تعدّ هذه الندوة، التي تُنظم كل عام، منصة تعليمية للنساء اللواتي يتقلدن مناصب المسؤولية في كرة القدم واللائي يرغبن في إتقان تكوينهن وتقوية معارفهن وتطوير شبكة متماسكة من أجل تعزيز اندماج النساء في عالم المستديرة الساحرة. وتنتمي المشاركات، اللواتي تم ترشيحهن من قبل الاتحادات الأعضاء في بلدانهن، إلى الاتحادات القارية الستة ويشغلن مناصب إدارية متنوعة مثل الأمانة العامة، والعضوية في اللجنة التنفيذية، والإدارة، والرئاسة، وهو المنصب الذي تشغله عائشة فالودي في رابطة كرة القدم النيجيرية للسيدات.

وتابعت فالودي حديثها عن البرنامج قائلة: "لقد تعلمت الكثير من هذه الندوة. ذكّرتني بمدى أهمية إسهام كل عضو في الفريق في التطوير الشامل للمجموعة، إضافة إلى أي مدى يعدّ الإنصات أمرًا أساسيًا"، مشيرة إلى أنه "لكل فرد شخصيته الخاصة، وبالتالي فإن مجموع ومزيج كل الأفراد هو ما يجعل العمل الجماعي أسهل وأكثر إنتاجية. ومن خلال تقديم مساهمتك الفردية، تشعر بالتقدير والتثمين. الأهم هو الانخراط والمشاركة". "المشاركة"، النساء الـ 36 المجتمعات في لوزان بإمكانهن التباهي بأنهن أعطين لهذه الكلمة كل معانيها. فخلال هذا الأسبوع المكثف، تبادلن الأفكار والآراء في جو بنّاء وحماسي. وفي هذا الصدد، أوضحت المسؤولة النيجيرية قائلة: "محتوى الدورة نفسها لم يمنحنا أي خيار سوى القيام بذلك، وهذا أمر جيد"، مضيفة "كان علينا القيام بعمل جماعي، والاعتماد على بعضنا البعض لتحقيق ذلك. كان علينا إنشاء روابط، وتبادل المعلومات، ووضع الثقة ببعضنا البعض. تركنا لوزان ونحن نشعر بأننا نعرف بعضنا البعض منذ ١٠ سنوات".

أكدت فالودي قائلة: "لدينا جميعًا وجهات نظر مختلفة حول مواضيع متعددة، ولكن رغم هذه الاختلافات في التصور والفهم، إلا أن هناك دائمًا أرضية مشتركة وفضاء للتعلم والتعليم"، مضيفة "من المهم الاعتماد على قوة الآخر. ومن المطمئن جدًا أن نعرف أنه يمكننا الاعتماد على دعم مجموعة من النساء اللواتي يكافحن أو يتقاسمن التحديات نفسها". وقد كانت مسيرة فالودي حافلة بهذه التحديات. ففي بلد كان فيه تمكين المرأة يسير بوتيرة أبطأ مما كان الأمر عليه في العديد من البلدان الأخرى، كانت هناك العديد من التحديات والعقبات على طول الطريق. وهذا ما أكدته المسؤولة النيجيرية بالقول: "كوني امرأة، كان عليّ بالتأكيد بذل جهد أكبر للحصول على نصف ما كان من الطبيعي أن يُعرض على الرجل على طبق من فضة"، مضيفة "الكفاح لا يزال كما هو بالنسبة لي. وللأسف، اكتشفت من خلال هذا البرنامج أن العديد منا يوجد في الوضع ذاته".

إن هذا الكفاح ليس وليد الأمس. صحيح أنه تم كسب العديد المعارك، إلا أنه لا يزال يتعين القيام بكل شيء: وخير دليل على ذلك هو حضور هذا البرنامج للنهوض بالمرأة في مناصب المسؤولية في كرة القدم. تقول عائشة فالودي: "يجب ألا تستسلم أبدًا"، مشيرة إلى أن "المرونة التي تمكنت من إظهارها هي على الأرجح أكثر ما أفخر به في ما يتعلق بحياتي المهنية. عليك أن تكوني حازمة وجيدة في ما تفعلينه. وأنا مقتنعة بأنه في عالم الأعمال اليوم، من المستحيل تحقيق القيادة بدون النساء. وعلاوة على ذلك، وهو أمر يستحق التنويه، فإن عالم كرة القدم هو أول من يعترف بذلك".

ولا شك أنها عائشة فالودي دليل ملموس على ذلك. فقد عرفت من خلال تم تعيينها رئيسة لرابطة كرة القدم النيجيرية للسيدات في عام 2017، كيف تحافظ على مستوى التميز والقدرة التنافسية لهذا الدوري الذي رأى النور في عام 1990، وبات نموذجاً يحتذى به في القارة. إذا كانت نيجيريا أفضل منتخب أفريقي في التصنيف العالمي للسيدات FIFA/Coca-Cola منذ 20 عامًا، فإنها تدين جزئيًا بذلك للمستوى العالي للدوري المحلي، حيث يلعب جزء كبير من لاعباتها الدوليات. وتحظى أندية مثل ريفر أنجيلز، الفريق السابق لنجمة برشلونة الحالية أسيسات أوشوالا، وبايلسا كوينز، صاحب المركز الثالث في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم للسيدات 2022، بتقدير وإعجاب الجماهير في البلاد. قالت فالودي في هذا الصدد: "كانت نيجيريا رائدة في أفريقيا في ما يتعلق بكرة القدم النسائية. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أدركت البلدان الأخرى أن لدى النساء إمكانات حقيقية في هذه الرياضة"، مضيفة "ومع ذلك، ظلت بطولتنا دون هيكلة احترافية لفترة طويلة. وإدراكاً منا للعدد المتزايد للفتيات المهتمات بكرة القدم، قمنا بتطوير استراتيجية من شأنها أن تمكنهن من المشاركة في ممارسة كرة القدم. لقد كان هذا هو المحور الرئيسي في مهامي". وختمت عائشة فالودي حديثها، قبل أسابيع قليلة من انطلاق كأس العالم FIFA للسيدات 2023، حيث من المرتقب أن تتألق نيجيريا بفضل مواهبها الفذة، بالقول: "لا يزال لدينا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، لكننا أحرزنا الكثير من التقدم أيضاً، وأنا سعيدة بذلك. فقد أصبحت كرة القدم متاحة أكثر بالنسبة لفتياتنا".