كوفئت طاجيكستان على مشاركتها الأولى في كأس آسيا بصعودها إلى نادي المئة الأوائل في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola للمرة الأولى في تاريخها، لتجني بذلك ثمار الجهود الحثيثة لتطوير كرة القدم في البلاد.

وفي هذا الصدد، قال الأمين العام لاتحاد طاجيكستان لكرة القدم فوركاتزون أكمدزانوف "إن الفضل يعود للاعبين والطاقم الفني والطبي والإداريين، وكل من عملوا بجد في سبيل بلوغ هذا المستوى،" مضيفاً أن "هذا التقدم ليس وليد الأمس القريب، وإنما هو ثمرة عمل على المدى الطويل."

وأردف قائلاً: "لقد أبلينا بالفعل البلاء الحسن في تصفيات كأس العالم 2022 FIFA، حيث كُنَّا على بُعد هدفين فقط من الوصول إلى الدورالثالث من التصفيات الآسيوية، وهذا ما يعكس مدى تطور الفريق مع مرور الوقت. فالنتائج التي نحققها اليوم هي ثمرة العمل الذي نقوم به منذ عدة سنوات."

ولعل الشرارة الحقيقية لهذه القفزة النوعية تعود إلى عام 2018 الذي شهد إطلاق حملة وطنية بعنوان "حلم 2026"، وهي عبارة عن مشروع شامل وطويل الأمد، يمتد من فئة البراعم إلى مستوى النخبة، ويتوخى تطوير الجيل الصاعد من اللاعبين الناشئين والشباب الموهوبين، كما يتضح من مشاركة البلاد في نُسختي 2007 و2019 من بطولة كأس العالم تحت 17 سنة FIFA، علماً أن القائمين على كرة القدم في البلاد يضعون نصب أعينهم التأهل لكأس العالم 2026 FIFA.

وفي حديث خصَّ به FIFA Inside، قال أختام نازاروف، اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ منتخب طاجيكستان (81 مباراة دولية): "حلمي، وحلم العديد من زملائي، هو خوض غمار كأس العالم . لقد بلغنا الدور الثاني من التصفيات، حيث في جعبتنا أربع نقاط من أصل مباراتين، ولا تزال أمامنا أربع مباريات ضد كل من السعودية والأردن وباكستان. فبالنسبة لنا، التأهل للدور الثالث هو أكثر من مجرَّد هدف منشود: إنه بمثابة مهمة يتعين علينا إنجازها!"

يبلغ نزاروف من العمر 31 عاماً، وهو يُعد من اللاعبين المخضرمين في المنتخب الطاجيكي، الذي كان متوسط أعماره يبلغ 24 عاماً في بطولة كأس آسيا الأخيرة، مما يعكس بجلاء أن كرة القدم في هذا البلد تراهن بقوة على عنصر الشباب، وهو رهان بدأ يؤتي ثماره في الآونة الأخيرة.

وعلَّق نزاروف، الذي يدافع عن قميص المنتخب الوطني منذ عام 2011: "لقد تطوَّر مستوى كرة القدم في طاجيكستان بما لا يدع أي مجال للشك. وهذا راجع بكل وضوح إلى طموح اتحادنا في الارتقاء بكرة القدم الطاجيكية إلى مستويات أعلى، حيث يولي اهتماماً خاصاً بتطوير كرة القدم على صعيد الناشئين والشباب، مما يعني أنه بصدد بناء أُسس مستقبل كرة القدم في بلادنا."

ويتجلّى كل هذا العمل في المسابقات التي تم إطلاقها في جميع الفئات العمرية، وعلى صعيد الرجال والسيدات على حد سواء، حيث خُصِّصت استثمارات هائلة لإعداد البنية التحتية وتجديد المنشآت وإصلاح المرافق الأساسية، علماً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يدعم كل هذه الجهود من خلال برنامج FIFA Forward، الذي ساهم في تمويل مشروع بناء مركز تدريب سيُدشَّن قريباً.

وفي هذا الصدد، قال فوركاتزون أكمدزانوف، الأمين العام للاتحاد الطاجيكي لكرة القدم: "سيكون مركز التدريب هذا منشأة بالغة الأهمية بالنسبة لنا، إذ لن يُخصَّص لاستقبال منتخبات الكبار والكبيرات فحسب، بل سيفتح أبوابه لكافة الفئات الأخرى. ذلك أنه سيستضيف المعسكرات التدريبية لمنتخبنا الأولمبي ومنتخبات الشباب في فئتي الرجال والسيدات، بالإضافة إلى منتخبات كرة القدم داخل الصالات."

وتابع: "سيتم بناء هذا المركز في فارزوب، وهي إحدى المناطق الخلابة في البلاد. وبالإضافة إلى المعسكرات التدريبية، يمكننا أيضاً تنظيم بطولات الشباب والسيدات تحت إشراف اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم."

يُذكر أن جاني إنفانتينو كان قد أجرى محادثات في مايو/أيار الماضي مع نظيره رستم إمام علي، عمدة دوشانبي ورئيس اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم ورئيس اتحاد طاجيكستان لكرة القدم، حيث أكد رئيس FIFA عقب اللقاء: "أعتقد أن الاتحاد الطاجيكي لكرة القدم يقوم بعمل مذهل تحت قيادة الرئيس رستم.فعندما أنظر إلى المشاريع التي ناقشناها اليوم مع رئيس هذا الاتحاد الوطني العضو، وكذلك مع رئيس الدولة ومع جميع أعضاء اتحاد طاجيكستان لكرة القدم، بشأن اللعبة في فئات الشباب والسيدات والرجال وكرة القدم داخل الصالات على صعيد الرجال والسيدات، فإنني أرى بلداً شاباً لكنه غني بالثقافة والتاريخ، وطموح لبناء مستقبل واعد لشبابه."