شارك أكثر من 5000 متطوع في بطولة كأس العالم للسيدات FIFA أستراليا ونيوزيلندا 2023™، ولكل متطوع حكاية فريدة من نوعها. ذلك أن 95% من المتطوعين هم من السكان المحليين الذين يريدون صنع ذكريات جميلة في مسقط رأسهم، بينما توافد باقي المتطوعين من 68 بلداً مختلفاً من الاتحادات القارية الستة، فطغى التنوع على الخبرات ووجهات النظر والقصص والحكايات. ولكن قصة هيلدا جاسويتز تحتلف عن كلّ القصص: فهذه المتطوعة في فريق المواصلات هي والدة الحَكَمة في بطولة كأس العالم FIFA™، كايت جاسويتز، علماً أنها تعمل في المجال التطوعي منذ 20 سنة، معظمها في نادي البراعم الذي كانت تنتمي إليه كايت، والذي يحمل اسم مودغيرابا، ولكن ما أن أعلن FIFA أنّ أسترليا ستكون إحدى الدولتين المستضيفتين لبطولة كأس العالم للسيدات 2023، حتى سارعت إلى التسجيل ضمن برنامج المتطوعين. فبعد رحلتها إلى كأس العالم للسيدات FIFA فرنسا 2019™، لمشاهدة ابنتها تحكّم في البطولة، تأثرت هيلدا بالمتطوعين والمنظمين المحليين، وصمَّمت على توسيع خبرتها في مجال التطوع لتطال بطولة كأس العالم للسيدات FIFA™، إذا سنحت لها الفرصة.

وباعتبارها متطوعة في فريق المواصلات، فإن دورها يتطلب منها التمركز في فندق نوفوتيل في بريسبان، حيث تنقل اللاعبات والحكّام والمدربين والموظفين والمسؤولين وكبار الشخصيات إلى المطار والملاعب ومواقع التدريب.

وإذا كان هذا الدور جديداً على هيلدا، فقد تبيّن لها أنه من المهام التي تحبّ تأديتها، حيث أوضحت بالقول: "في أدواري التطوعية السابقة، كنت أبرع في مجال الإدارة والتسجيلات، ولكن هذه المرّة عُيّنت في فريق المواصلات، وتبيّن أنها تجربة جميلة للغاية. فأعضاء الفريق ودودون جداً، وأنا أسرّ بالتحدث مع الأشخاص الذين أوصلهم إلى كافة أرجاء بريسبان".

وتابعت: "كنت سأتسجل حتى لو لم تشارك كايت في البطولة، فأنا أحبّ التطوع، وبطولة كأس العالم للسيدات FIFA في فرنسا كانت بغاية الروعة، لذا قررت أنه سيكون من الرائع أن أشارك في هذه التجربة في أستراليا. كنت آمل فعلاً أن يقع الاختيار على كايت لتكون هنا أيضاً، وقد أصبحت فرحتي مضاعفة لأنها عملت جاهدة لتكون هنا. آمل أنها تشعر بالفخر مثلي، لأننا نعمل معاً في هذه البطولة لتقديم الدعم لمجتمع كرة القدم".

وتُعد كايت واحدة من الحكمات الأكثر خبرة في أستراليا وآسيا، فهي المرأة الأولى التي تحكّم مباراة للرجال في الدوري الأسترالي لكرة القدم، وقد شاركت في إدارة تسع من أصل أول 11 مباراة نهائية في الدوري الأسترالي لكرة قدم السيدات، كما حكّمت نهائي بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة FIFA 2016™، وقد اختيرت لتحكيم مباريات مرحلة خروج المغلوب في نسختي 2019 و2023 من بطولة كأس العالم للسيدات FIFA™.

وشكّل تعيين هيلدا ضمن فريق المواصلات فرصة ذهبية لتتمكن من مشاركة تجربة مميزة مع ابنتها كايت، عندما اختيرت تلك الأخيرة لتحكيم المباراة بين فرنسا والبرازيل في بريسبان.

وبالإضافة إلى نزول كايت في الفندق حيث تطوّعت والدتها، ما سمح لهما بقضاء بعض الوقت معاً، تمكنت هيلدا من حضور مباراة فرنسا والبرازيل ومشاهدة ابنتها وهي تؤدي مهامها التحكيمية على المستطيل الأخضر.

وقالت هيلدا في هذا الصدد: "سارت الأمور على نحو مذهل، إذ لم أكن أعمل في يوم تلك المباراة، فتمكنت في ذلك الصباح من الذهاب إلى المطار برفقة كايت وتناول الفطور معها في الفندق. أنا فخورة بابنتي، فهي لم تدَّخر أي جهد لتصل إلى حيث تريد، وهي التي كانت تقول لنا عندما كانت مراهقة، سأذهب إلى بطولة كأس العالم، وعندما أفعل، هل تعدانني بأن تأتيا؟ وعندما اختيرت للتحكيم في فرنسا عام 2019، أوفينا بهذا الوعد".

واستطردت قائلة: "كنا متحمسين للغاية لرؤيتها تحكّم في تلك البطولة. رؤيتها في فرنسا كانت مذهلة، باعتبار تلك أول تجربة لها في بطولة كأس العالم للسيدات FIFA، ولكن التجربة هنا في بريسبان كانت مميزة فعلاً لأنها لم تضطر للسفر بعيداً لتصل إلى مكان عملها. كان الأمر مثالياً".

ورغم تجربتها الفريدة من نوعها، لا تزال هيلدا تعتبر نفسها جزءاً بسيطاً من فريق متكامل من المتطوعين، الذين تعتبر أنهم "هم الأساس الذي يقوم عليه كل شيء، فمن دون المتطوعين الذين يقدمون الدعم للبطولة، لن يكون كأس العالم ناجحاً".

مضيفة أنه "يستحيل على FIFA تقديم هذه الخدمات من دون متطوعين، والأهم من ذلك أن المتطوعين هم نافذة العالم على شعوب أستراليا وأوتياروا نيوزيلندا، وأنا مسرورة جداً لأنني جزء من هذه التجربة، وأعرف أنّ جميع المتطوعين في فريق المواصلات يستمتعون بها أيضاً، إذ من الرائع مقابلة أناس قادمين من مختلف بلدان العالم".