استضافت أروبا أول فعالية بارزة لأكاديمية FIFA للمواهب في منطقة الكاريبي
يُعتبر برنامج FIFA لتطوير مدربي المواهب لبنة أساسية لنجاح المشروع على أوسع نطاق ممكن
رئيس FIFA جياني إنفانتينو: لا حدود لما يمكن أن تحققه هذه المنطقة
أقيمت أول فعالية بارزة لأكاديمية FIFA للمواهب في أروبا، وهي الفعالية الأولى من نوعها في منطقة الكاريبي، حيث أكدت هذه الدولة مدى التزامها بتطوير اللاعبين على مستوى النخبة.
يُذكر أن الأكاديمية تُعد جزءاً من برنامج FIFA لتطوير المواهب، الذي بدأ العمل به في أكثر من 200 اتحاد عضو عبر العالم، والذي يتيح للاتحادات المشارِكة إرشادات وتوجيهات مبنية على خبرة متخصصين في المجالات ذات الصلة، وذلك بهدف مساعدة الشباب الموهوبين على استغلال إمكاناتهم إلى أقصى حد ممكن.
وتُعتبر هذه الفعالية حدثاً بالغ الأهمية في مسار أروبا في عالم كرة القدم، حيث تم الاحتفال بها في أجواء يسودها شعور قوي بالوحدة والانتماء لهذه الجزيرة الواقعة في منطقة الكاريبي، والتي أكدت أن التفاني الحقيقي والرؤية الاستراتيجية من شأنهما قيادة البلاد إلى التغلب على أي تحدٍ مهما كان حجمه.
وحضر هذا الفعالية رئيس اتحاد أروبا لكرة القدم إيغبرت لاكل، ووزير علاقات المملكة والتعليم والشباب والابتكار والرياضة جيرليان كروس، ومدير قسم FIFA المعني بتطوير كرة القدم عبر العالم ستيفن مارتنز.
وبهذه المناسبة، اعتبر رئيس FIFA جياني إنفانتينو أن هذه الفعالية شهادة حية على ما تتسم به أسرة كرة القدم في أروبا من "شغف" و "رؤية" حيث قال في هذا الصدد: "إنها لحظة تاريخية ومليئة بالفخر والاعتزاز، ليس لأروبا فحسب، ولكن لكرة القدم في منطقة الكاريبي قاطبة. فمن خلال الدعم المناسب والبنية التحتية الملائمة والإيمان بالإمكانيات، لا حدود لما يمكن أن تحققه هذه المنطقة. تهانينا لكل من ساهم في تحقيق هذا المشروع على أرض الواقع. تهانينا للرئيس لاكل. شكراً لك على تفانيك في خدمة لعبتنا الجميلة. إنه لمن دواعي فخر FIFA أن ندعمكم في الحاضر وفي المستقبل".
من خلال نهج واضح ومحدَّد في إطار برنامج FIFA لتطوير المواهب -بقيادة أرسين فينغر - وبرنامج FIFA لتطوير مدربي المواهب، تمثل أروبا دليلاً حياً على أن البلدان صغيرة المساحة قادرة على الحلم بتحقيق أهداف كبيرة ونتائج ذات تأثير هائل. فبفضل قيادته الرشيدة والمتفانية، يبني اتحاد أروبا لكرة القدم ثقافة من شأنها الإسهام في بلوغ مستوى الأداء العالي وإلهام بقية جيرانها في مختلف أنحاء منطقة الكاريبي.
من جهته، قال ستيفن مارتنز: "يجب ألا يقتصر شُكرنا على اتحاد أروبا لكرة القدم وحكومة أروبا على عملهما التعاوني الهائل، بل يجب أن نشكر أيضاً آباء هؤلاء اللاعبين، لأنهم يثقون في اتحاد أروبا لكرة القدم وفي برنامج FIFA لتطوير مدربي المواهب، وكذلك في المدربين الآخرين لإعادة النظر في التعليم وفي الحياة اليومية ككل، حتى يتمكن هؤلاء الأطفال من تحقيق أحلامهم. فسواء كانوا سيصلون إلى المنتخب الوطني أم لا، فإن القيم التي يتعلمونها هنا سترافقهم مدى الحياة".
هذا وقد أشرف على المشروع المدرب كريس بيردسلي، أحد خبراء برنامج FIFA لتطوير مدربي المواهب، وذلك بالتعاون الوثيق مع ديفيد عبدول المدير الفني لاتحاد أروبا لكرة القدم وأفراد فريقه التدريبي، حيث ركزت الجلسات على الجوانب التكتيكية والتدريبية للمساعدة في بناء هيكل شفاف ومتوازن. وقال بيردسلي في هذا الصدد: "لقد استمع لي كل من الأندية والآباء، حيث أنشأنا مسارات جديدة. فقد حققنا قصص نجاح، وها نحن نترك إرثاً مستداماً".
حدث مميز لأكاديمية FIFA للمواهب في أروبا
وتُعد زيانا روجرز (13 عاماً) واحدة من قصص النجاح تلك، وهي التي شاركت في برنامج تطوير مدربي المواهب، حيث خاضت أول مباراة لها على الصعيد الدولي عام 2024، عندما تنافست في بطولة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي تحت 15 سنة، إذ نالت جائزة أفضل هدافة وأفضل لاعبة في البطولة.
وبعد مضي أشهر على تلك المشاركة، مثلت أروبا في بطولة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي تحت 20 سنة، حيث لعبت ثلاث مباريات ضد منافِسات يفقنها سناً بما يصل إلى سبع سنوات، وهي تحلم بمساعدة بلدها في يوم من الأيام على التأهل لبطولة رسمية من بطولات FIFA لأول مرة في تاريخ الجزيرة.
كونك صغيرًا لا يعني أنك لا تستطيع فعل ذلك
“وفي هذا الصدد، قال إيغبرت لاكل رئيس اتحاد أروبا لكرة القدم: "أن تكون بلداً صغيراً فهذا لا يعني أنك لا تستطيع النجاح في مسعاك. أود أن أتوجه بجزيل الشكر لكل من جياني إنفانتينو وأرسين فينغر لرؤيتهما المتمثلة في منح فرص متساوية لكل المواهب".
فحتى بعد انتهاء الفعالية، سادت قناعة مشتركة بين اللاعبين والمدربين والآباء بإمكانية تحقيق الأحلام، وهذا بالضبط ما يصبو إليه برنامج FIFA لتطوير المواهب، إذ تستحق كل جزيرة نيل فرصتها، مهما صغرت مساحتها.