تُعتبر بطولة كأس العالم للسيدات FIFA 2023™ منصة رائعة لتقديم النسخة الثانية من دبلوم FIFA في إدارة الأندية، حيث شارك ممثلون عن عدّة أندية من كلّ أنحاء العالم في هذا البرنامج المتنوع الذي يمتدّ لمدة أسبوعين في أستراليا ونيوزيلندا.

ويُعدّ هذا البرنامج المصغّر جزءاً من برنامج شامل يمتد لمدة 18 شهراً، وقد شارك فيه ضيوف من أندية الدوري الأسترالي، ما أتاح الفرصة لبناء شبكات للتواصل وتبادل المعلومات مع أصحاب الأندية ومسؤوليها في شتّى أنحاء العالم، وتطرّقت الحصص إلى مواضيع تتعلق بالتواصل، والتسويق، والشراكات، والممارسات المستخدمة في الأعمال، كما تضمّنت مداخلات من مختلف الأندية المحلية والهيئات الرياضية.

تأتي هذه الشهادة (دبلوم) في إطار الهدف الذي حدّده FIFA لمشاركة المعرفة وإنشاء بيئة متكافئة في عالم كرة القدم، حتى يتسنى لعدد أكبر من الأندية من مختلف أنحاء العالم التنافس في أعلى المستويات، سواء داخل أرضية الملعب أو خارجها.

وشارك في هذه الحصص كوكبة من المحاضرين المشهورين عالمياً مثل لاعب منتخب غانا السابق كيفن برينس بواتنغ الذي طرح أفكاراً مهمّة من وجهة نظر اللاعبين، والأسطورة الأسترالية في كأس العالم FIFA™، تيم كاهيل، الذي يشارك في البرنامج بغية الحصول على الشهادة، إضافة للمقاول الأسترالي ومالك نادي Catania FC، روس بيليغرا، والمديرة التنفيذية السابقة لنادي غلطة سراي، السيدة إبرو كوكسال، وجايمس جونسون المدير التنفيذي لاتحاد أستراليا لكرة القدم.

وفي هذا الإطار، قالت مديرة العلاقات والتنمية في كرة القدم الاحترافية، السيدة أورنيلا ديزيريه بيليا: "لا تقتصر شهادة FIFA لإدارة الأندية على كونها مجرد برنامج أكاديمي، بل هي منصة للتواصل ومشاركة المعرفة، وهي تنمو بوتيرة متسارعة، كما أنّ الانضمام إلى شبكة FIFA لإدارة الأندية ليس حكراً على الأندية المشاركة، إذ يمكن للأندية المحلية التي نزورها، والمسؤولين الإداريين واللاعبين الذين يشاركون معنا كضيوف محاضرين أن ينضموا إلى برنامجنا هذا".

“دعوناأيضاً مسؤولين من أندية الدوري الأسترالي للمشاركة في الحصص والأنشطة، كما زرنا منشآت التدريب في سيدني وويلينغتون بهدف تعزيز عملية التواصل في المنطقة، فالغاية من هذه المبادرة هي ربط الأندية من مختلف أرجاء العالم، وإنشاء علاقات بينها وتعزيزها، والتشجيع على مشاركة المعرفة وأفضل الممارسات، وبهذه الطريقة، يستفيد FIFA ويعزّز مستوى المنافسة في عالم كرة القدم".

ومن المشاركين أيضاً في هذا البرنامج المصغّر، السيد دايفد دوم، المدير العام لنادي ويلينغتون فينيكس، النادي الاحترافي الوحيد في نيوزيلندا، وهو ينافس في الدوري الأسترالي للرجال والسيدات.

وصرّح دوم قائلاً: "لا بدّ من القول إنّ المواد مفيدة، والإدارة ممتازة، والمنشآت جيدة جداً، وفي حال تعذّر حضورك، يمكنك مشاهدة النقل المباشر، إذ يُشارك الجميع اقتراحاتهم التي تضم مجموعة جيدة من الأفكار.

ويُذكر أيضاً أنّ موضوع بناء شبكات التوصل من المواد المقدمة في الحصص، وممّا تعلّمته هو أنّ التحديات هي نفسها أينما كنت في العالم، فالجميع يواجهون التحديات نفسها ويطبقون الاستراتيجيات عينها، بحيث لا تختلف الأندية عن بضعها بعضاً إلا بمستوى التمويل ونوع السوق".

وسجّل لاعبو فريق Central Coast Mariners، أبطال الدوري الأسترالي لكرة القدم، حضورهم في هذا البرنامج المصغّر أيضاً، بالإضافة إلى ممثلين عن أندية Newcastle Jets، وSydney FC، وWestern Sydney Wanderers. وإلى جانب تركيزه على المجتمع، يُذكر أنّ فريق Central Coast Mariners سيكون أحدث إضافة إلى الدوري الأسترالي للسيدات عند بداية الموسم الحالي في شهر أكتوبر/تشرين الأول.

وفي هذا الصدد، أعلن المدير التنفيذي للفريق، شون ميليكامب: "من المذهل التواصل مع أشخاص قادمين من مختلف أرجاء العالم، لذلك كان قسم بناء شبكات التواصل مميّزاً، ودراسات الحالات تتطلب الكثير من التفكير، وقد لقيت المواضيع المتعلقة بالتسويق والتواصل وخصوصاً الذكاء الاصطناعي اهتماماً بيننا، لأنها ستكون جزءاً كبيراً من مستقبل كرة القدم العالمية، وهو أمر مثير للاهتمام".

"وفي الإطار ذاته، تواصلنا مع مجموعة من الأندية وقد أظهرت اهتماماً كبيراً بقصتنا وبقدرتنا على العمل في ظلّ ميزانية صغيرة وفي المنطقة الصغيرة التي أتينا منها. فمن جهتي، أظنّ أن عدد الأسئلة التي أجبت عنها تخطى عدد تلك التي طرحتها".

وأضاف ميليكامب أنّ الموسم القادم سيقدم فرصة فريدة من نوعها للاستفادة من حماسة الجماهير المحلية بعد بطولة كأس العالم للسيدات:"عقب بطولة كأس العالم، أصبح منتخب أستراليا للسيدات أكثر شهرة من منتخب الرجال، لذلك أنا لا أرى أي مانع أن تكون فرق السيدات أكبر من فرق الرجال. نحن لا ننظر إلى الأمر كأنه عبء مالي، بل نعتبره وحدة أعمال، فالأمر ينطلق من الإدارة وينتهي بحضور المشجعين المباريات".

وتابع ميليكامب: "عقب بطولة كأس العالم، اتضحت أهمية فرق السيدات في الدوري الأسترالي، والآن سيرى الجميع قوة كرة القدم النسائية، وكرة القدم بشكل عام، أما بالنسبة إلينا، نحن الذين حاولنا التفاعل مع المجتمع واستقطاب المشجعين وجذب أموال الشركات، نرى أنّ الأمر حقق نجاحاً باهراً. وأصبحت الآن كلّ تلك الأمور تبدو أسهل مما كانت عليه منذ ثلاثة أسابيع".