لا تخلو كرة القدم من الأنشطة الإجرامية التي تقوِّض نزاهة المباريات والبطولات، ولذلك يتمثّل أحد الأدوار الهامة لـFIFA بحماية كرة القدم من مثل هذه المخاطر، وهو ما يبدو جلياً في أول أهدافه الاستراتيجية للفترة بين عامي 2023 و2027، والذي ينصّ على وجوب أن يعمل FIFA على منع "كافة الأشكال أو الممارسات، كالفساد وتعاطي المنشطات والتلاعب بنتائج المباريات، التي من شأنها تعريض نزاهة المباريات والبطولات واللاعبين والمسؤولين والاتحادات الوطنية للخطر، أو قد ترفع مستوى الإساءة في كرة القدم."

وFIFA على دراية بأن المخاطر التي تهدد نزاهة كرة القدم لن تختفِ بشكل كامل على الإطلاق، والطريق الأمثل للتعامل معها بكفاءة يتمثل بتضافر جهود FIFA والاتحادات الوطنية في سبيل ذلك. وفي إطار استراتيجيته الخاصة بذلك، أصدر FIFA النسخة الثانية والمحدثة من دليل النزاهة، والتي تهدف إلى مساعدة الاتحادات الوطنية وكافة الجهات الفاعلة على تقوية مبادراتها المتعلقة بالنزاهة.

يحمل الدليل الجديد عنوان "حماية نزاهة كرة القدم" ويمثل حصيلة جهود FIFA المستمرة للترويج للنزاهة داخلياً وللعامة على حدّ سواء. أعدّت هذا الدليل مجموعة عمل FIFA المعنية بالنزاهة، بحيث قدّمت تحليلاً مفصلاً عن كيفية البدء بالتعامل مع مسألة النزاهة والمعارف المطلوبة في هذا الإطار وما يجب القيام به.

كما يوفّر الدليل إرشادات بخصوص مواضيع مثل تعيين مسؤول عن النزاهة، وإطلاق منهجيات للإبلاغ عن المخاوف المتعلقة بالنزاهة، وكيفية وضع برنامج تعليمي واستراتيجية إعلامية ذات صلة. كما يشرح الدليل كيفية وتوقيت إجراء تحقيق وتنظيم جلسات اجتماع تأديبية.

ويختلف هذا الإصدار عن سابقه بتركيزه على وضع خطة عمل متعلقة بالنزاهة مع محتوى خاص بمبادرات تعليمية ذات صلة على المستوى المحلي، بالإضافة إلى قسم جديد متعلق بالفصل في المخالفات المتعلقة بالنزاهة، مع شرح مفصل للعملية لضمان اتخاذ قرارات قانونية مناسبة في الإجراءات التأديبية. كما يشمل استعراض حالات جديدة.

يُذكر أنه تم عرض الدليل خلال قمة FIFA للنزاهة التي عُقدت على مدى يومين في سنغافورة، وجمعت مسؤولي النزاهة في الاتحادات الوطنية الـ211 والاتحادات القارية الستة.