استضافت مدينة ناسو عاصمة باهاماس ورشتي عمل حول الحوكمة المالية حضرها إثنان وعشرون اتحاداً من الاتحادات الوطنية الأعضاء التابعة لمنطقة البحر الكاريبي، حيث قُسِّمت الاتحادات المشاركة إلى مجموعتين، اجتمعت أولهما في الفترة الممتدة من 13 إلى 15 ديسمبر/كانون الأول، بينما أقيمت الورشة الثاني بين 18 و20 من الشهر ذاته. وتماشياً مع هدف رئيس FIFA جاني إنفانتينو والمتمثل في "جعل كرة القدم لعبة عالمية بحق" وزيادة القدرة التنافسية على الصعيد الدولي، فقد شهد الدعم المالي الذي يقدمه FIFA للاتحادات الوطنية والقارية من خلال برنامج FIFA Forward زيادة مُطَّرِدة منذ إحداثه عام 2016،إذ أشرفFIFA على إجراء تدقيق مركزي سنوي لجميع الاتحادات القارية التي تلقت تمويلاً خلال العام السابق، وذلك في إطار المبادئ الأساسية التي يقوم عليها هذا البرنامج المعني بالنهوض بالبنية التحتية للعبة في مختلف أنحاء العالم،علماً أن برنامج FIFA Forward أكمل بنجاح دورتيه الأوليين اللتين شهدتا تخصيص أكثر من 2.8 مليار دولار أمريكي لعدد من المشاريع والمبادرات التي توفر الدعم اللازم للاحتياجات المحلية المتعلقة ببنية كرة القدم بمختلف الاتحادات القارية الستة والاتحادات الوطنية الأعضاء البالغ عددها 211 اتحاداً.

أما الدورة الثالثة للبرنامج (FIFA Forward 3.0) - والتي تم إطلاقها في يناير/كانون الثاني 2023 لفترة تمتد لأربع سنوات - فتشمل زيادة ملحوظة على صعيد الاستثمار في تطوير كرة القدم بنسبة تناهز 30%، وذلك في خطوة تُعتبَر نتيجة مباشرة لجهود تعزيز الحوكمة والوضع المالي للاتحاد الدولي لكرة القدم في هذه الحقبة الجديدة التي يشهدها منذ عام 2016. وسيُخصَّص جزء كبير من هذه الاستثمارات لدعم هدف FIFA المتمثل في انخراط 60 مليون لاعبة في كرة القدم على الصعيد العالمي بحلول نهاية الدورة القادمة. وعلى غرار ورشتي العمل اللتين استضافتهما عاصمة باهاماس خلال هذا الشهر، تُعد مثل هذه الأحداث من الخطوات الأساسية لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المخصَّصة من جهة، ومن جهة ثانية الحرص على امتثال الاتحادات المستفيدة للمبادئ الرئيسية المنصوص عليها في دليل الحوكمة المالية، ألا وهي:

هذا وقد أشرف على تسيير جلسات ورشتي العمل موظفون تابعون لقسم FIFA المعني بالحوكمة المالية ومدقِّقون خارجيون وأعضاء من المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لكرة القدم في بربادوس، والذين يتولون دعم الاتحادات الأعضاء المعنية في كل ما يتعلق بالجوانب المالية والتقنية أثناء تنفيذ مشاريع التطوير ذات الصلة. يُذكر أن الجلسات انطلقت بعرض عن دليل الحوكمة المالية، الذي يحدِّد المبادئ التوجيهية ويقدم التوصيات الضرورية حول كيفية تعزيز هياكل وعمليات وإجراءات الإدارة المالية للاتحادات الوطنية والقارية على حد سواء، وذلك استناداً إلى المبادئ العامة للحوكمة المالية الرشيدة. كما حضرت كل مجموعة من المجموعتين عرضاً من مدقق حسابات حول أفضل الممارسات في عملية ضبط المخاطر وكيفية استعداد كل اتحاد عضو لعملية التدقيق المركزي.

كما استعرض ممثلون عن اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم دراسة حالة شملت عملية تخطيط النفقات لتنظيم مباريات المنتخبات الوطنية، علماً أن العديد من الاتحادات الأعضاء المشاركة في الورشة تمثل دولاً تتألف من عدة جزر، مما يحتم عليها القيام بتخطيط لوجستي معقد لخوض المسابقات الإقليمية على صعيد الناشئين والشباب والكبار، لفئتي الرجال والسيدات، وكذلك لخوض بطولات كرة القدم الشاطئية وكرة القدم داخل الصالات. وفي هذا الصدد، قال جايير بيرتوني، مدير المكتب الإقليمي لـ FIFA في الأمريكتين: "كانت ورشتا العمل فرصة ممتازة للتقرب من الاتحادات الأعضاء والوقوف عن كثب على وضعها المالي الحالي وكذلك التعرُّف على المخاوف التي تنتابها"،مضيفاً أن "الاتحادات الأعضاء ترغب في تطوير كرة القدم بشكل متزايد، وفي إطار مساعيها لتحقيق هذا الهدف، فإنها تحرص أشد الحرص على مشاركة جميع منتخباتها الوطنية في البطولات الدولية الرسمية،بيد أن تحقيق ذلك يبقى مشروطاً أيضاً بتنفيذ جميع أنشطتها وعملياتها على نحو يراعي مواردها المالية، علماً أن تحقيق هذه الغاية يتوقف على مدى الامتثال لمبادئ أساسية تتمثل في التخطيط وإعداد الميزانية والإدارة المالية الشفافة".

“وأردف قائلاً: "إننا نسعى جنباً إلى جنب مع اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم إلى إيجاد حلول ملموسة لتحقيق التوازن الصحيح وتمكين اتحاداتنا الوطنية الأعضاء من خوض مزيد من المباريات التنافسية مع الامتثال لضوابط الكفاءة والمساءلة فيما يتعلق بالجوانب المالية. فقد كان المشاركون متحفزين للغاية حيال تحقيق هذا الهدف، وما هذه سوى الخطوة الأولى في إطار مشوار طويل".

يُذكر أنه بانعقاد ورشتي العمل في منطقة الكاريبي، أُسدل الستار عن سلسلة ورش العمل التي أقامها FIFA لفائدة اتحاداته الأعضاء بمختلف أنحاء العالم، بعد تلك التي استضافتها كل من السنغال ورواندا وإندونيسيا وكاليدونيا الجديدة على مدى الأشهر الستة الماضية.

ديفرون بوير، الأمين العام لاتحاد سانت فنسنت وجزر غرينادين لكرة القدم "لقد كانت ورشة عمل الحوكمة المالية استثنائية. تم إعداد العروض التقديمية والموضوعات التي تم تناولها بشكل كامل وكانت ذات صلة كبيرة بسياقنا بينما نخطط لميزانيتنا للعام المقبل. الدعم الذي يقدمه FIFA سيكون مفيدًا جدًا لتطوير كرة القدم في سانت فنسنت خلال السنوات القادمة." فراس أديليه، الأمين العام لاتحاد الجزر العذراء الأمريكية "إن تأثير ورشة عمل الحوكمة المالية على التخطيط المالي للدول الأعضاء كبير جداً. "إن تلقي التعليم على يد خبراء في مجال عملهم من FIFA ساعد في التأكيد على أهمية الإجراءات والضوابط المعمول بها. لقد تعلّمنا الكثير عن كيفية التخطيط الصحيح لطلبات المشاريع والوقت اللازم لإنشاء وتقديم مقترحات الميزانية للموافقة على التمويل. "الحصول على دعم FIFA يمنحني الثقة في معرفة أن بلدي يسير على الطريق الصحيح نحو النجاح المالي على المدى الطويل. FIFA منظمة رائدة عالمياً؛ ووجود مواردهم وتوجيهاتهم في متناول أيدينا يسمح لنا بالارتقاء باحترافنا ونجاحنا إلى المستوى التالي." جباري ويلموت، محاسب في اتحاد جزر البهاما لكرة القدم "كانت ورشة العمل مفيدة للغاية بالنسبة لي كمدير مالي لشهادة الماجستير. لقد قدمت توضيحاً حول ما يتوقعه FIFA، وأعادت التأكيد على الموارد المتوفرة للمساعدة في عملياتنا اليومية. بالإضافة إلى ذلك، فقد زودت الدول الأعضاء بمنصة لمناقشة التحديات التي قد نواجهها وبدء المحادثات حول كيفية تنفيذ الحلول."