.“

وأضافت: ”لقد سمح FIFA بإرساء مجتمع محكم الأواصر من المدراء الفنيين على المستوى المنطقة وسلط الضوء على الهدف الحقيقة للرائد الفني داخل اتحاداتنا الأعضاء والذي يتمثل في إلهام وقيادة الآخرين من أجل بناء كرة قدم المستقبل في بلداننا.“ وبالحديث عن المستقبل، فإن أندريه ووه، المسؤول عن تطوير CONCACAF في منطقة الكراييبي، يراه بنظرة متفائلة بفضل الدروس التي استفادها من الدورة التي استضافتها الهندوراس. وقد صرح في هذا الصدد قائلاً: ”لم يتوقف إعجابي فقط عند محتوى الدورة، بل تخطاها إلى جودة ما قدم بها. إن المقاربة العملية التي أولت الأهمية للجانب التطبيقي والاعتماد على وضعيات تطبيقية وعلى التعاون أكثر من المعلومات النظرية أضفى على عملية التّعلُّم معنى ملموساً أكثر.“ وأضاف: ”من الواضح أنه تم تصميم الأيام الثلاثة للدورة بشكل جعلها أكثر صعوبة بغرض إرباك السير المعتاد للأمور وإخراج الحاضرين من مساحة راحتهم.“ وفي نهاية الدورة، تم إشراك أكثر من 50 بالمائة من المدراء الفنيين للاتحادات الأعضاء في برنامج الريادة الفنية لـ FIFA لسنة 2022، والذي يروم تطوير استيعاب أكبر لقدرات الرائد الضرورية لكي يؤدي المدير الفني بدوره بشكل أكثر نجاعة.