افتُتحت النسخة الثانية من مؤتمر FIFA لكرة قدم السيدات يوم الجمعة بسيدني/غاديغال
احتفال بكرة القدم النسائية من خلال سلسلة من الخطب وجلسات النقاش والعروض التوضيحية
سيقام اليوم الثاني للاحتفال يوم السبت قبل يوم واحد من نهائي كأس العالم للسيدات FIFA™
شهد اليوم الأول لمؤتمر FIFA لكرة قدم السيدات بسيدني/غاديغال اجتماع 211 اتحاداً وطنياً لكرة القدم من أجل الاستماع إلى عروض تقديمية واسعة النطاق تركّز على تطوير كرة قدم السيدات في العالم أجمع.
ونشّطت كارول تشابالالا الحدث الذي استمر لمدة يومين ليُسلّط الضوء على الأركان الخمسة لاستراتيجية FIFA لكرة القدم للسيدات، وهي: التطوير والتنمية، وإبراز كرة قدم السيدات، والتواصل والتسويق، والحوكمة والقيادة، والتعليم والتمكين.
ورحب ممثلو السكان الأصليين من الدولتين المضيفتين لكأس العالم للسيدات FIFA 2023™ بحفاوة بجميع القادة والأساطير والمدربين والإداريين المجتمعين من جميع أنحاء العالم في مركز المؤتمرات الدولي.
حيث افتتحت وزيرة الرياضة الأسترالية، أنيكا ويلز، الفعاليات بشكر FIFA على جلب كأس العالم للسيدات إلى أستراليا وجعل هذه المنطقة "دولة كرة قدم".
كما رحّب رئيس FIFA جياني إنفانتينو بالمندوبين المجتمعين الذين تطرّقوا إلى العديد من الجوانب "التحويلية" لكأس العالم للسيدات، بما في ذلك التطور السريع داخل وخارج أرضية الملعب، ممّا جعل هذه النسخة مثالية جدّا مقارنة بسابقاتها.
وقبل نهائي البطولة المُزمع يوم الأحد، شكرت الأمينة العامة لـ FIFA، فاطمة سامورا، الدولتين المضيفتين أستراليا وأوتياروا نيوزيلندا، وتحدثت عن فرص النمو المرتبطة بالإرث الذي ستتركه الكاس، واختتمت حديثها بالإعلان الرسمي عن افتتاح النسخة الثانية من مؤتمر FIFA لكرة قدم السيدات.
الركن الأول: التطوير والتنمية
أدارت كارينا ليبلانك الجلسة الافتتاحية التي كانت تحت عنوان "بناء الأسس" وحضرها كلّ من لوري روبرتس (ويلز)، وبروس دجيتي (أستراليا)، وتشولو سيتلهوكو (بوتسوانا)، وهيم كور سيدهو (الهند) وذلك بهدف التناقش حول بناء اللعبة وقوة كرة القدم النسائية.
وفي هذا الصدد قالت هيم كور سيدهو: "إننا بحاجة إلى مزيد من الاستثمار في لعبة السيدات، فنحن نملك الإمكانات والقدرة، كم أن كرة قدم السيدات تنتظر الانفجار، وهذا هو نداءنا للعمل: استثمروا أكثر في كرة القدم النسائية".
وأضافت تشولو سيتلهوكو: "لكي نتقدم نحو الأمام ونصبح قادرين على تطوير لعبة النساء، فإنه يجب علينا قبول الإناث كما هنّ عليه، كما يجب على القادة أن يلعبوا دوراً مهماً في ضمان دعم وقبول السيدات، وبما أننا نحن هنّ الأمهات، والأمهات تلعبن دوراً حاسماً في تطوير اللعبة لأنهنّ حماة العائلة وبناة المجتمع، فامنحونا الفرصة حتى نستطيع أن نقدّم لكم كل ما نملك".
وألقت المدربة السابقة لمنتخب كندا تحت 20 سنة وأسطورة FIFA، السيدة كارميلينا موسكاتو، كلمةً حول مسيرتها الكروية الملهمة، ومتعة رحلتها المهنية الجديدة كمدربة.
وقالت فيها: "أقف هنا وأنا أشعر بأن التدريب هدية وامتياز، فمن الطبيعي بالنسبة لي أن أُدرّس وأتواصل وأشارك شغفي باللعبة، وأن أصنع البسمة على وجوه الآخرين، وأجعلهم يشعرون بحب غيرهم لهم، فأنا أريد أن أساعد الناس على تحقيق أحلامهم، فالمدربون يصنعون الأحلام، وكلنا نملك الفرصة وروح المسؤولية لدفع لعبتنا إلى ما وراء العظمة".
مؤتمر FIFA لكرة القدم للسيدات - اليوم الأول
أجرت المدربة جيل إليس، الفائزة بكأس العالم للسيدات مرتين، مقابلة مع إيما هيز، مديرة نادي تشيلسي، وأرسين فينجر، رئيس تطوير كرة القدم في العالم بـ FIFA، خلال جلسة "مدربون قهروا العالم"، وتطرّق الجميع إلى مختلف الجوانب الإدارية في أعلى المستويات، وأدوارهم الحالية وتجاربهم الشخصية.
وفي هذا الصدد، قال أرسين فينغر: "لا يحصل نصف سكان العالم على فرصة اللعب والتطوّر، ونحن نريد أن نخلق فرصةً للجميع، فرصةٌ للفتيان والفتيات في جميع أنحاء العالم، ورغم أننا نعلم بأن الواقع مختلف عمّا نريده، إلا أننا نرغب في تغيير العالم، ولتحقيق ذلك نحتاج إلى مساعدة من جميع الهيئات الوطنية للاتحادات الرياضية، وأنا أؤمن أن كرة القدم يمكنها أن تغير العالم حقّاً، ليس فقط في مجال كرة القدم، ولكن حتى من الناحية الإنسانية".
الركن الثاني: التعليم والتمكين
بدأ الشطر الثاني من اليوم الأول بعرض حول "تدريب وإعداد النساء من منطلق أنّهن إناث" من تقديم الباحثة والمُربّية القديرة، الدكتورة نونهلانهلا مكومبوزي، وقالت في هذا الصدد: "يتم استبعاد الإناث بشكل روتيني ومنهجي من الأبحاث رغم أنه لا يمكنا إنكار حاجتنا إلى تدريب وإعداد وإدارة لاعبات كرة القدم من منطلق أنّهن إناث، ولكن يبقى الواقع أقل سوداوية ممّا يبدو عليه، ففي السنوات الأخيرة، استجابت مختلف الجهات المعنية لنداء العمل وبدأت في إجراء المزيد من الأبحاث حول رياضة السيدات، ومن جانبه، تولى قسم كرة قدم السيدات بـ FIFA زمام المبادرة في مجال صحة اللاعبات من خلال طرحه لمشاريع متعددة".
‘ثم تمّ طرح موضوع "تدريب وإعداد النساء من مُنطلق أنّهنّ إناث" الذي قدّمته كارول تشابالالا بحضور الدكتورة داون سكوت (واشنطن سبيريت)، والدكتورة جورجي بروينفيلس (أوريكو، تشيلسي)، واللاعبة النيوزيلندية السابقة وأسطورة FIFA كيرستي يالوب.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة جورجي بروينفيلس: "نعلم أن حوالي ثلثي الرياضيات النساء يشعرن أحياناً خلال دوراتهن الشهرية بأنه لا يمكنهن الأداء بالشكل الذي يرغبن فيه، ومع ذلك، يجب أن يتدربن ويشاركن في المنافسات دون غياب، وعليه فإنه ينبغي تثقيفهنّ حول هذا الموضوع ودعمهنّ في إدارة هذه الوضعية، أي شرح كيفية التعامل معها بدل العمل ضدها".
وأضافت كيرستي يالوب: "عندما كنت ألعب، كان الشيء الوحيد الذي ربما تم القيام به في هذا المجال هو تتبع دورتنا الشهرية... ولم يكن هناك شيء آخر، والآن أصبحنا قادرات على استخدام تلك المعلومات لتحسين أداءنا، وهذا ما يُغيّر اللعبة تماماً، فالأمر يتعلق بتمكين اللاعبات من الأداء بمستواهن طيلة الوقت وعدم القلق بشأن تلك الأشياء الخارجة عن سيطرتهن، وكلّما تعلّم الجميع هذه الفكرة واحتضنوها وبدأوا باستخدام هذه المعلومات لمساعدة اللاعبات، كلما تقدمنا نحو الأمام".
‘كما نُظّمت جلسة بعنوان "كرة قدم السيدات قادرة على إحداث تغيير أكبر في المجتمع" قدّمها الدكتور فلاديمير بوركوفيتش وحضرتها لاعبة منتخب جنوب السودان آمي لاسو، وكيلي بايتس من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ولمياء باهيان نائبة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وفي هذا الصدد، قالت آمي لاسو: "أودّ أن أرى المرأة تستفيد من نفس الفرص التي يستفيد منها الرجال، أودّ أن أرى العدالة الاجتماعية... لأن المرأة تواجه المزيد من التمييز والعنف، لذا نرغب في المزيد من المشاركة النسوية... وتغيير رواية كرة القدم السيدات، هذا كل ما أريد رؤيته".
وأضافت لمياء بهايان: "بفضل هذه البطولة بالذات، تحاول دول جديدة بناء كرة قدم السيدات، فملايين الفتيات السعوديات يشاهدن هذه البطولة من التلفاز، وهذا ما سيُساهم في تعليمهن وتمكينهن، فكرة القدم كفيلة بصنع قائدات ونماذج يُحتذى بها، فهي المنصة المثالية لذلك".
الركن الثالث: الحوكمة والقيادة
بدأت الجلسة الأخيرة لليوم بدراسة حالة تحت عنوان "قصة نجاح: فريق أنجل سيتي نموذجاً"، وأدارت ستيفاني رودنيك اللقاء الذي شاركت فيه كارا نورتمان (مؤسسة فريق أنجل سيتي)، وجولي يورمان (مؤسسة ورئيسة فريق أنجل سيتي)، إذ يُعدّ كل منهما شخصية مهمة في النجاح الفريد الذي يتمتع به نادي NWSL بلوس أنجلوس.
وفي هذا الصدد، قالت جولي يورمان: "أنجل سيتي هو حركة شُيِّدت بطريقة مختلفة جداً، إذ أردنا أن يكون له تأثير إيجابي في المجتمع، وأن نُبيّن للناس أنه يمكنهم حضور مباريات كرة قدم السيدات والاستثمار فيها، وأنّها مربحة أيضاً، وقد أثبتت كأس العالم مرّة أخرى أن كل التصورات التي تُقلّل من أهمية مشاهدة كرة السيدات والاستثمار فيها كانت خاطئة".
وأضافت كارا نورتمان: "كرة القدم النسائية هي ثقافة، ومدرجات أنجل سيتي تعكس ثقافة لوس أنجلوس".
كان الحديث عن فرص تطوير كرة القدم النسائية حاضراً في جلسة "تسريع الوتيرة: احتراف كرة القدم النسائية"، وأدارت سامانثا جونسون اللقاء الذي شاركت فيه سارة غريغوريوس (FIFPRO) وكارلوس فالينزويلا (تيغريس UANL) وجيسيكا بيرمان (NWSL) وإيان رايت (مهاجم منتخب إنجلترا السابق وأسطورة FIFA).
وفي هذا الصدد، قالت جيسيكا بيرمان: "لأنني كنت نتاجاً للمعايير الاجتماعية النمطية حول المساواة بين الجنسين والحواجز التي تواجه النساء، تحوّلت للأسف إلى العمل في الرياضات الرجالية، وعندما تلقيت دعوةً للانتقال إلى كرة القدم النسائية، تعلمت بسرعة أن كرة قدم السيدات هي تجسيد للتغيير الاجتماعي الذي يمكن أن تُحدثه الرياضة، لأننا نستطيع أن نثبت للعالم إمكانية الاستثمار في لعبة السيدات وتغيير الأعراف المجتمعية النمطية، والآن أشعر كل يوم بأنني أعيش حلمي، بوجودي في موقف يُمكّنني من تسخير وإطلاق العنان لقدراتي".
وأدار الجلسة الأخيرة لليوم التي كانت تحت عنوان "تنويع القيادة من أجل النجاح" اللاعبة الدولية السابقة لأستراليا ومقدمة البرامج التلفزيونية، إيمي دوغان، وشاركت فيها عائشة فالود (الاتحاد النيجيري لكرة القدم)، وكارينا لوبلانك (بورتلاند ثورنز)، وتسونياسو مياموتو (الأمين العام للاتحاد الياباني لكرة القدم)، وفيكتوريا دياز (أوروغواي).
وفي هذا الصدد، قالت عائشة فالود: "القيادة لا تملك جنساً، فالأمر المهم بالنسبة لقيادة المرأة هو عدم الخوف من استخدام صوتها، فإذا لم تنخرط بسرعة في المحادثة قد يتجاوزها النقاش".
وأضاف تسونياسو مياموتو: "يجب أن يكون في دوري النساء الياباني 50 % على الأقل من الإناث مع أعضاء النوادي، ويجب أن تشارك امرأة واحدة على الأقل في عملية صنع القرار على مستوى التنفيذي، كما يجب أن يكون لامرأة واحدة على الأقل دور في التدريب، ونأمل أن ينجح هذا التعاون وأن نرى المزيد من النساء يشاركن في كرة القدم".
واختُتم برنامج اليوم الأول المكثف بخطاب مثير من النائبة العامة الأمريكية السابقة لوريتا لينش بعنوان "أهمية القيادة المتنوعة" وتطرّقت في خطابها لأهمية إشراك المرأة في جميع جوانب المجتمع، وضرورة الحديث عن التجارب الشخصية للنساء اللواتي تعرضن للقمع بسبب جنسهن.
وفي هذا الصدد قالت: "ما لاحظته عندما تقوم المؤسسات بإشراك النساء في عملية القيادة أنّها تحقّق أداءً أفضل، لذا من الضروري أن تطالب كل الحاضرات في هذه الغرفة بالتغيير. والتحدي الذي أوجهه لكم جميعاً هو الجهر بأصواتكن".