يجري العمل على مبادرة رئيسية من شأنها تمكين الجيل القادم من المدربات من خلال النسخة الثالثة من برنامج ”أداء النخبة“ الذي ينظمه FIFA، أين انطلق برنامج إرشاد المدربين في زيوريخ، سويسرا.

ويجمع البرنامج الذي يستمر لمدة 18 شهراً بين المدربين ذوي الخبرة العالية والمدربات اللاتي هن في بداية رحلتهم التدريبية.

وقد شهد نهج FIFA الإبداعي والمبتكر بالفعل عشرات المدربات اللاتي بدأن مسيرتهن المهنية بفضل المعرفة التي اكتسبوها خلال النسختين الماضيتين من البرنامج.

ستشهد هذه النسخة مشاركة 20 امرأة من جميع أنحاء العالم تحت إشراف 20 من أكثر المدربين إنجازاً في اللعبة.

ومن بين المدربين المدربين الحاليين للمنتخبات الوطنية آرثر إلياس (البرازيل)، وديزيريه إيليس (جنوب أفريقيا)، وفرانسيسكو نيتو (البرتغال)، وجو مونتيمورو (أستراليا)، ونيلس نيلسن (اليابان)، وأنجيلو مارسيغليا (كولومبيا)، بالإضافة إلى أسماء مرادفة لكأس العالم للسيدات FIFA™، مثل تينا ثيون (ألمانيا)، وإيفن بيليرود (النرويج)، وكورين دياكر (فرنسا).

وبالإضافة إلى تزويد المدربات الموهوبات بمرشدين من الطراز العالمي، يهدف البرنامج أيضاً إلى مساعدة المدربات على تحقيق نتائج أكبر في مناصبهن الحالية، وتقديم التوجيه والدعم في مجال التدريب على التطوير الوظيفي، وإنشاء مجتمع عالمي من المدربات. ويتضمن البرنامج ثلاث ورش عمل شخصية وجلسات إرشادية عبر الإنترنت وما يصل إلى خمس زيارات متبادلة بين المرشدة والمتدربة.

ومن بين اللاعبات السابقات المعروفات اللاتي يسعين إلى ترسيخ التخرج من الملعب إلى الملعب، لاعبة خط الوسط الألمانية ميلاني بيرينجر التي مارست كرة القدم لفترة طويلة. اللاعبة الفائزة بكأس العالم للسيدات والحائزة على الميدالية الذهبية الأولمبية، والتي تدرب الآن منتخب ألمانيا للسيدات تحت 17 سنة، تم إقرانها مع بيليرود التي تحظى باحترام كبير.

وقال بيليرود: "كنت أتمنى لو كان لدي هذا [من قبل]. لقد [ارتكبت] الكثير من الأخطاء كمدرب شاب - ثقة زائدة وغباء. ولو كان لديّ مرشد [خلال تلك الفترة]، وهو أمر لم يكن طبيعياً قبل بضع سنوات، لكنت تجنبت الكثير من الأخطاء الكبيرة التي [ارتكبتها] في مسيرتي."

وأضافت بيرينجر: "ما زلت مدربة شابًة وأعتقد أن لدي الكثير من نقاط الضعف. تحدثنا هذا الشهر عن نقطة ضعف واحدة وأعتقد أنه من الجيد أن أتحدث عن نقاط ضعفي. أعتقد أنه يستطيع مساعدتي لأنه [لديه] خبرة كبيرة. وأعتقد أنني [سأكون] مدربةً أفضل بعد 18 شهراً (من الآن)."

وتتجلّى قيمة البرنامج المتنامية بسرعة في وجود البرازيلية سيمون جاتوبا التي تحولت من متدربة إلى مرشدة في غضون سنوات قليلة. تقوم المدربة السابقة لمنتخب البرازيل للسيدات تحت 17 سنة بتوجيه دلفين سوريت التي تدرب في تاهيتي.

وقالت جاتوبا: "كنت محظوظة بما فيه الكفاية لأن كورين دياكر كانت مرشدة لي. أعتقد أنها كانت لحظات لا تصدق وتجربة رائعة، وأريد أن أنقل ذلك إلى دلفين (سوريت)...هناك الكثير مما يمكن أن تتعلمه من التبادلات والخبرات وكل ما رأيته أيضاً خلال مسيرتي السابقة كلاعبة محترفة، وأيضاً خلال السنوات الأخيرة كمدربة."

وأضافت "أعتقد أن كل تلك الخبرة الدولية التي اكتسبتها كمتدربة، جعلني البرنامج أختبر كل هذا الآن - لقد جلب لي كل هذا الشيء الذي أعيشه الآن من جديد من الجانب الآخر كمرشدة. آمل أن أنقل كل هذا لها بطريقة مذهلة وبأفضل طريقة ممكنة، وأن أجعلها تتعلم الكثير من كل هذه التجارب."

وقالت جيل إيليس، مديرة كرة القدم في FIFA والمدربة الفائزة بكأس العالم للسيدات مرتين: "عملنا في FIFA، هو محاولة التخفيف من بعض هذه العوائق، سواء كانت مشكلة مالية فيما يتعلق بالتقدم للحصول على تراخيص التدريب، أو مشكلة توعية، أو مشكلة دعم."

وأضافت "أعتقد أننا يجب أن ننظر في جميع الطرق المختلفة التي يُمكننا من خلالها محاولة تقليل عدد العقبات الموجودة أمامنا لإشراك الإناث في التدريب."