الخميس 28 سبتمبر 2023, 08:15

إلديفونس ليما: "لا توجد رياضة أخرى في العالم توحّد الناس كما تفعل كرة القدم"

  • بعد أربعة عقود و137 مباراة دولية مع أندورا، ودّع منتخب بلاده أخيراً

  • لعب ليما مع العديد من الأندية من دول مختلفة حول العالم

  • "من المهم أن تكون على استعداد للاندماج. إذا تمكنّت من التكيف، فإن هذه التجارب ستجعل منك لاعباً أفضل."

تتميّز كرة القدم بقدرتها على جمع الناس معاً وتمتلك منصة لا مثيل لها لدعم الحملات المهمة. يبدو إلديفونس ليما واضحاً في هذا الأمر بعد تجربته الطويلة في لعب كرة القدم. وقد اعتزل أخيراً اللعب دولياً مع منتخب أندورا في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن مثّل بلاده على مدى أربعة عقود. قبل 26 عاماً، وتحديداً في 1997، عندما كان في السادسة عشرة من عمره، سافر مع أندورا ليلعب ضد لاتفيا. وبعد 137 مباراة دولية، لعب مباراته الأخيرة أمام سويسرا في 12 سبتمبر 2023، حيث خرج من المباراة ليدخل بديلاً له لاعب ولد بعد عامين فقط من مسيرته الدولية. تحدث موقع FIFA.com إلى قلب الدفاع المعتزل حيث استعاد بعضاً من ذكرياته وكيف برأيه كرة القدم توحّد العالم FootballUnitesTheWorld#.

وشرح ليما قائلاً "لم أجد صعوبة مطلقاً في الذهاب واللعب في بلدان أخرى. أنا أعتبر نفسي مغامراً وأحببت التحدي المتمثّل بالبقاء بعيداً عن المنزل. إنه يفتح ذهنك وكل شيء جديد. لقد استمتعت دائماً بأن حياتي لم تكن متكرّرة."

وفّرت إيطاليا وسويسرا وأسبانيا واليونان والمكسيك الكثير من الحكايات والذكريات التي لا تُعد ولا تحصى من مسيرة امتدت لفترات في أندية مثل باتشوكا ورايو فاليكانو وتريستينا وبيلينزونا.

Andorra's defender Ildefons Lima gestures as he leaves the pitch after he played his very last match during the UEFA Euro 2024 football tournament Group I qualifying match between Switzerland and Andorra

وقال ليما "ذهبت إلى المكسيك عام 2002، وهو أمر لم يكن شائعاً جداً بالنسبة للاعب أوروبي في ذلك الوقت. كانت عملية الاستيعاب معقدة، لكنها ساعدتني على النمو. في اليونان حاولت الاندماج وتعلّم اللغة. من المهم أن تكون على استعداد للاندماج،" مضيفاً "اللاعب هو الذي يصل إلى بلد جديد ويجب عليه التكيف. إذا كنت تستطيع التكيّف، فإن هذه التجارب ستجعل منك لاعباً أفضل." كان إلديفونس ليما يعلم دائماً أن كرة القدم ستسمح له بالاستمتاع بإحدى هواياته الأخرى: السفر. وقال عن هذه الهواية "أنا أحب ذلك كثيراً، ومع المنتخب الوطني كان لي شرف زيارة البلدان التي، لولا كرة القدم، نادراً ما كنت سأذهب إليها. أينما كنت، لو حصلت على بعض الوقت بعيداً عن التدريب واللعب حاولت السفر. للتعرف على كل شيء عن الثقافة والمكان وخصائصه مقارنة بما اعتدت عليه."

وبالعودة إلى بداية رحلته في عام 1997 وفي تلك المباراة الأولى ضد لاتفيا، اتخذ إلديفونس أيضاً قراراً سيضع بصمته إلى الأبد: طلب من منافسه، ميخائيلس زيمينسكيس، الحصول على قميصه. واليوم لديه ما يقرب من 1300 قميصاً في المنزل. وقال "لقد بدأت القيام بذلك مع المنتخب الوطني ومنذ ذلك الحين وأنا أتبادل القمصان، التي أحببتها دائماً. لدي قمصان لكريستيانو رونالدو، وليفاندوفسكي، ومبابي، وفيرناندو توريس، وروني، وفان بيرسي...وغيرها الكثير الكثير." أحد القمصان يبرز عن البقية كما كشف ليما "أنا معجب جدًا بأحد القمصان من المباراة التي فزنا بها ضد المجر، والتي أعتقد أنها أهم انتصار حققناه [مع أندورا]".

كما وجد أحد قمصانه طريقه إلى متحف FIFA حيث قال "كنت ذاهباً إلى سويسرا، وتواصلت معهم. لقد استجابوا على الفور وأخبروني أنهم يرغبون في الحصول على قميص لاعب مثلي مثّل بلاده لسنوات عديدة. لديهم قميصي من المباراة التي لعبت فيها ضد ليختنشتاين."

وأضاف "أنا فخور جدًا بوجوده الآن في متحف FIFA. إنه تأكيد إضافي بالنسبة لي على أن تمثيل أندورا لفترة طويلة، سيمثّل شيئاً ما في المستقبل أيضاً."

بعد مباراته الأخيرة مع أندورا، تلقّى ليما العديد من رسائل المودة والتهنئة، لكنه أوضح أن إحداها كان الأبرز حيث كشف قائلاً "تلقيت رسالة [عبر إنستغرام] من جياني إنفانتينو وشعرت بالصدمة. اعتقدت أن الأمر مزيفاً، لكن عندما دخلت ورأيت أنه هو... شكرته وتبادلنا بعض الرسائل."

وأضاف مبتسماً "آمل أن أتمكّن من رؤيته شخصياً في يوم من الأيام. بالنسبة لأولئك الذين يحبون كرة القدم مثلنا، فإن التهنئة على مسيرتك المهنية من قبل أفضل ممثل للرياضة التي تلعبها في العالم تُظهر أنك قمت بشيء صحيح."

يفكر الأندوري الآن بخطواته التالية وقال عن هذا الأمر "في أندورا، نحاول دائماً التقدّم، لكن مما لا شك فيه أننا مُقيّدون بمساحة دولتنا وعدد سكاننا. سنبذل قصارى جهدنا دائماً، حتى يتم تقليل هذه القيود قدر الإمكان عندما نواجه دولاً أكبر."

وبينما كان يستعد لإنهاء المقابلة، كان لدى إلديفونس ليما رسالة أخيرة، ربما لم تكن مفاجئة حيث ختم "سيظل اسمي مرتبطاً دائماً بأندورا، وأريد أن أستمر بالارتباط بكرة القدم أيضاً."