تواجه منتخبا كوستاريكا والبرتغال في مباراة ودية
مدربا المنتخبين يشكلان ثنائيا يجمع بين مدربة بموجهها في إطار برنامج FIFA للمدربات والموجهين
"أميليا إنسانة ذكية جدا ومدربة رائعة"
في الوهلة الأولى، تبدو المواجهة بين منتخبي البرتغال وكوستاريكا للسيدات مباراة ودية عادية جدا. بينما تمكنت كوستاريكا مسبقا من ضمان تأهلها إلى نهائيات كأس العالم للسيدات FIFA أستراليا ونيوزيلندا ٢٠٢٣، يواصل منتخب البرتغال تحضيراته لدور الملحق الذي سيقام في فبراير/شباط وكله طموح للظفر بإحدى المقاعد الثلاثة الأخيرة في النهائيات العالمية. وعند إمعان النظر يتضح أن الأمر يتعلق هنا بمباراة خاصة جدا، فبوجود فرانسيسكو نيتو (البرتغال) في جانب وأميليا فيلالوبوس (كوستاريكا) في الجانب الآخر، تقف مدربة طموحة في مواجهة موجهها في إطار برنامج FIFA للمدربات والموجهين. وهذه العلاقة تمخضت عنها مباراة ودية مهمة لكلا الفريقين. وباعتباره من المشاريع الثمانية التي تندرج ضمن برنامج FIFA للتطوير الخاص بالسيدات، فهو يهدف إلى تطوير ودعم جيل جديد من المدربات يحظى بإشراف وتوجيه فردي من قبل مدرب متمرس في كرة القدم النسائية.
"خلال مقابلة شخصية في أكتوبر/تشرين الأول بدت فالفيردي متحمسة للغاية إذ قالت "أعتقد أن الأهم هو أن أستفيد من كل تجاربه. كثيرا ما يلعب (مع فريقه) ضد منتخبات جيدة للغاية. وإنه لشرف لي أن أكون طرفا في عملية التطوير هذه وأن يكون هو موجهي". وأضافت "إنه يملك خبرة كبيرة مع منتخب أوروبي شارك في العديد من أقوى المسابقات القارية وأشدها احتداما. ولقد كان يشارك يوميا في هذه العملية". ويشرف نيتو منذ عام 2014 على منتخب البرتغال للسيدات ولديه أكثر من 100 مباراة دولية في مشواره التدريبي. وتحت قيادته تمكنت كتيبة البرتغالية النسائية من التأهل لأول مرة في تاريخها إلى بطولة كبرى عندما ضمنت حضورها في بطولة أوروبا للسيدات 2017. وفي هذه الفترة حققت البرتغال قفزة عملاقة في التصنيف العالمي للسيدات FIFA/Coca-Cola عندما صعدت من المركز 41 التي كانت تحتله عام 2014 إلى الرتبة 23 التي توجد فيها حاليا. وأوضح المدرب الوطني البالغ من العمر 41 سنة "يمكنني أن أتعلم أشياء كثيرة من أميليا". وتابع قائلا "وضعي في البرتغالي هو شبيه جدا بوضعها في كوستاريكا. لقد تعلمت معها الكثير من الأمور. فكل من المنتخبين يتطور في اتحاده القاري، لكن المنتخبات الكبيرة تختلف قليلا عن المنتخبات الكبيرة الموجودة في اتحادها القاري. لكنني أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح. فالمشاكل التي علينا مواجهتها هي نفسها، وهذا يجعل التواصل أسهل بيننا، لأن كل واحد منا يعرف واقع الآخر. لقد كان هذا مهما للغاية بالنسبة لي، لأن أميليا أخبرتني بالكثير من الأشياء المهمة".
وعلى أرض الملعب، تفوق الموجه مع فريقه في ملعب نادي ألفيركا بهدف دون رد ضد المدربة الصاعدة من كوستاريكا. وكان هدف المباراة الوحيد من تسجيل اللاعبة جيسيكا سيلفا في الدقيقة 82. التي منحت الفوز للبرتغال في مباراتها الثانية استعدادا لدور الملحق، وهو يشكل في الوقت نفسه انتصارها السادس على التوالي. أشاد المدرب البرتغالي بتلميذته قائلا "أميليا مدربة كفؤة، وعندما نعمل في المستوى العالي، أشعر كم تتطور الصراحة بيننا وطريقة تواصلنا. كان مهما للغاية نقل المعرفة، وإطلاع أميليا على بعض الأمور التي تخص كرة القدم الأوروبية. كان ذلك ممتعا لأنها متواضعة جدا رغم أن لديها تجربة في بطولة العالم. إنها إنسانة ذكية للغاية ومدربة رائعة". وأردف قائلا "بعد المباراتين ضد هولندا والبرتغال تعرف الآن جيدا كيف ينبغي أن تلعب ضد منتخبات أوروبية، والتي ستلعب ضدها خلال النهائيات العالمية. ولا شك أنها ستستعد لذلك بشكل أفضل".
وبفضل موجهها أيضا، تعاملت فالفيردي بثقة عالية في النفس مع مباراتها ضد البرتغال، وتمكنت من تطبيق أشياء جديد كانت قد تعلمتها. وفي هذا السياق علقت ابنة الخامسة والثلاثين التي عملت منذ عام 2011 في العديد من المناصب في المنتخب الوطني، من ضمنها معدة بدنية ولاحقا مدربة مساعدة لمنتخب الكبيرات ومنتخب السيدات تحت 20 سنة. وفي عام 2015، تولت فالفيردي الإشراف على الإدارة الفنية للمنتخب الأول خلفا لجارابيت أفيديسيان. هذا وأكدت أن "هذه الرحلة تاريخية بالنسبة لبلدنا. فنحن لم يسبق لنا خوض مواجهتين ضد منتخبين مختلفين خلال الفترة المخصصة لمباريات FIFA. وبذلك، تمكنا من تعلم الكثير من الأشياء بخصوص الملاعب وبرامج المباريات وكل ما يتعلق ببطولة نيوزيلندا وأستراليا. نحن ممتنون كثيرا لهولندا والبرتغال لمنحنا هذه الفرصة". وختمت حديثها بالتنويه بأهمية التعاون الذي جمعها بالمدرب نيتو بالنسبة للتحضيرات التي تجريها رفقة فريقها "وساعدتنا على وجه الخصوص الثقة المتبادلة بيننا. تجمعنا الكثير من القواسم المشتركة، وقد مكنتنا من مواصلة التطور".