"عندما عدنا إلى بلغاريا بعد انتهاء كأس العالم، فقد رأينا الصور والتسجيلات. كان شيئًا فوق العادة أن ترى البلد كلها بسياراتها في الشوارع، والناس يصيحون بأسمائنا، والكل في غاية السعادة." نعيش في حقبة مضطربة تنطوي على الكثير من الصراعات والنزاعات العالمية ويشهد العالم انقساماً، لكن كأس العالم FIFA سيُقرّب بين الشعوب التي ستقطع الحدود وتتوحد للاحتفال سوية بفضل القوة الكامنة في كرة القدم. حملة "Football Unites the World " هي حركة عالمية جديدة تهدف إلى الإلهام والوحدة والتنمية من خلال كرة القدم، حيث يتشارك أساطير FIFA بقصص تحكي كيف وحّدت كرة القدم بلدانهم خلال الفترات العصيبة التي مرّت بها. وقبيل انطلاق منافسات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، اصطحبْنا خريستو ستويتشكوف في رحلة إلى الذاكرة.

لا خلاف أن خريستو ستويتشكوف أنجح لاعب كرة قدم في تاريخ بلغاريا بأسرها، حيث حاز الكثير من الجوائز الفردية والألقاب مع الأندية التي دافع عن ألوانها. وساهم أداؤه في بطولة كأس العالم FIFA 1994، حيث سجل ستة أهداف، في تكوين حالته ‘الأيقونية‘ المستمرة حتى يومنا هذا. "كانت بطولة كأس العالم FIFA 1994 المشاركة السادسة لبلدنا في البطولة العالمية، إلا أننا لم نحقق أي انتصار حتى ذلك اليوم - حيث انحصرت نتائجنا بين التعادل أو الهزيمة. ودخلنا بطولة [كأس العالم] تلك من أجل هدف واحد فقط، وهو تحقيق الفوز في مباراة واحدة فقط، لكي تكتب العناوين الرئيسية في الصحف [في بلدنا] عندما نستيقظ في اليوم التالي: الفوز الأول لبلغاريا في بطولة كأس العالم." ورغم أن المباراة الافتتاحية لبلغارية أمام نيجيريا قد انتهت بهزيمة ساحقة للأولى بنتيجة 0-3، إلا أن ما حدث بعد ذلك أصبح جزءًا من كلاسيكيات بطولة كأس العالم FIFA. حيث شق ستويتشكوف ورفاقه طريقهم نحو دور نصف النهائي، بعد الانتصار على منتخبات كل من اليونان والأرجنتين والمكسيك وألمانيا.

“وأضاف ستويتشكوف: "كان واضحًا للجميع أننا بعيدون جدًا عن وطننا بلغاريا. ولم نكن ندري ما يحدث أثناء بطولة كأس العالم في الشوارع والاستادات والبيوت. مع الأخذ في الاعتبار أننا دولة صغيرة يتوق شعبها لفرحة كبيرة، ولكي يستمتعوا بتحقيق فوزنا الأول والثاني والثالث والرابع، فقد كان شيئًا فوق العادة أن ترى البلد كلها بسياراتها في الشوارع، والناس يصيحون بأسمائنا، والكل في غاية السعادة." ربما تكون قد مرت 28 عامًا على بطولة كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994، إلا أن ذكريات تلك اللحظات الخاصة لا تزال عالقة بشدة في أذهان الجميع. ويتفق ستويتشكوف تمامًا مع مفهوم تأثير ‘الوحدة‘ الفريد لبطولة كأس العالم FIFA على الشعوب، إذ قال عن ذلك: "بطولة كأس العالم حفلة عائلية ينظمها FIFA بطريقة تجمع الشعوب وتوحدها. وأيًا كانت الدولة التي قدِمنا منها أو لوننا العرقي، فمن المهم أن نتوحد، ونحتضن بعضنا البعض، ونتجمع معًا في سلام. وهذا هو كأس العالم."