أعلن رئيس FIFA جياني إنفانتينو عن برنامج قوي لمكافحة العنصرية يعتمد على خمس "ركائز" سيتم تطبيقها في جميع الاتحادات الأعضاء في FIFA البالغ عددها 211 اتحاداً، وقال أمام كونغرسFIFA الرابع والسبعين في بانكوك في تايلاند "نحن بحاجة إلى الوقوف معاً في وجه العنصرية ومحاربتها وهزيمتها أيضاً."

ووقف ممثلو الاتحادات في كونغرس FIFA كفريق واحد وصفقوا بعد سماع السيد إنفانتينو يتحدث بحماس عن الحاجة إلى جبهة موحّدة لمكافحة العنصرية، وحدد خمسة من أساطير FIFA المبادئ الخمسة التي سيبني عليها FIFA جهداً متواصلاً لتخليص كرة القدم من آفة العنصرية. وقال إنفانتينو في حديثه أمام الكونغرس "العنصرية شيء فظيع. إنها آفة موجودة في مجتمعنا. وهي تتسلل أيضاً إلى عالم كرة القدم. ولفترة طويلة لم نكن قادرين على التعامل معها بطريقة مناسبة. نحن بحاجة إلى الوقوف معاً في وجه العنصرية ومحاربتها وهزيمتها."

وأضاف "لا يُمكننا أن نقبل بعد الآن ما يحدث في الاستادات، وما يحدث على أرض الملعب. وعلى أولئك الذين ما زالوا يعتقدون في أي مكان في العالم أن بإمكانهم التصرف بطريقة عنصرية عندما يتعاملون مع كرة القدم أو عندما يحضرون مباريات لكرة القدم، أو يلعبون مباريات لكرة القدم أن يعلموا أننا لا نريدهم، لا نريدهم. عليهم أن يخرجوا، يجب أن يخرجوا، لن يكونوا جزءاً من مجتمعنا، لن يكونوا جزءاً من كرة القدم."

بعد ذلك صعد إلى المسرح أساطير FIFA إيمانويل أديبايور وإيفان كوردوبا، ولاعبة المنتخب الوطني الأمريكي للسيدات ميا فيشل، واللاعبة التايلاندية العالمية كانجانا سونجنجوين، والفائز بكأس العالم 2018 FIFA™وأسطورة FIFA بليز ماتويدي، حيث شرح كل منهم واحداً من مجالات العمل الرئيسية الخمس في هذه المبادرة الموسّعة. ومجالات العمل الرئيسية الخمس في هذه المبادرة هي: اعتبار العنصرية مخالفة صريحة وإدراجها بشكل إلزامي في القوانين التأديبية لجميع الاتحادات الأعضاء في FIFA البالغ عددها 211 اتحاداً، وفرض عقوبات محددة وشديدة على المخالفين مثل الحرمان من المباريات؛ إدخال اشارة عالمية موحدة للاعبين للإبلاغ عن الحوادث العنصرية وللحكام للإشارة إلى تنفيذ إجراء مكون من ثلاث خطوات هي وقف المباريات وتعليقها والتخلي عنها في نهاية المطاف؛ العمل من أجل اعتبار العنصرية جريمة جنائية في كل بلد في العالم وفرض العقوبات المناسبة عليها؛ تعزيز المبادرات التعليمية بالتعاون مع المدارس والحكومات؛ إنشاء لجنة لاعبين جديدة لمكافحة العنصرية تتألّف من لاعبين سابقين مهمتها المراقبة وتقديم المشورة بشأن تنفيذ هذه الإجراءات في جميع أنحاء العالم.

وقال أديبايور مهاجم توغو الدولي السابق "عندما كنت ألعب كان الأمر صعباً. لقد عشنا جميعاً هذه اللحظات واليوم يُمكننا إجراء تغيير،" مضيفاً "كما هو الحال مع بعض إخوتي الأساطير مثل، [كلارنس] سيدورف وصامويل إيتو، فقد عانى الكثير من اللاعبين من هذا الأمر، وعانيت منه أنا أيضاً. واليوم، معاً، وأنا هنا في هذه القاعة، يُمكنني أن أؤكد لكم أن هذا الأمر سيتوقّف مرة واحدة وإلى الأبد." وشاهد المندوبون بعد ذلك مقطع فيديو يُظهر عدداً من اللاعبين الحاليين والسابقين البارزين وشخصيات من عالم كرة القدم، مثل الحكم السابق لنهائي كأس العالم FIFA ™ ورئيس لجنة الحكام في FIFA بييرلويجي كولينا، والفائزة بكأس العالم للسيدات FIFA™ بريانا سكوري، ورئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية في FIFA ومدير نادي آرسنال السابق أرسين فينجر، وقائد المنتخب الإنجليزي هاري كاين، وهم يقومون بحركة الذراع التي تم اقتراحها عالمياً للإشارة إلى الحوادث العنصرية أثناء المباريات. كما أشار رئيس FIFA إلى تواصله مع لاعبين في أرجاء العالم للتعرّف على رأيهم والحصول على مشورتهم والاستفادة من تجاربهم في سبيل صياغة الاستراتيجية الجديدة.

وأضاف "لا يهم من أين تأتي، ومن أي بلد، من القطب الجنوبي إلى القطب الشمالي، من الشرق إلى الغرب - إذا كنت جيداً ستلعب، وإذا لم تكن جيداً فلن تلعب، والشيء الوحيد أو اللون الوحيد الذي يهم، كما قلت من قبل، هو لون القميص الذي يرتديه اللاعبون. ولذلك، جنباً إلى جنب مع هذه اللجنة التي تضم أفضل اللاعبين من جميع أنحاء العالم، حدّدنا خمس ركائز سنقوم بتنفيذها اعتباراً من اليوم في جميع أنحاء العالم، في جميع الاتحادات الأعضاء الـ211 لهزيمة العنصرية مرة واحدة وإلى الأبد."

واختتم إنفانتينو حديثه قائلاً "العنصرية هي الظلام، وقد قال شخص أكثر حكمة وذكاء مني ذات مرة: إذا كنت في غرفة مظلمة، فلا تخف، عليك فقط أن تشعل شمعة. واليوم، نحن لا نشعل شمعة، بل نشعل ناراً كبيرة ستضيئ العالم كله."