في كلمته أمام الاتحادات الأعضاء في FIFA التي حضرت قمة FIFA لكرة القدم 2023 التي احتضنها مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، قال رئيس اتحاد بوتان لكرة القدم (BFF)، داشو أوجين تسيشوب، إن كرة القدم هي الرياضة الأولى في بوتان بفضل دعم FIFA.

فمنذ إدخال برنامج FIFA Forward في عام 2016، تمثل بوتان مثالاً بارزاً على كيفية استفادة دولة نامية في كرة القدم من برامج FIFA ومبادراته لتعزيز مستويات ممارسة اللعبة والاهتمام بها.

وقد صرّح السيد تسيتشوب قائلاً: "أعتقد أنه هناك الكثير من الأشخاص الذين يدعون أنهم فتى FIFA المدلل، لكنني أعتقد أنه يجب منحي حق ادعاء أنني ابن FIFA الفعلي لأنه قبل برنامج FIFA Forward كانت كرة القدم في بوتان [متدنية] لهذا الحد لكنها تحتل مكانة عالية الآن.

وأضاف: "ذهبنا إلى جميع أنحاء البلاد، وأجرينا إحصاءً حول الرياضة الأكثر شعبية في بوتان وجاءت كرة القدم في المرتبة الأولى رغم أن رياضتنا التقليدية هي الرماية بالسهام، وهذا في حد ذاته يظهر حجم المساعدة التي قدمها FIFA لدعم نمو لكرة القدم في بوتان".

يوفر برنامج FIFA Forward للاتحادات الأعضاء في FIFA البالغ عددها 211 تمويلاً للمشاريع الكروية المخصصة، وقد استغل الاتحاد البوتاني لكرة القدم الأموال التي تلقاها من البرنامج في إجراء تحسينات كبيرة على البنية التحتية لكرة القدم في البلاد.

أثبتت التطورات الأخيرة أن الاستثمار الذكي قد يساعد في ممارسة كرة القدم في أي بيئة، حتى في بلد جبلي لطالما اعتبرت تضاريسه غير ملائمة لكرة القدم. وقد شهدت البلاد تركيب العديد من الملاعب الاصطناعية، كما يجرى في الوقت الحالي بناء مقر جديد للاتحاد البوتاني لكرة القدم، كما دشّنت البلاد مؤخراً أول أكاديمية لكرة القدم.

وفي هذا الصدد قال السيد تسيتشوب: "بوتان بلد جبلي للغاية ومن الصعب جداً أن يكون لدينا ملاعب طبيعية لذلك اعتدنا في الماضي على اللعب على ملاعب طينية وملاعب ترابية، ما تسبب في الكثير من الإصابات لأولادنا.

وأضاف: "في هذا الوقت، لم يكن لدينا كرة قدم نسائية، لكن حين ساعدنا FIFA في تعزيز بنيتنا التحتية تمكنا من الترويج لكرة القدم النسائية، ويمكننا أن نقول بكل فخر أن بوتان قد اعترف بأنها أسرع اتحادات كرة القدم النسائية نمواً في آسيا".

وقد ظهرت الفوائد على الفور، حيث سرعان ما تفوقت كرة القدم على الرماية بالسهام لتصبح هي الرياضة الأكثر شعبية في البلاد كما تجاوز المنتخب الوطني للسيدات كل التوقعات محققاً نتائج مبهرة. وتحتل بوتان حالياً المرتبة 172في التصنيف العالمي للسيدات FIFA/Cola-Cola (15 ديسمبر/كانون الأول 2023) بعد أن كانت تحتل مركزاً بين 150 و178 في السنوات الأربع الماضية. أما على مستوى الرجال، فيحتل منتخب بوتان المرتبة رقم 184في التصنيف العالمي FIFA/Cola-Cola (21 ديسمبر/كانون الأول 2023) بعد أن احتل مركزاً بين 182 و190 في السنوات الخمس الماضية.

والأهم من ذلك فإن الاتحاد البوتاني لكرة القدم يتطلع إلى إلهام الجيل القادم وتعزيز كرة القدم على المستوى الشعبي لا سيما بعد إدخال برنامج FIFA لكرة القدم للمدارس في يوليو/تموز 2023، والذي يهدف إلى تعليم الأطفال كرة القدم بجانب إكسابهم المهارات الحياتية.

وفي هذا الصدد قال السيد تسيتشوب: "طموحنا هو التأكد من أن كرة القدم لا تتعلق بأن تكون لاعباً محترفاً فحسب ولكن كما قال فريق الحكام بفصاحة شديدة فإن الأمر يتضمن خيار أن تصبح حكماً، أو أن تصبح مدرباً، أو أن ترى أن فرصة العمل في مكاتب FIFA الإدارية هدفاً يمكن تحقيقه".

وأضاف: "وبناءً عليه، هذه كلها خيارات مهنية نحاول الترويج لها لإلهام الأطفال، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا أعطيناهم فرصة إيجاد مساحة لممارسة اللعبة، وأن نُشيّد البنية التحتية اللازمة لتأسيس الأكاديميات حتى يمكن للأطفال أن يشاركوا في العملية التي نمضى فيها كاتحاد بدعم من FIFA".

شهدت الفترة بين عامي 2016 إلى 2022 قيام الاتحاد البوتاني لكرة القدم، تحت إشراف FIFA، بتركيب أربعة ملاعب عشب صناعي كاملة الحجم في أنحاء متفرقة من البلاد، بما في ذلك ملعب في أكاديمية جيليفو لكرة القدم للفتيات التابعة للاتحاد لكي يحتضن الحصص التدريبية والمباريات التنافسية للمنتخبات الوطنية للفتيات والسيدات.

أما الملاعب الأخرى قتضم ملعباً في مقاطعة سامتسي والذي استضاف بطولة سامتسي الأولى لكرة القدم في أوائل عام 2019 والتي شهدت مشاركة تسعة فرق، من بينها فرق من دولة الهند المجاورة، وملعبين آخرين في تيمفو، عاصمة المملكة. تضم هذه الملاعب أحدث المرافق التي ستساعد في تطوير اللاعبين واللاعبات.

وفي العاصمة تيمفو، تم بناء الملعب في كلية تيمفو الملكية وهو يحتضن مباريات تنافسية ينظمها الاتحاد البوتاني لكرة القدم. أما الملعب الرابع في بيبينا في تيمفو فقد تأخر تركيبه بسبب جائحة كوفيد-19 ولكن تم الانتهاء منه ويستخدمه الآن مجتمع كرة القدم. وقد شهدت بوتان زيادة في مستويات المشاركة، كما يتدرب اللاعبون لفترات أطول الأمر الذي عاد بفائدة كبيرة على الأندية المحلية والمنتخبات الوطنية.